هل تنسحب باريس من الملف اللبناني؟!
عقب إعلان فرنسا عن بدء تطبيق إجراءات بحق مسؤولين لبنانيين، اتهمتهم بعرقلة تشكيل الحكومة والمساهمة بزيادة استفحال الأزمة في لبنان. أفادت صحيفة عربية اليوم الاثنين، بأن «زيارة الوفد الرسمي الفرنسي المرتقبة إلى بيروت قد تكون لها نتائج سلبية على الوضع اللبناني بشكل عام».
ونقلاً عن مصادر سياسية، كشفت صحيفة "الشرق الأوسط"، أن «الخطوة الفرنسية المتمثلة بحصر لقاءات وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان في زيارته لبيروت بكل من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري، قوبلت باستغراب وأحدثت صدمة سلبية بغياب أي تفسير فرنسي لتبرير استثناء أبرز المكونات السياسية من لقاءات لودريان في بيروت، خاصة أنها تتعارض مع الاندفاع الفرنسي الضاغط لتذليل العقبات التي تؤخر تشكيل الحكومة، إضافة إلى أن هذه الخطوة تنم عن إصرار فرنسي على المساواة بين من يسهل تشكيلها وبين من يرفع شروطه التي لا تزال تعيق ولادتها».
وأشارت الصحيفة إلى أن «باريس في حال لم يبادر لودريان إلى إعادة النظر في قراره باتجاه توسيع رقعة المشاورات لتأمين الشروط لتسريع ولادة الحكومة، قررت أن تضع المعرقلين والمسهلين لتشكيلها في سلة واحدة».
كما تخوفت المصادر من أن «تكون باريس تتحضر للانسحاب تدريجياً من الملف اللبناني».
وكانت مصادر مقربة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قد أكدت أنه «لن يزور لبنان قبل تشكيل حكومة مطابقة لمواصفات المبادرة الفرنسية التي أطلقها من السفارة الفرنسية في بيروت وتنصّ على تشكيل حكومة مهمة من وزراء اختصاصيين».
في سياق هذا، قال رئيس وزراء قطر الأسبق الشيخ حمد بن جاسم إن «استمرار الوضع الحالي في لبنان يجعل الحياة في هذا البلد "مستحيلة"».
واعتبر بن جاسم أن «ساسة لبنان وزعماء طوائفهم بحاجة اليوم لمكان يجمعهم ويسهل عليهم الحوار فيما بينهم لعلهم يتوصلون إلى صيغة توافقية تخرجهم من هذا النهج المدمر».
ويشهد لبنان أزمة اقتصادية، منها الانهيار المستمر لليرة اللبنانية، وتمثل هذه الأزمة أكبر تهديد لاستقرار البلاد منذ الحرب الأهلية من 1975 إلى 1990.
إضافة تعليق جديد