الطلاق والعنوسة في سورية : أرقام مخيفة

17-06-2024

الطلاق والعنوسة في سورية : أرقام مخيفة

شهدت معدلات الطلاق منذ بداية الحرب السورية عام 2011، ارتفاعاً ملحوظاً، كما زادت نسبة العنوسة بين النساء والرجال، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى تداعيات الحرب.

وبحسب إحصائيات المكتب المركزي للإحصاء، فقد تم تسجيل 46827 حالة طلاق في عام 2022، مما يمثل زيادة بنسبة 11% مقارنةً بعام 2021 الذي سجل 41957 حالة.

وتبادلت مدينتا دمشق وحلب المراتب الأولى والثانية في أعلى نسبة طلاق.


ففي عام 2022، سجلت دمشق 8516 حالة، تلتها حلب بـ 7876 حالة، في حين سجلت حلب في عام 2021 النسبة الأعلى بـ 8568 حالة، مقارنة بـ 5172 حالة في دمشق

ورغم عدم توفر بيانات رسمية لعامي 2023 و2024 من المكتب المركزي للإحصاء، إلا أن الأسباب التي أدت إلى زيادة الطلاق في السنوات السابقة تشير إلى احتمال ارتفاع النسبة بشكل أكبر.

أسباب ارتفاع حالات الطلاق

في عام 2018، نشرت جريدة “الوطن”إحصائيات قضائية تفيد بأن نسبة الطلاق مقارنة بالزواج في دمشق ارتفعت من 27% إلى 31% في عام 2017.

وتعزو هذه الإحصائيات ارتفاع حالات الطلاق إلى كثرة دعاوى التفريق التي ترفعها النساء تحت بند “علة الغياب”، أي اختفاء الزوج لفترة طويلة دون معرفة مصيره.

وقد ازدادت دعاوى الطلاق بسبب “علة الغياب” بشكل كبير قبل عام 2018، نتيجة اختفاء العديد من الرجال في ظروف الحرب دون أن يُعرف إن كانوا على قيد الحياة أم لا.

كما ساهمت ظاهرة تزويج القاصرات خلال فترة الحرب في زيادة حالات الطلاق، إذ لجأت العديد من العائلات إلى تزويج بناتها في سن مبكرة بهدف حمايتهن من مخاطر الحرب، مما أدى لاحقاً إلى وقوعهن في مشكلات الزواج والطلاق.


العوامل الاقتصادية والهجرة

منذ عام 2018، أصبح الوضع الاقتصادي الصعب دافعاً رئيسياً لطلب الطلاق، حيث كانت المعارك الأساسية قد انتهت، لكن بدأت معارك أخرى ضد الفقر والبطالة.

كما أصبحت الهجرة، سواء من قبل الزوج أو الزوجة، سبباً آخر لتفاقم حالات الطلاق، بسبب عدم قدرة الطرفين على لم شمل الأسرة.

وترى الباحثة الاقتصادية أليسار فندي أن “ظروف الحرب القاسية التي مرت بها سورية خلال السنوات الماضية أدت حتماً إلى ارتفاع نسب الطلاق، بسبب تدهور الوضع الاقتصادي وزيادة البطالة والهجرة، إلى جانب اختفاء الكثير من الأزواج بسبب الأحداث”.

وأشارت فندي إلى أن قيمة الدولار ارتفعت بشكل كبير خلال عام 2018، حيث تجاوزت 2500 ليرة، مما أدى إلى ارتفاع حاد في الأسعار وزيادة معدلات البطالة والفقر، وكل ذلك أثر سلباً على العلاقات الاجتماعية وأسهم في زيادة حالات الطلاق.

العلاقة بين الطلاق والعنوسة

تربط الباحثة فندي بين ارتفاع نسبة الطلاق وارتفاع نسبة العنوسة، مشيرة إلى أن انخفاض عدد الرجال نتيجة الحرب وزيادة حالات الطلاق يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع نسبة العنوسة.

وأضافت أن الزواج أصبح يتركز في أعمار البنات صغيرات السن، في حين تزيد نسبة العنوسة بين الفتيات الأكبر سناً.

وفقاً لبيانات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل في سورية لعام 2022، هناك نحو 3 ملايين فتاة تجاوزن سن الزواج التقليدي الذي يقدر بـ 30 عاماً، مما يشير إلى أن نسبة العنوسة بلغت 70% بين النساء.

وترى فندي أن الحرب والفقر والعزوف عن الزواج والهجرة كلها عوامل ساهمت في ارتفاع نسبة الطلاق والعنوسة، مؤكدة أن المجتمع السوري تأثر بجميع هذه الظروف مجتمعة.

الهجرة والعزوف عن الزواج

أدى الوضع الراهن في سورية إلى انتشار ظاهرة العزوف عن الزواج بين الشباب والنساء منذ بداية الحرب، حيث تتركز الجهود على تأمين المستقبل الشخصي والبحث عن فرص للهجرة إلى أوروبا لتحقيق مستوى معيشي أفضل.

 


إرم نيوز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...