موريتانيا تغني لدمشق
الجمل- أيهم ديب: إنها المرة الثانية التي يحدث معي ان يثبت ان قلة الاتصال تحفظ الذاكرة. قد يحب البعض ان يطلق على الذاكرة تخلف. قد يجوز. و لكن اليوم عندما وقفت - معلومة بنت الميداح- في باحة قصر العظم قادمة من أقصى الغرب العربي , من موريتانيا , و عددت أسماء المحافظات السورية لتؤكد أن كل المدن العربية وطنها و أن كل ضيعة في العالم العربي بستان لها . أحسست كم أن القطيعة ضرورية لنحفظ وجودنا. ففي السنين الماضية و مع التوسع الثقافي الأوروبي في بلادنا درج مثقفونا الطموحون على تفادي ذكر المقاومة و فلسطين و الجولان و الأرض المحتلة. و ربما ركزوا أكثر على نغمة حقوق الإنسان و الديمقراطية و حوار الحضارات و الجسور العابرة للمتوسط بغض النظر عمن سيعبرها و بأي اتجاه. في السنين الماضية كانت النخبة العربية تتفادى الموضوع السياسي . لأن المغني و الممثل و الرسام و الكاتب يريد ان يبيع . السيدة القادمة من موريتانيا لا يبدو أنها تتابع الإنترنيت و قنوات الفضائيات بكثرة و الصحف الفنية. فهي لا تعرف عن شرق المتوسط سوى تاريخ المقاومة و جرح فلسطين و مجد بني أمية الذي أشع من دمشق التي كانت يوماً عاصمة أمة. المغنية قبَلت لبنان من دمشق و حيَت التاريخ من خاصرة الجامع الأموي. و تمنت ان تكون حفلتها القادمة في هضاب الجولان و ان تغني في ربوع فلسطين حرة. لقد مزقت كل التابوهات التي وضعها النخبويون على نفسهم تطوعاً / حتى لا يتهموا بالتصلب و التخلف و الإرهاب!
معلومة بنت الميداح - موريتانيا- قدمت عرضها ضمن تظاهرة دمشق عاصمة للثقافة العربية 2008- قصر العظم - السبت 13 أيلول.
التعليقات
بسم الله
شكرا للمعلومه
إضافة تعليق جديد