تمهيد ميداني لمعركة القلمون

08-05-2015

تمهيد ميداني لمعركة القلمون

حقّق مقاتلو حزب الله والجيش السوري، خلال الساعات الـ24 الماضية، تقدماً مهماً في جرود القلمون من المقلبين السوري واللبناني، في سلسلة مناوشات «موضعية» مع مسلحي المعارضة السورية بمختلف تشكيلاتها، وعلى رأسها «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة».
وعلى الرغم من حرص حزب الله ووسائل إعلامه على عدم الإشارة إلى العمليات كإعلان بدء المعركة المنتظرة في القلمون، يشير السياق الميداني، والمنطقة الجغرافية التي تمّت السيطرة عليها أمس من قبل مقاتلي الحزب والجيش السوري، إلى أن المرحلة الأولى من العملية قد بدأت بالفعل، لا سيّما لجهة وصل جرود بلدة عسال الورد السورية بجرود بريتال اللبنانية، والذي تحقّق مع ساعات الصباح الأولى.

وبذلك يكون حزب الله والجيش السوري قد نجحا في تشكيل «الطوق الجنوبي» على مسلحي المعارضة، وقطع الطريق عليهم بشكل محكم في اتجاه الجنوب والجنوب الشرقي، ومنعهم من العبور من مدن الزبداني ومضايا وسرغايا وبلدات شمالي طريق دمشق ــ بيروت الدولي وإليها، والتي نفّذ فيها الجيش سلسلة عمليات استباقية في المرحلة الماضية، قضى خلالها على خلايا نائمة لـ«النصرة» وضَرب امتدادها إلى الجرود المتاخمة لقرى البقاع الأوسط اللبنانية.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن «العمليات كانت سريعة وقاصمة، تمكّن فيها مجاهدو المقاومة والجيش السوري من السيطرة على كامل تلال النحلة صباح أمس، المشرفة على وادي الصهريج، إضافة إلى السيطرة على معبر الصهريج وعدة بقع وتلال أخرى تناهز مساحتها 100 كلم مربع من الأراضي السورية واللبنانية». وقالت المصادر إن «عمليات القصف العنيف وتقدّم المجموعات الصغيرة، دفعت بالمسلّحين إلى الفرار مخلّفين وراءهم عدداً كبيراً من القتلى والعتاد الحربي». وأشارت المصادر إلى أن «الوحدات المهاجمة عملت على قطع خطوط إمداد المسلحين قبل بدء الهجوم»، مشيرةً إلى أن «العملية نظيفة مئة في المئة لناحية عدم سقوط أي خسائر بشرية في صفوف المهاجمين». وعثرت القوات المهاجمة على ورشة لتصنيع العبوات الناسفة وتفخيخ السيارات، إضافة إلى سيارة مدنية مسروقة كان يجري الإعداد لتفخيخها. ودفع تقدّم مقاتلي حزب الله والجيش السوري المسلّحين إلى تبادل اتهامات الخيانة والانسحاب.
وليس بعيداً عن التطوّرات الميدانية في جرود القلمون الجنوبية، تعامل الجيش اللبناني أمس مع مجموعة من المسلّحين حاولوا العبور من داخل الأراضي اللبنانية في خراج بلدة الصويري في البقاع الأوسط، الواقعة على مقربة من طريق دمشق ــ بيروت الدولي جنوباً، إلى داخل الأراضي السورية.

وبحسب المعلومات، فإن الجيش اللبناني اشتبك مع المسلحين بالأسلحة الرشاشة، قبل أن تقوم القوات السورية المرابطة غربي بلدة يعفور السورية باستهداف المسلحين بقذائف الدبابات، وإطلاق القنابل المضيئة، بالتزامن مع اشتباكات محدودة في محيط بلدة كفير يابوس. ولم يعرف ما إذا كانت مجموعة المسلحين تنوي تنفيذ عمل داخل الأراضي السورية، أو أنها فرّت ليلاً من جرود القلمون الجنوبية على وقع تقدّم حزب الله والجيش السوري.
بدورها، عزّزت وحدات الجيش اللبناني قدراتها في مناطق انتشارها على الحدود مع سوريا، بدءاً من البقاع الأوسط وصولاً إلى منطقة مشاريع القاع، منعاً لأي عملية اختراق أو تسلّل تقوم بها الجماعات التكفيرية إلى داخل الأراضي اللبنانية، بعد وصل جرود عسال الورد بجرود بريتال، ما يجبر الجماعات التكفيرية على التوجّه شمالاً نحو جرود عرسال وجرود القاع، واحتمالات التسلل والفرار جنوباً نحو الأراضي اللبنانية باتجاه البقاع الأوسط.
وبعد الظهر، سقط صاروخان بين بلدتي يونين ونحلة، مصدرهما المجموعات المسلحة في السلسلة الشرقية، من دون وقوع أي خسائر.


