قميصنا الدامي
نحن السوريون إخوة يوسف، أتينا أبانا الأعمى بقميص مدمّى نبكي سورية التي أكلها ذئب الحسد والضغينة.. جميعنا نبكي سورية وأيدينا ترفع قميصها المدمى كقميص عثمان الذي شق وحدة الأمة ولم يتمكن أحد من رتقه حتى الآن.. لقد خرجوا إلى الثورة يطلبون الحرية والكرامة، ثم نسوا المطالب - التي وافقهم الجميع عليها- وصاروا يطلبون الكرسي والخلافة؟! ووحشيٌّ ما زال يصرخ في حواري مكة: سادتنا في الجاهلية سادتنا في الإسلام، ولا أحد يسمع في وطنٍ الجميع فيه يتكلمون في الآن نفسه بعدما تم إسكاتهم لزمن طويل.. لقد افتُتح صندوق باندورا وانطلقت شروره في أربعة أنحاء الوطن، وباتت الأمة أحوج ماتكون إلى عقلها لاختتام مهرجان جنونها.. فقط عقلان يتحاوران للوصول إلى نقطة التوازن بين عشرين مليون جسد يتزاحمون سياسياً على أرض زلقة.. فإلى أين نحن ذاهبون ؟!
أمثولة: الذين يريدون التغيير سلمياً هم الشريحة الأكبر، ولكن كلما امتد زمن الصراع اتسعت دائرة الدم وازداد عدد المنحازين إلى العنف، كالحارث بن عباد صديق الزير سالم وزوج أخته، عندما أعلن حياده في الحرب التي جرت بين قومه بني مرة وقبيلة تغلب بعد مقتل كليب أخي الزير.. حتى جاؤوه بجثة ابنه جبير الذي قتله خاله الزير خطأً، فبكاه ابن عباد وقال: لعله يكون بدم كليب وتحط الحرب أوزارها.. غير أن الزير قال رداً عليه: بشسع نعل كليب.. فغضب ابن عباد وقال قصيدته الشهيرة (قرّبا مربط النعامة مني)، والنعامة اسم فرسه.. حيث قال:
لا جبيـراً أغنى قتيـلاً ولا رهط كليـب تزاجروا عن ضـلال
لم أكن من جنـاتها علـم الله وإني بحرِّهـا اليـوم صــالِ
قد تجنبت وائلاً كـي يفيقوا فأبـت تغلـب على اعتزالي
وأشابــوا ذؤابتــي بجبيـرٍ قتلــوه ظلـمــاً بغيــر قتــــــال
قتلوه بشسع نعل كليب إن قتل الكريم بالشسع غالي
قرّبا مريط النعامة مني لقـحت حـرب وائـلٍ عـن حيـالـي
ثم أنه دخل المعركة وعدل موازينها بعدما كان بنو مرة مغلوبين فيها..
نبيل صالح
التعليقات
هنيئاً
بعد ما رأيتة على التلفزيون
على دلعونة
رد على أهل درعا الشجعان
Pagination
إضافة تعليق جديد