لافروف: هناك تقارب في المواقف بين موسكو وواشنطن حول سبل تسوية الأزمة في سورية

13-05-2015

لافروف: هناك تقارب في المواقف بين موسكو وواشنطن حول سبل تسوية الأزمة في سورية

أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن تقارب في المواقف بين موسكو وواشنطن حول سبل تسوية الأزمة في سورية.

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقده مع نظيره الأمريكي جون كيري في مدينة سوتشي يوم امس بعد مباحثات استمرت نحو أربع ساعات “إن كلا الطرفين على يقين بأن العملية السلمية في سورية يجب أن يقودها السوريون بأنفسهم وأن يكون لجميع الجهات المعنية تمثيل في هذه العملية”.

وأضاف لافروف “نظرا للتناقضات داخل جماعات المعارضة السورية فإنه من المهم جدا أن يقوم جميع المعنيين الخارجيين الذين لهم نفوذ عليها بدفعها إلى السير باتجاه بدء المفاوضات على أساس بيان جنيف” معربا عن أمله في مواصلة الحوار حول موضوع إشراك المعنيين الخارجيين في عملية التسوية في سورية سواء مع الولايات المتحدة أو دول الشرق الأوسط.

وأكد لافروف رفض روسيا تسييس موضوع استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية مجددا موقف1 موسكو الداعي إلى قيام وحدة خاصة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالتحري في التقارير التي تتحدث عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.

وقال لافروف : “نحن نريد تحقيقا مهنيا نزيها وإثبات الوقائع بصورة مهنية لمنع تكرار محاولات شاهدناها في آب عام 2014 لاستغلال موضوع المواد الكيميائية كوسيلة ضغط سياسي بل وكمبرر لنوايا استخدام القوة ضد سورية”.

وحول الأزمة في أوكرانيا أكد لافروف أنه اتفق مع نظيره الأمريكي على استخدام نفوذ كل من روسيا والولايات المتحدة على طرفي النزاع في أوكرانيا لحثهما على تنفيذ بنود اتفاقات مينسك بشأن تسوية هذه الأزمة.

وأوضح لافروف أن الموقفين الأمريكي والروسي متفقان على خطر محاولات العودة إلى سيناريو استخدام القوة في أوكرانيا لافتا إلى أن صيغ التسوية وأشكالها قد تكون متنوعة.

بدوره قال وزير الخارجية الأمريكي إن بلاده “ما زالت واثقة بأن سورية لن تصبح دولة سلام ما لم تحل مشكلاتها بطريقة سياسية وما لم يتم تنفيذ الانتقال السياسي”.

وتابع كيري “نحن نرى أن انتقال السلطة يجب دعمه ولذلك بحثنا كيف يمكن للولايات المتحدة وروسيا أن تعملا سوية حول هذه القضية في الأيام اللاحقة واتفقنا على مواصلة الحوار في الأسابيع المقبلة وبمزيد من الفعالية” مشيرا إلى أن إدارته ترى تقدما كبيرا في حل مشكلة الأسلحة الكيميائية في سورية.

وأكد كيري أنه متفق مع نظيره الروسي على أن “تنامي نشاطات الجماعات المتطرفة المختلفة مثل تنظيم داعش لا تهدد سورية وحدها بل المنطقة بأسرها” لافتا إلى أن روسيا تعتبر شريكا مهما جدا في مكافحة التطرف على النطاق العالمي حتى ولو أنها ليست عضوا في التحالف المناهض لتنظيم داعش.

وقال كيري “يجب العمل على مكافحة داعش وإرغامه على مغادرة العراق وسورية كي لا يكون تهديدا لنا”.

وحول ملف المفاوضات النووية بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد وصف كيري روسيا والولايات المتحدة “بالدولتين المتحالفتين في السعي إلى عقد اتفاقات جيدة بشأن البرنامج النووي الإيراني وتطبيقها”.

وقال كيري “إن الوحدة بين موسكو وواشنطن في هذا الموضوع تعد مفتاحا لذلك” معترفا بأن توريد  منظومات صواريخ /إس-300 / الروسية للدفاع الجوي إلى إيران لا تعتبر خرقا للقانون الدولي.

وفي ملف الأزمة في أوكرانيا أكد كيري تمسك واشنطن بأهمية تنفيذ اتفاقات مينسك باعتبارها طريقا رئيسيا نحو السلام في أوكرانيا وقال “في حال التنفيذ الكامل لهذه الاتفاقات يبدأ رفع العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي”.

وبشأن نوايا الرئيس الأوكراني استعادة السيطرة على مطار دونيتسك بالقوة قال كيري “إذا كان الرئيس بيوتر بوروشينكو يدعو إلى بدء عمليات عسكرية فنحن كنا سنوصي له بالتفكر مليا قبل أن يقدم على هذه العمليات”.

بدورها أعلنت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أن الوزيرين الروسي والأمريكي بحثا بصورة مفصلة قضايا الشرق الأوسط وأشارا في هذا السياق إلى ضرورة مواصلة الجهود الرامية إلى إطلاق حوار متكامل بين الحكومة والمعارضة في سورية.

وأشار البيان إلى أن الطرفين أوليا اهتماما خاصة بالتهديدات الناجمة عن تنظيم داعش الإرهابي الذي تمدد في سورية والعراق وليبيا فيما جدد الوزير الروسي أهمية التخلي عن المعايير المزدوجة في التعاطي مع الإرهابيين وقال بيان الوزارة أن الوزيرين لافروف وكيري أجريا محادثات مطولة وصريحة حول دائرة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المتبادل ركز لافروف خلالها على أن “موسكو غير مسؤولة عن الأزمة الراهنة في علاقاتها مع واشنطن وأن روسيا مستعدة لتعاون بناء مع الولايات المتحدة سواء على المستوى الثنائي أو على الساحة الدولية حيث تتحمل دولتانا المسؤولية الخاصة عن الأمن والاستقرار في العالم ولكن التعاون غير ممكن سوى على أساس النزاهة والمساواة بعيدا عن محاولات الإملاء والإرغام”.

وأوضح بيان الخارجية أن لافروف أشار إلى أن تصعيد المواجهة ومحاولات الضغط على روسيا بواسطة العقوبات تقود إلى طريق مسدود مؤكدا أنه لا جدوى من محاولات إرغام روسيا على التخلي عن مصالحها الوطنية وموقفها المبدئي من القضايا التي تعتبرها محورية.

ولفت البيان إلى ان الطرفين اتفقا على عدم وجود بديل لتسوية الأزمة في أوكرانيا سوى بالطرق السياسية مؤكدين ضرورة لتنفيذ الدقيق لاتفاقات مينسك.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...