هكذا ردت موسكو على تسريبات ظريف
لم يمر تسريب وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، مرور الكرام، رغم مطالبة الرئيس الإيراني، حسن روحاني بفتح تحقيق حول هذه العملية، التي أثارت الجدل بين مسؤولين إيرانيين، لتعلّق أيضاً، موسكو على تسريبات ظريف، التي حمل فيها على وجه الخصوص موسكو المسؤولية عن محاولة تقويض الاتفاق النووي.وزارة الخارجية الروسية ردت على التصريحات محذرةً من أن بعض الأطراف تحاول التلاعب بالعلاقات بين موسكو وطهران، في حين تسعى موسكو بأن تكون إيران قوية و«لا نتاجر بمصالحنا»، حسبما ذكرته المتحدثة الرسمية باسم الخارجية ماريا زاخاروفا.
روسيا لم تتوقف عند هذا الحد من التصريحات بل كشفت أنه لولا دور روسيا الحاسم لما تم إبرام الاتفاق النووي مع إيران، وقالت زاخاروفا «إن تسريب التسجيل الصوتي المثير للجدل جاء في فترة صعبة بالنسبة لإيران»، معتبرةً أن «الجمهورية الإسلامية تعاني من الضغوطات القاسية الناجمة عن العقوبات الأمريكية وجائحة فيروس كورونا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فيها
واعتبرت أنه: «لولا الدعم الروسي الحاسم لما تم، خلال فترة محدودة نسبياً، رفع كل الأسئلة المتراكمة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية تجاه إيران وضمان شفافية أنشطتها النووية وطابعها السلمي حصراً، ولولا ذلك لما تم تبني خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2015، وبالتأكيد كانت ستغرق عام 2018 بعد انسحاب الرئيس (الأمريكي السابق) دونالد ترامب من الصفقة»
ومن روسيا إلى أمريكا، أشعل أيضاً ظريف فتيل الاتهامات بعد التسريبات التي قال فيها إن وزير الخارجية الأمريكي الأسبق "جون كيري" أبلغه بأن "إسرائيل" هاجمت المصالح الإيرانية في سوريا 200 مرة على الأقل. الأمر الذي أثار ضجة بين المحافظين الذين اتهموا كيري، الذي كان وزيراً للخارجية في إدارة باراك أوباما ويشغل الآن منصب مبعوث الرئيس جو بايدن للمناخ، بخيانة الأسرار "الإسرائيلية". ما دفع كيري على الفور بالرد على تسريبات ظريف، قائلاً في تغريدة له عبر تويتر: «لم يحدث هذا قط، سواء عندما كنت وزيرا للخارجية، أو منذ ذلك الحين».
ظريف اشتكى في التسجيل من أن "الجيش الإيراني" لطالما أخفى عنه الأمور الحاسمة، وعندما سأله المحاور "لم تكن تعلم؟"، أجاب ظريف: "لا".
وقبل عدة أيام، نُشر تسجيل صوتي يُعتقد أنه لوزير الخارجية الإيرانية ممد جواد ظريف، انتقد فيه الدور الذي أداه "ال ح رس ال ث وري" في رسم السياسة الخارجية ما أدى إلى وضع الدبلوماسي الإيراني في مأزق، ظريف عبّر عن أسفه لأن تسريب التسجيل الصوتي له أشعل فتيل جدل داخلي، معتبراً أنه من حديثه إيجاد نوع من التوازن الصحيح بين الجيش والسلك الدبلوماسي، ولم يتوقع نشر نقاش نظري سري. لكنه لم يعتذر عنه
وتأتي تسريبات ظريف في وقتٍ تسعى فيه إيران إلى الوصول لاتفاق نووي جديد مع أمريكا، ولعب دور "القوي" في المفاوضات، مع الجانب #الأمريكي، برفع العقوبات دون أي شروط، الأمر الذي شاركت فيه روسيا أيضاً خصوصاً بخطة العمل الشاملة وبناء أسس جديدة مع الجانب الأمريكي، ومع نشرت هذه التسريبات، يرى مراقبون أن إيران خسرت الورقة الرابحة في مشاورات فيينا مع الجانب الأمريكي، وهي التفاوض بموقف القوي، أي "رفع العقوبات أولاً، ليقابله التزام إيران بنسبة تخصيب اليورانيوم.
وتستعد إيران لانتخابات رئاسية جديدة، ليحتدم الصراع والتنافس أيضاً بين المحافظين والإصلاحيين، ماعتبره البعض أن تسريبات ظريف ستؤثر على العملية الانتخابية أيضاً، في ظل العقوبات الأمريكية وانتشار فيروس كورونا.
ويرى مراقبون أن هذا التسريب الذي نشرته "إيران انترناشيونال" الممولة سعودياً، تسعى لإظهار طهران منقسمة بين "الحمائم" و"الصقور" أي بين الإصلاحيين "حسن روحاني وظريف"، والمحافظين "الخامنئي" والحرس، بالإضافة لضرب قدرة إيران وعدم اتخاذها أي قدرة لابرام اتفاقات دولية.
إضافة تعليق جديد