وفد من حماس في القاهرة لتأجيل المصالحة
وصل إلى القاهرة، مساء أمس، وفد من حركة حماس برئاسة نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة موسى أبو مرزوق قادماً من سوريا في زيارة لمصر تستغرق يومين، يلتقي خلالها عدداً من المسؤولين المصريين لبحث تداعيات قرار السلطة الفلسطينية طلب تأجيل التصويت على تقرير غولدستون وإمكانية تأجيل اتفاق المصالحة الفلسطينية المقرر توقيعه أواخر تشرين الاول الحالي.
وقالت مصادر أن مجلس الشورى في حركة حماس اتخذ، يوم أمس الأول، قراراً بمطالبة مصر تأجيل الموعد المقرر لاستئناف الحوار الوطني الفلسطيني والتوقيع على الورقة المصرية المعدلة. وقام قيادي من حماس بالاتصال بمسؤولي المخابرات المصرية المكلفين بقضية الحوار حيث أبلغهم بطلب التأجيل.
وأشار مصدر فلسطيني مطلع إلى أن طلب حماس تأجيل موعد الحوار أثار غضب قادة المخابرات المصرية وعلى رأسهم اللواء عمر سليمان. ولهذا قررت حماس إيفاد وفد قيادي مكوّن من عضوي المكتب السياسي فيها، محمد نصر ونزار عوض الله إلى القاهرة لشرح أسباب التأجيل. وثمة من يقول إن مصر ردت على ذلك بما يشبه القول إن هذا الموقف هو إعلان حرب.
وقد أُشيع أن مصر حذرت قيادة حماس من مغبة الإصرار على المطالبة بتأجيل موعد الاتفاق. ورأت بعض الجهات المصرية والفلسطينية أن حماس في طلبها التأجيل إنما تستغل تقرير غولدستون ليس إلا. وتعتقد هذه الجهات أن حماس كانت منذ البداية تحاول تأجيل موعد اللقاء بما يتجاوز الخامس والعشرين من تشرين الأول الحالي، الذي يشكل مفترق طرق قانونياً بشأن الانتخابات الفلسطينية. فبحسب القانون الفلسطيني ينبغي أن يعلن الرئيس محمود عباس عن موعد الانتخابات قبل ثلاثة أشهر من انتهاء ولايته القانونية. وثمة افتراض لدى قسم من قيادة حماس بأن تجاوز هذا الموعد يُنهي قانونياً شرعية الرئاسة مما يؤثر لاحقاً على أية قرارات تصدر بعد ذلك. وربما لهذا السبب ثمة إصرار من جانب المصريين والسلطة الفلسطينية في رام الله على عدم تأجيل موعد التوقيع على الاتفاق.
وترى مصادر فلسطينية متابعة أن القرار بطلب التأجيل أثار خلافاً داخل قيادة حماس حيث برز رأيان: الرأي الأول لا يرى ضرورة للإصرار على التأجيل. ومبررات ذلك هو أن التأجيل لأسبوع أو أسبوعين غير مجدٍ. فهو يثير غضب المصريين من ناحية وينقل الحملة الشعبية الغاضبة من عباس إلى حماس واتهامها بمنع المصالحة التي هي مطلب شعبي فلسطيني. أما التيار الثاني فيرى أن حماس تخسر من عدم الإصرار على عدم اللقاء أو عدم التصعيد لأن الأجواء العامة معادية لأبو مازن والخطأ جسيم في ما تعلق بتقرير غولدستون وتجب الإفادة منه.
وفي كل الأحوال تعتقد المصادر الفلسطينية بأن الاتفاق على المصالحة لا يعني التوصل الفعلي لها. وتقول هذه المصادر إن الاتفاق ينطوي على ألغام كثيرة يمكن أن تتفجر أثناء مرحلة التنفيذ مثل الاعتقالات التي تنفذ لدى الجانبين ومثل موضوع القوة الأمنية وحتى اللجنة الفصائلية.
ومن ناحية أخرى قالت مصادر أن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه وزع على أعضاء اللجنة قرار تشكيل لجنة التحقيق ومهامها. غير أن أعضاء اللجنة طلبوا من أبو مازن اعتبار القرار مشروع قرار وترك الأمر للمناقشة في اللجنة التنفيذية في اجتماعها الذي سيعقد اليوم او غداً في رام الله. وأشار هؤلاء الى أن قرار تشكيل اللجنة يجب أن يصدر عن اللجنة التنفيذية وليس فقط عن رئيسها فقط.
إلى ذلك، ذكرت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه تقرر في ختام الاجتماع الأخير مع المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل أن يعاود الاثنان اللقاء اليوم.
وكان مكتب نتنياهو أصدر بياناً مقتضباً أشار فيه إلى أنّ محادثاته مع ميتشل كانت «مفيدة وبناءة»، مشيراً إلى أنه تركزت على الخطوات الواجب اتخاذها لدفع عملية السلام.
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد