وحده جمال المذيعات يشد الشباب السعودي الى نشرات الأخبار
مستويات الجمال في الفضائيات العربية صار إلى انها تنتقي مذيعات فيهن من الحسن ما يجعل معظمهن يتأهل للتقدم للمشاركة في مسابقات الجمال. لكن ما يثير أحيانا تعليقات المشاهدين أن هؤلاء الحسناوات يظهرن على الشاشة الصغيرة لينقلن لهم آخر أخبار الحروب والكوارث والتفجيرات. وأول ما يطرأ على الذهن أن ثمة تناقض بين ما تقرأه الحسناء وبين ما يحمله الخبر وصوره من قبح وحزن وترح. وبإلقاء نظرة على مواقع الإنترنت التي تجذب الشباب والمراهقين، يمكن في يسر اكتشاف أن هناك اهتمامات جديدة يمكن تسميتها بـ«ثقافة المذيعات». وتتشكل بين الشباب وتنتشر في غرف الدردشة والمنتديات الالكترونية. هذه الثقافة تشير إلى أي مدى أصبحت مذيعات الفضائيات ينلن من الاهتمام، وإلى أي حد يتركن من أثر.
وليس للمرء أن يتفاجأ عندما يجد استطلاعا للرأي في أحد مواقع الإنترنت عن «أجمل مذيعة عربية» أو «ملكة جمال المذيعات العربيات». لكن ربما تفاجئه عبارات الغزل والغرام والعشق والهيام إعجابا بهذه المذيعة أو تلك.
ويمضي الشباب في هذه الظاهرة ليطلق ألقابا على المذيعات، مثل «الليدي حليمة بولند»، و«فاتنة قناة الجزيرة جومانا نمور»، و«مارلين مونرو العربية سهير القيسي»، و«رزان مغربي شقية أم بي سي».
وعلى السياق نفسه يذكر أحمد العنزي، طالب جامعي، أنه قبل إدمانه للأخبار كان لا يتابعها مطلقا، وفجأة أصبح من المشاهدين المتابعين بشكل مستمر، معللا ذلك بانه يرتاح لمذيعة قناة العربية سهير القيسي، التي أسمها مارلين مونرو العربية، لأن سهير ولدت في يوم ميلاد مونرو 31 مايو (ايار) نفسه. ويضيف العنزي أن غالبية أصدقائه يتبادلون صور المذيعات ومقابلاتهن التلفزيونية عبر الجوال.
وعودة بالذاكرة قليلا للوراء تقفز صورة المذيعة المخضرمة التي وضعت في إطار لا يمكنها تجاوزه، سيدة وقورة ترتدي نظارة طبية، ليست أنيقة دائما، وأحيانا لها صوت أجش تقارع به الرجال، ويشير بوضوح إلى قوة شخصيتها وقوة شخصية الشاشة التي تنتمي إليها.. فقد كانت أهم مقومات المذيعة الناجحة في تلك الأزمنة أشياء غير الجمال، الصوت الساحر ربما، الشخصية القوية أحيانا، الثقافة دائما.
لكن في زمن طالت فيه رياح التغيير كل شيء، كان لا بد من تجاوز هذه الصورة التقليدية، فطرح السؤال المعقول نفسه هو ما الذي يمنع أن تجمع المذيعة بين المواصفات التقليدية وبين جمال الشكل الآسر إلى حد الفتنة، الذي يقف على بعد خطوة واحدة من الإغراء.
محمد المنيف
المصدر: الشرق الأوسط
إضافة تعليق جديد