وزير التربية يفكر في كتابة قصة المناهج: (مديح شخصي لمحرر رسمي)
في بادرة تعبر عن مدى اهتمام بعض القائمين على الوزارات الحكومية وتقديرهم لما يكتبه الإعلاميون من مقالات ترصد كل صغيرة وكبيرة لكل توجهات ومساعي القائمين عليها ، حظيت أول أمس بفرصة لقاء مع وزير التربية الدكتور علي سعد في مكتبه وفي لقاء ظننت أنه سيكون سريعاً لا ينوء عن الرسمية والإعلامية بشيء .. إلا أني أحمد الله أن ما رسمته مسبقاً في مخيلتي عن طبيعة اللقاء كان مجرد أضغاث اعتقادات لم ترق إلى مستوى اللقاء العفوي والمريح الذي فاجأني به السيد الوزير .
استهل وزير التربية حديثه عن أهمية الإعلام ودوره في رصد توجهات الوزارة لتطوير مناهج التربية مشجعاً في الوقت نفسه ضرورة التخصص الإعلامي وأهمية أن يكون الصحفي دارياً وعارفابكل ما يكتب عنه خاصة فيما يتعلق بالمناهج الجديدة ، وما المسابقة الأخيرة التي أعلنت عنها الوزارة والتي تقدم إليها عدد من خريجي الإعلام إلا خير دليل على ذلك بغية رفد التربية ومديرياتها التابعة لها بأطر إعلامية تربوية تعي أهمية ومعنى كل كلمة تكتبها عن واقع التربية في سورية، بعد ذلك استطرد الدكتور سعد في حديثه عن المناهج الجديدة وردود الأفعال عليها وهذا ما جعلني أتلمس في حديثه نبرة شجون ولوم لما تعرضت له الوزارة مؤخراً بعد أن قامت بخطوة جريئة واستثنائية في تاريخ التربية السورية وذلك من خلال قيامها بتغيير المناهج الدراسية بأيدي خبراء سوريين حيث إنهالت عليها سيل من الانتقادات لوجود بعض الأخطاء اللغوية والطباعية البسيطة على الرغم من كل الإيجابيات التي تتمتع بها المناهج الجديدة ..وهذا ما صنفه السيد الوزير بـ"الخطأ البشري" باعتبار أن الإنسان مجبول على الخطأ ، إلا أن هذا وللأسف دفع بعضهم لاستغلال هذه الأخطاء ليشن حملة على الوزارة والقائمين عليها ،كل ذلك جعل من وزير التربية تساوره أفكاراً قد تجعله يخرج مستقبلاً بكتابة قصة أو رواية يتحدث فيها عن المناهج التربوية تحت عنوان مبدئي قد يكون "قصة المناهج" يتحدث فيها عن تجربة المناهج الجديدة ، إضافة إلى كل ما قيل عنها .
إن من يحظى بلقاء الدكتور سعد يجد أنه من المتابعين الجيدين لكل ما يرد ويكتب لبريده الإلكتروني الشخصي الذي بإمكان أي شخص أن يتواصل من خلاله مع الوزارة ، هذا فضلاً عن إجابته عن جميع التساؤلات خاصة تلك المتعلقة بالمناهج الجديدة حيث بلغ عدد الرسائل الواردة إليه منذ بدء العام الدراسي وحتى تاريخه أكثر 770 رسالة.
لاشك أن كل التغييرات التي شهدها قطاع التربية في سورية سواء أكانت مناهج دراسية جديدة ترتقي لمستوى المناهج العالمية أم إطلاق القناة الفضائية التربوية السورية كإحدى مديريات التربية أو تأسيس مركز للمتميزين في سورية ليكون كأول مركز شرق أوسطي يجمع المتميزين من قطرنا ، ما هي إلا نتاج قرارات جريئة وصادقة النية هدفها الرقي بالمستوى العلمي لأولادنا ، رغم كل الانتقادات الشديدة التي تعرضت لها الوزارة ، وكلنا يعرف أنه من يعمل يخطئ ومن لا يعمل لا يخطئ ، فلماذا ننظر دوماً إلى النصف الفارغ من الكأس طالما أن النصف الآخر مليء ولماذا نجلد ذاتنا والآخرين طالما أن كل هذه الجهود والتغييرات تصبو لتحقيق الرقي العلمي والمعرفي لأولادنا فلذات أكبادنا ؟!.
علي العبد الله
المصدر: البعث
إضافة تعليق جديد