الحكومة للمواطن: اغضب كما تشاء، المواطن للحكومة: إني أغرق أغرق

05-11-2007

الحكومة للمواطن: اغضب كما تشاء، المواطن للحكومة: إني أغرق أغرق

الجمل- ليث علي:  منذ أن تولت الحكومة الحالية مهامها تم تصويرها في الإعلام على أنها حكومة تكنوقراط وأنها ستصلح ما أفسدته الحكومات السابقة   وستحقق للمواطن وضعاً أفضل مما سبق ولكن واقع الحال أثبت عكس ذلك تماماً ولو أخذنا بعض المؤشرات التي أنجزتها الحكومة لكانت كالتالي :
1- ارتفاع الأسعار بشكل قياسي لم يسبق له مثيل وخاصة أسعار العقارات التي قاربت أسعار لندن وباريس وهذا إنجاز كبير حيث أننا قاربنا باريس ولندن في هذه النقطة فقط
2- ارتفاع نسبة البطالة وخاصة في صفوف الجامعيين الذين توزعوا بين ممارسة مهن أخرى بعيدة عن تخصصاتهم لكسب لقمة العيش والبعض الآخر الذي نزح إلى بلاد بعيدة بحثاً عن لقمة عيش وبضع كرامة وحضارة افتقدها في بلده
3- ازدياد الفساد قوة ومنعة حتى غدا غولاً كبيراً يلتهم الأخضر واليابس من خيرات البلاد والعباد ويمسك بزمام القرار في كثير من أجهزة الدولة
4- زيادة الهدر في القطاع الحكومي واستمرار نزف الخزينة التي يسعفونها دائماً من دم المواطن المسكين والذي أصيب بفقر شديد نتيجة استمرار التبرع للخزينة لتعويض هدر المال العام
5- تدني مستوى الخدمات الحكومية في كافة المجالات كالتعليم والصحة حيث بتنا نرى الترخيص لمدارس خاصة لكافة المراحل والتي تتقاضى رسوماً باهظة وكذلك معاهد الدورات الخاصة التي أصبحت أكثر من البقاليات كل هذا على حساب تراجع التعليم في المدارس الحكومية حيث أن المدرس يعطي فيها على حسب راتبه ويدخر علمه إما لمكتب الدورات الخاص أو المدرسة الخاصة ذات الخمس نجوم وهذا الأمر ينسحب على المستشفيات العامة التي أصبحت طريق المريض إلى العالم الآخر
6- انخفاض مستوى معيشة المواطن بسبب الهوة الكبيرة بين دخله الاشتراكي ومصروفه الرأسمالي وهو يضطر عند كل عملية رفع أسعار إلى زيادة ساعات عمله والبحث عن عمل إضافي ليؤمن متطلبات العيش وصار المواطن يعمل في أكثر من وظيفة لمدة تتراوح يومياً من 14 – 16 ساعة حتى يستر نفسه من العوز علماً أن الآلات المصنعة من الحديد وغيره لها عمر إنتاجي محدد وساعات عمل محددة أما المواطن المسكين فيقضي عمره وهو يلهث وراء لقمة العيش وهو مع كل نوبة ارتفاع أسعار في المحروقات يبحث عن شتى الوسائل لزيادة دخله لمواجهة الغلاء وهو بذلك تخطى خط الفقر ليلامس خط الموت إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المواطن في دول أخرى عربية وأجنبية يعمل من 6 – 8  ساعات يومياً ويتقاضى دخلاً جيداً يكفيه ويغنيه عن ممارسة عمل إضافي أما المواطن عندنا فيعمل ليل نهار مما يعني إفناء جسده الذي لا يحتمل هذا العناء وبالتالي فإن المواطن يموت وهو على رأس عمله وليته يرتاح في القبر لأن هذا الانهماك في طلب المعيشة قد يترتب عليه التقصير في الواجبات الدينية وبالتالي جعلوه معذباً في محياه ومماته