--------------------------------------------------------------------------------

انتهاء هدنة «النصرة» و«داعش»

رغم الصدام بين تنظيمي «قاعدة الجهاد في بلاد الشام ــــ جبهة النصرة» و»داعش» الارهابيين في معظم أنحاء سوريا، تميّزت علاقتهما في منطقة القلمون بخصوصية حالت دون الصدام بينهما. ورغم حرب الإلغاء التي شنّها كل منهما ضد الآخر، استطاع أمير «النصرة» في القلمون أبو مالك التلي تحييد «إمارته» عن هذا الصراع في هدنة غير مفهومة. غير أن ذلك لم يدم طويلاً. فبعد سنتين من بدء الصراع، انهارت هدنة القلمون، إذ لم تكد الفصائل الإسلامية المسلحة و«جبهة النصرة» تجتمع تحت راية «جيش الفتح في القلمون»، حتى هاجم مسلحو «داعش»، أول من أمس، حاجزاً لـ«النصرة» في جرود عرسال، وأسفر الاشتباك عن سقوط قتلى وجرحى من الطرفين، وأدى الى استنفار «النصرة» واتخاذها قراراً بإنهاء وجود «الدولة» في المنطقة. غير أن مشايخ من عرسال والقلمون توسّطوا لدى التلّي، طالبين منه التهدئة ومتعهّدين بوقف اعتداءات «داعش».
استجاب التلّي، لكن مسلّحي «داعش» هاجموا في اليوم التالي مقرّاً لـ«الجبهة» وخطفوا ثلاثة من عناصرها. فما كان من الأخيرة إلا أن هاجمت مقارّ لـ«اداعش». وتكشف المعلومات أن «النصرة» تتردد في شن هجوم واسع على ارهابيي «داعش» في الوقت الحالي بسبب الاشتباكات التي اندلعت مع حزب الله والجيش السوري، غير أنها تؤكد أن «قرار الطلاق اتُّخذ».

--------------------------------------------------------------------------------

«النصرة» تحاول تحريك النازحين في عرسال

رامح حمية
حاول مسلّحون من «تنظيم القاعدة في بلاد الشام ــ جبهة النصرة»، تحريض النازحين السوريين في بلدة عرسال على التوجّه إلى جرود القلمون ومساندة إرهابيي التنظيم، في ظلّ المعارك التي يخوضها الجيش السوري وحزب الله ضدّهم لطردهم من الجرود. وتجمهر أمس عددٌ من النازحين في محلة «طريق الجمّالة» ومنطقة السبيل (البابين)، في الشمال الشرقي لعرسال على بعد كيلومترين من معبر «المصيدة»، تلبية لدعوات مكبرات الصوت التي بثتها «النصرة» لـ«إغاثة المجاهدين في الجرود».
أحد أبناء عرسال أكد  أن مسلحي «النصرة» يحاولون منذ أول من أمس «استنهاض النازحين السوريين في مخيمات عرسال، بغية نقل أكبر عدد منهم إلى الجرود لمواجهة الهجوم العنيف الذي يشنه الجيش السوري وحزب الله عليهم في جرود عسال الورد والجبّة ورأس المعرّة في القلمون».
من جهته، شدّد الجيش اللبناني إجراءاته على معبر وادي المصيدة الأقرب إلى محلة السبيل وطريق الجمالة (التي تعرض الجيش عليها لاعتداءات وكمائن بعبوات ناسفة عدة مرّات)، واستقدم تعزيزات إلى معبري المصيدة ووادي حميد. ونفى مسؤول أمني لبناني  أن تكون أي مجموعة من داخل عرسال قد تمكّنت من العبور باتجاه الجرود، مشيراً إلى أن «الجيش لا يسمح بالعبور إلا للعراسلة (المزارعون وأصحاب الأرزاق) وعمالهم من السوريين بالعبور والصعود إلى الجرود وحسب الأوضاع الأمنية».
--------------------------------------------------------

الحريري: الهزيمة والعار مصير الغزاة في القلمون!

رأى الأمين العام لتيار المستقبل اللبناني أحمد الحريري أن «الحروب التي ذهبوا إليها في القصير وحمص وحلب، ويذهبون إليها في القلمون، ليست حروباً دفاعية ولا حتى استباقية، إنما هي حروبٌ إرهابية خداعية عدائية على أرض الغير، والمعتدي مصيره أن يُعتدى عليه. والهزيمة والعار مصير الغزاة»!
وقال الحريري خلال تمثيله الرئيس سعد الحريري في اللقاء الذي نظمه قطاع الشباب في التيار للإعلان عن مشروع «تدريب مدربين في القانون الدولي الإنساني وبناء السلام»، بالتعاون مع «نداء جنيف» وبالشراكة مع «حركة السلام الدائم»، إن «من يتعهد بحماية سوريا الأسد لا يحق له أن يتعهد بحماية لبنان». وأكد أن الرئيس «بشار الأسد ساقط، فلا تسقطوا معه»، متوجهاً بالتحية إلى «كل الشهداء الذين سقطوا في بيروت والجبل غدراً في أحداث 7 أيار الأليمة». وتابع: «مصرون على أن نصنع الأيام المجيدة بالحزم لا بالوهم. فالمجد لا يكون بتحويل المقاومة إلى مقاولة بالدماء، ولا يُكتب في أرض القلمون والقصير وحمص وريف دمشق، ولا بالارتماء في حضن الوهم الإيراني».

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...