وفاة «3» أطفال أشقاء بحريق منزلهم بريف دمشق
توفي «3» أطفال أشقاء هم : هبه وعبد الهادي وهنادي وأعمارهم «5 و8 و11 سنة» بحريق شب بمنزلهم وهز مدينة جديدة عرطوز فجر أمس الجمعة.
وذكر خبير الوقاية من الحوادث محمد الكسم من مكان الحريق أن نساء الحي لاحظن ناراً ودخاناً يصدر من شقوق نوافذ منزل المواطن «شادي. ل» المغلق بالطابق الأول فتداعى شبان الحي لكسر الباب الموصد لإخماد الحريق وإنقاذ الضحايا في حين تم إرسال نداء الاستغاثة لعمليات الإطفاء ولعدم وجود زمر للإطفاء والإنقاذ في هذه المنطقة وفي أغلبية مدن محافظة ريف دمشق تم إرسال زمرة إطفاء المزة من دمشق.
وأضاف الكسم: في هذا الوقت كان الشاب راضي أبو ذر وزملاؤه من الشبان يحطمون باب المنزل وعندها شفط الحريق المستعر الذي يفتقد الأوكسجين الباب ومن وراءه نحو الداخل ولشدة النار والحرارة والدخان الكثيف لم يستطع الأهالي الذين ملؤوا أوعية المياه وألقوها على النيران متابعة عملهم، وعمد الشاب راضي إلى تسلق الجدران وكسر النوافذ والدخول من جهة أخرى ومتابعة عمليات الإطفاء في حين هب صاحب أحد صهاريج بيع المياه للمشاركة بإخماد النيران معهم.
وبوصول زمرة إطفاء المزة قام العناصر باقتحام المكان مستعملين أسطوانات الهواء المضغوط، وقال غسان منصور آمر زمرة المزة لتشرين: توجهنا للمكان بأقصى سرعة ووصلنا خلال مدة تقارب 8 دقائق وكان الحريق مخمداً جزئياً فتابعنا العمل، ولكن المروع كان عثورنا على ثلاثة أطفال بلا حراك في غرفة نومهم حيث انتشلناهم ونقل اثنان منهم بسيارة عابرة والثالث بسيارة إسعاف لمشفى الكمال الخاص، وحسب المشاهدات الأولية يبدو أن الحريق بدأ في غرفة الجلوس من جهاز كهربائي.
فالنيران لم تصل الأطفال، ولكن الدخان السام وصل.
وفي مشفى الكمال الخاص أعلن موت الأطفال الثلاثة، وأوضحت المصادر أن غرفة النوم لم تصل إليها النيران ولكنها كانت معبأة بالدخان السام الناتج عن النيران، حيث ارتسم السواد على الجدران وعثر على اثنين من الأطفال مختبئين في سريريهما بينما كانت طفلة ملقاة على الأرض، والمعروف علمياً أن الدخان هو القاتل الأول في الحرائق.
وقال أحد الجوار سمعت زوجتي الأطفال يبكون مساء الخميس حيث تركتهم أمهم وبقوا وحيدين في المنزل إلى أن حصلت الكارثة المميتة التي هزت المدينة، وقالت مصادر مطلعة بعد علمها بالحادث: أصيب الأب بحالة نفسية صعبة، ولم يعثر على أم الأطفال حتى الآن، والتحقيقات مستمرة لمعرفة أسباب الحريق.
وعن إجراءات الوقاية المفترضة أكد خبير السلامة العامة أنه لا يصح ترك الأطفال دون «12» عاماً وحدهم في المنزل وسواه لأي سبب، ونصح الكسم بإطفاء جميع مصادر اللهب والحرارة حتماً قبل النوم، وتأمين جودة التمديدات وصيانة التجهيزات الكهربائية عند الأكفاء المتخصصين، وتركيب أجهزة كشف الدخان الصغيرة التي تعمل بالبطارية لتطلق إنذاراً قوياً جداً يوقظ النائم بمجرد تحسسها للدخان، وتوضع الحساسات الصغيرة في ممرات وغرف المنزل، ما يمكن من اكتشاف الحريق حتى لو كان صغيراً، وللعلم فقط فإن الحريق يبدأ صغيراً ولكنه يتوسع بسرعة مرعبة ويكبر وينتشر بنسبة «100%» كل «30» ثانية حسب الأبحاث العلمية.
الجدير بالذكر أن فوج إطفاء محافظة ريف دمشق رغم الجهود الكبيرة والمشكورة لإدارته وعناصره ما يزال متواضعاً جداً بالعتاد والأعداد، ويعمل بـ «3» آليات حديثة فقط وبضعة صهاريج قديمة وبالية لخدمة محافظة كبرى، فيها «30» مدينة ومئات البلدات والقرى التي يقطنها «4» ملايين مواطن وتحوي أهم الفعاليات الصناعية في البلاد، وهناك نية لشراء «14» آلية إطفاء وإنقاذ جديدة للريف، والمفترض أن تكون من أفضل وأحدث النماذج.
المصدر: تشرين
إضافة تعليق جديد