لا يكاد المشهد في جنوب اليمن عام 2018 يفارق ما كان عليه قبل 180 عاماً. استعمار يتدثّر بالأكاذيب، يسيطر على الأصول الحيوية ويتسلّط على السكان، ويسعى فيهم على قاعدة «فرّق تسد». المضحك المبكي بالنسبة إلى الجنوبيين هو أن الاستعمار البريطاني بات يُعدّ «رحيماً» مقارنة بوريثه الإماراتي ـــ السعودي، الذي تجاوز كل ما يمكن أن يمارسه محتلّ بحق محتلين.
لخَّصَ الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب السِّيناريو الأهَم الذي سَيكون بمَثابَة فصْل النِّهاية في مُسلسَل جريمة اختفاء، أو اختطاف، الكاتب السعودي جمال خاشقجي بعد دُخولِه قُنصليّة بِلاده في إسطنبول يوم الثلاثاء قبل الماضي، ولا يُوجَد أي دليل يُؤكِّد خُروجه مِنها حَيًّا أو “مُقطَّعًا”.
حالة تخبّط واضحة يعيشها حلفاء الإمارات في جنوب اليمن، تدفعهم إلى العشوائية في اتخاذ المواقف والقرارات، في وقت يرتفع أكثر فأكثر الصوت الرافض لوجود «التحالف» في المحافظات الجنوبية والشرقية، والداعي إلى رحيله منها. دعوة تجدّدت، أمس، عشية الذكرى الـ55 لـ«ثورة 14 أكتوبر»، في حين سُجّل تراجع إضافي في موقف «المجلس الانتقالي الجنوبي» المحسوب على أبو ظبي، والذي أعلن إلغاء الفعالية التي كان ينوي تنظيمها للمناسبة.
استهدف العدوان السعودي بسلسلة غارات الليلة الماضية مستشفى الدريهمي العام ومستشفى الأمومة والطفولة بالمديرية وسيارات الإسعاف غرب اليمن.
وجاء في بيان صدر عن وزارة الصحة اليمنية نقله موقع (المسيرة نت): إن “العدوان استهدف بسلسلة غارات وقصف من البوارج مدينة الدريهمي ما أدى إلى تدمير مستشفى الدريهمي العام كما دمر مستشفى الأمومة والطفولة الذي يقدم خدماته للنساء الحوامل والمواليد”.
ولفت البيان إلى أن أعداد الضحايا لا تزال غير معلومة حتى اللحظة مشيراً إلى أنه تم استهداف سيارة الإسعاف في المستشفى العام ومنازل المواطنين والمنشآت في تحد سافر لكل القوانين والمواثيق الدولية.
لن يسلم محمد بن سلمان، ومن ورائه داعموه في البيت الأبيض، من انتقادات الصحف الأميركية لكيفية تعاطي نظامه مع قضية اختفاء الصحافي السعودي جمال خاشقجي. كل الانتقادات التي تداولتها الصحف، أخيراً، تستند إلى نظرية مفادها أن النظام السعودي يقف وراء اغتيال خاشقجي. وانطلاقاً من هذه الفرضية، يواظب بعض المحلّلين على الدعوة إلى ضرورة وضع السعودية أمام مسؤوليتها، فيما وصلت صحيفة «واشنطن بوست» إلى خلاصة أنه يجب فرض عقوبات على السعودية.
نشر موقع “المونيتور” الأميركي تقريراً عن اللقاء “المفاجئ” الذي جمع وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة، بنظيره السوري وليد المعلم على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الفائت، مشيراً إلى أنّه طرح تساؤلات بشأن سياسة البحرين الحالية إزاء سوريا ومن بعدها البلدان الخليجية.
تواصل، في مختلف المناطق اليمنية، الاحتجاجات الشعبية الرافضة لسياسة التجويع التي ينتهجها «التحالف»، في ظلّ توتر متزايد بين القوى المحلية المتحالفة مع الأخير، ينذر بموجة تصعيدية جديدة في المحافظات الجنوبية.
قتل ثلاثة يمنيين في غارات شنها طيران العدوان السعودي على مزارع النحل في محافظة الحديدة فجر اليوم.
وذكر موقع المسيرة نت أن ثلاثة يمنيين قتلوا في منطقة الجبانة بمديرية الحالي بالحديدة بعد أن شن طيران التحالف السعودي أربع غارات على مزارع النحل لافتا إلى أن هذه الحصيلة أولية لضحايا العدوان.
إلى ذلك استهدفت طائرة دون طيار تابعة لتحالف العدوان بغارة اخرى اكواخ الصيادين بساحل قرية مكرم في جزيرة كمران.
وكان طيران العدوان استهدف بغارة الليلة الماضية مناحل العسل بالقرب من قرية الناشري بمديرية المراوعة ما تسبب بوقوع أضرار مادية.
أكدت صحيفة الغارديان البريطانية أن الوعود الزائفة التي أطلقها ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان عن أحداث اصلاحات داخل بلاده انكشفت أمام الجميع وأصبح عدم التسامح وقمع الحريات عرفا سائدا في السعودية وعقوبة لكل من يعارض سياسات نظام بني سعود.
وأشارت الصحيفة في افتتاحيتها اليوم إلى أن ابن سلمان زعم حرصه على تحديث المجتمع السعودي وإنهاء القمع وانتهاك الحريات لكن سياساته القمعية جعلت من عدم التسامح أمرا عادياً وسائدا في المملكة فزادت عمليات ملاحقة واعتقال النساء اللواتي طالبن بابسط حقوقهن وزج الصحفيين الذين كشفوا زيف ادعاءات ابن سلمان في السجن بمن فيهم الكاتب السعودي جمال خاشقجي.
وحّدت الحرب الاقتصادية اليمنيين في جبهة الدفاع عن حق البقاء. فالمحافظات التي رُفعت فيها، قبل عامين، عبارات الشكر لـ«التحالف»، وجدت نفسها في مواجهة مصيرية مع سياسات التجويع التي يقودها الأخير، مُحاوِلاً تحقيق ما لم تحقّقه القوة على مدى ثلاث سنوات ونصف سنة.