ولكن للعلم فقط أن المواطن الذي أتحدث عنه هو ذلك المواطن الشريف الذي يأبى العيش بمال حرام ويؤدي عمله بشرف دون انتظار رشوة من أحد ولا يرضى لنفسه أن يتحول إلى موظف متسول يمد يده لكل مراجع بوقاحة عز نظيرها وللأسف هؤلاء المتسولون يعيشون في مستوى اجتماعي رفيع يلبسون أفخر الملابس ويركبون أحدث السيارات ويسجلون أبناءهم في مدارس خاصة يصل القسط السنوي فيها لطالب المرحلة الابتدائية إلى /100/ ألف ليرة سنوياً هذا للولد الواحد فكيف إن كان له أولاد في مراحل متعددة ويعالجون في أرقى المستشفيات الخاصة صدقوني هذا حال موظفين كثر في الدولة ولكن هل فكر أحد في أجهزة الدولة الرقابية بسؤال هؤلاء الذين يفترض أن رواتبهم الشهرية من 8 – 12 ألف ليرة من أين لكم هذا ؟ في حين أن المدارس العامة والمستشفيات العامة بسوئها ورداءة الخدمة فيها أصبحت ملاذ من لا يملك سوى ثمن المأكل والمشرب وعليه أن يقبل بأن يأتي ولده من المدرسة ليقول له لم أفهم شيئاً من الأستاذ فالمناهج معقدة وغير مدروسة وبالتالي يحتاج هذا التلميذ إلى دروس تقوية ولكن هل يقوى الأب على ذلك
بمعنى آخر هناك حرب مبرمجة وموجهة تستهدف الشرف والنزاهة ومن يتمسك بهما والدليل أن أي عملية رفع لأسعار المحروقات وما ينتج عنها من رفع أسعار باقي السلع لا يتضرر منها الغني أو التاجر أو المسؤول أو الموظف المرتشي فهؤلاء دخلهم كبير وهم بالمناسبة يزيدون دخلهم مع ارتفاع الأسعار وبالتالي لافرق عندهم إن وصل ليتر البنزين إلى المائة ليرة أو وصل الكيلو غرام من اللحم إلى الألف ليرة ولكن من يتأثر هو الحلقة الأضعف صاحب الدخل المعدود والذي لا أحد يأبه برأيه فما الذي عساه أن يفعل لمواجهة الغلاء هل سيصرخ فليصرخ وليضرب رأسه بالجدار من سيكترث له أو يحسب حساباً لردة فعله إن من يرفع الأسعار حسب حساباته جيداً وعلم أن الصناعي والتاجر سيرفع الأسعار وبالتالي لن يتضرر والمرتشي سيطلب زيادة على الرشوة السابقة بسبب غلاء الأسعار وبالتالي لم يبق إلا أولئك الذين يعيشون خارج الدائرة المذكورة ( تاجر – صناعي – مسؤول – موظف مرتش ) ويصبح هؤلاء أمام حلين إما البقاء في هذا البلد واحتمال ما لا يحتمل من فساد وغلاء معيشة وتهميش وضيق حال وإما أن يترك البلاد لمكان آخر يقيّم الإنسان فيه حسب كفاءته وعلمه ونزاهته وتفانيه في عمله لا حسب ما سيدفع ليأخذ هذه الوظيفة أو تلك وكم سيدفع ليستمر في عمله وكأن المقياس ليس الكفاءة ولا الخبرة وإنما القدرة على جباية الأموال ومن ثم دفعها لمن يضمن له البقاء على الكرسي وأعتقد أن وظيفة الجابي لا تحتاج إلى مؤهلات علمية لذا نرى أننا أمام مخطط رهيب لتهجير العقول لا هجرتها فالهجرة تكون طوعية لا قسرية أما التهجير فيتم تحت الضغط وهذا ما يحصل مع الكثير من الكفاءات العلمية التي غادرت أرضها إلى بلاد بعيدة تزرع فيها ليحصد أهل تلك البلاد ثمار ما زرعه سوريون لم يجدوا في بلادهم مكاناً ليزرعوا فيه .
لقد انتصر الفساد والمفسدين على الإصلاح والمصلحين فمبروك لهم النصر و ( hard luck  ) للبقية

الجمل

إلى الندوة

التعليقات

نظرت إلى حال مواطننا السوري من عدة زوايا فوجدت حاله في النهاية تشبه حال جحاالذي يستطيع التأقلم مع أي وضع كان حتى لو اضطر إلى تبادل الأدوار مع حماره ، حيث يركب هو تارة ويركبه الحمار تارة أخرى أن يركب جحا الحمار هذا أمر مفهوم ، ولكن أن تنقلب الآية فيتحول جحا نفسه إلى مركوب ويتحول الحمار إلى راكب، فهذه معادلة سورية محضة لا يتوفر لها مثيل في العالم ، ومن هنا يجب تسجيل اسم حكومتنا الموقرة في موسوعة جينيس للأرقام القياسية ،كأول حكومة حولت أكثرية مواطنيهاإلى حمير. خذوا هذا المثال الذي يؤكد تخلي الحكوة عن دورها الأساسي في التنمية الإجتماعية فقد جلت جامعات العالم على الإنترنيت ، فوجدت أن في سوريا شيئاً عجيباً لايوجد مثله في جميع بلدان العالم ، إن كل جامعات العالم الخاصة تأخذ رسوماً من طلبتها قياساً إلى متوسط دخل الفرد فيها ، إلا في سوريا، فجامعاتنا الخاصة أعمى الله أصحابها هي الأعلى سعراً من بين جميع الجامعات العربية الخاصة ، إذا استثنينا دول الخليج فمن هو المواطن الذي يستطيع أن يدفع نصف مليون ريال سنوياً ليدرس ابنه في جامعة سورية خاصة ، سيكون بالتأكيد أحد ثلاثة، إما رجل تاجر عريق أو رجل وارث أو رجل فاسد ، وبما أن عدد التجار العريقين والورثة الأثرياء هو أقل من أن يملأ أبناؤهم فصلاً واحداً في جامعة خاصة، فيجب أن نسأل أبناء من هؤلاء الذين يملآوون فصول سبع جامعت خاصة. بالنظر إلى ماأعرفه من الطلاب الذين ينتمون غلى المنطقة التي أنتمي إليها وجدت إن أكثرهم هم إما أبناء مهربين ، وإما أبناء موظفين مرتشين رواتبهم لاتزيد عن خمسة عشر ألف ريال ، أو أبناء مقاولين يدفعون نصف أرباحهم لمهندسي البلديات ومراقبيها ليغضوا النظر عن مخالفاتهم ، هؤلاء هم القادة في المستقبل القريب ، أبناء مهربين ومرتشين ( الحمد لله على هذا الإنجاز )أم أبناء الفلاحين والعمال الذين قتامت الثورة باسمهم ، فعادوا مثلما كانوا حطباً للفساد والمفسدين، أنا أسأل هذه الحكومة ، كيف يمكن لموظف أن يدفع نصف مليون ليرة سنوياً لجامعة خاصة بينما راتبه لايتعدى خمسة عشر ألف ريال أزداد قهراً حين أرى أوجاع الناس الفقراء وهم يتسولون مقعداً لأبنائهم في جامعاتنا الحكومية ، بينما تؤشر أوراق القبول إلى أولويات لا تتوفر إلى في طبقة معينة متنفذة وقادرة ليس فقط على حجز مقعد لأبنائهم بل وعلى المقعد الذي يريدون بغض النظر عن تحصيلهم . نحن نعيش في كارثة ، ومقبلون على كارثة ، وحياتنا كلها تنتقل من كارثة إلى كارثة ، لقد سئمنا ذلك ، وآن الآوان لنصرخ ( بيكفي فساد )

بماذا نعلق وإلاما سنصل من كل ما نعلق به؟! فلا إجابة ولا إستجابة لمعاناة المواطن الفقير المقهور..... فكل ما نسمعه من أقوال تدعو وتدعي بأنها تعمل ليل نهار ولا تدخر جهدا لأجل تطوير وتحسين الوضع المعيشي والإرتقاء وزيادة الدخل وضبط الهدر ومكافحةالفساد.....وما إلى ذلك!!!!!! أماما نلمسه واقعافهو جيوبناالخاويةأولا وكثرة الديون التي تلاحقناثانيا وأترك لكم ثالثاورابعا وخامسا وووووووووووووووووووووووووو.....

ليش ما بيعجبكم شي انتو (الجمل) ؟ بتضلو تصوروا الأمور السيئة يعني ! صحيح ما في شي كتير حلو..بس و لــو..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...