هـل يحصـد2010 استحقاقات الدراما السورية؟
إطلاق فضائية «سورية دراما»، ملتقى الدراما السورية الأول، مشروع لاستحداث مؤسسة عامة متخصصة في الإنتاج الدرامي مستقلة عن الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون. ثلاثة استحقاقات أساسية للدراما السورية خلال العام 2009، كان من الممكن أن يكون الحديث عنها في إطار استعراض أبرز أحداث عام انقضى، إلا أننا آثرنا تأجيل مقاربتها إلى بداية العام الجديد، لقناعتنا بأنها تعد خطوة هامة باتجاه مأسسة الدراما السورية. علماً ان الاستحقاقات الثلاثة السابقة تعيد زمام المبادرة إلى القطاع الحكومي في صناعة الدراما السورية، بعد أن تخلى عن دوره نحو أكثر من عشرين عاما قاد خلالها القطاع الخاص الإنتاج الدرامي، وحقق للدراما السورية نجاحات وحضوراً لافتاً على خريطة البث الفضائي العربي.
إلا أن عودة القطاع الحكومي لاستلام زمام المبادرة في الصناعة الدرامية، لا يمكن أن يكون إلا في إطار شراكة حقيقية مع قطاع الإنتاج الدرامي الخاص، بعدما أثبت هذا الأخير جدارته في جعل الدراما السورية رقماً صعباً في مقابل سيادة الدراما المصرية عربياً، وهي شراكة بمعنى التكامل، فخبرات القطاع الخاص اليوم لا يستهان بها، وما نحتاجه حقاً من القطاع الحكومي هو أن يكون الإطار الحاضن ـ الحامي لإنجازات القطاع الخاص الدرامية، والإطار المنظّم الذي يضمن تحول الدراما السورية إلى صناعة بمعنى التكامل والتخطيط المبرمج، إنتاجاً وتسويقاً وتوزيعاً. وفق هذا المنظور ينتظر من فضائية «سوريا دراما» أن لا تكون مجرد قناة عرض مسلسلات، كما هو حالها حتى الساعة، بل يفترض أن تكون القناة الجديدة، وفق ما يقول التخطيط لها منذ الإعلان عنها «عمق الدراما السورية، بمعنى الكشف عنها وملاحقتها منذ ولادة الفكرة مروراً بتنفيذها، فبثها، وانتهاء إلى ما بعد البث وصداها بين الناس والنقاد..». بينما ينتظر من المؤسسة العامة المتخصصة في الإنتاج الدرامي، وفق ما يرى الأستاذ مروان ناصح (مدير قناة «سورية دراما» وأحد المشاركين في وضع مشروع إنشاء المؤسسة) «أن تنتج الأعمال الدرامية بمختلف أشكالها، وفق شروط السوق الإنتاجية؛ تعمل بمال القطاع العام وبأساليب ومرونة الحركة في القطاع الخاص». وستتيح المؤسسة، بحسب ورقة عمل قدمها ناصح في جلسات ملتقى الدراما السورية، «الأرضية الممتازة للإنتاج المشترك بين القطاعين العام والخاص، وبمختلف الأساليب الممكنة للتعاون في ما بينهما...». أما ملتقى الدراما السورية الأول، والذي أسس لطاولة حوار للمشتغلين في الدراما السورية، فيعول على جهد القائمين عليه لتحويله إلى ورشة عمل دائمة ومفتوحة لتشخيص مستمر لوضع الدراما السورية في كل موسم، من خلال استعراض أهم محطاتها بالنقد والتحليل تمهيداً لوضع رؤى مستقبلية من شأنها المساعدة في الوصول إلى خطط علمية منهجية واقعية تساهم في دفع عجلة الإنتاج الدرامي في سوريا وتطويره.
الرؤية السابقة لما ننتظره من الاستحقاقات الثلاثة هو الحد الأدنى المأمول منها، والذي نأمل أن يترافق مع قوانين تحول دون تفريغها من محتواها، ومن دون أن يعني ذلك انتقاصاً من دور القطاع الخاص. ولعل تنفيذا مثالياً للاستحقاقات الثلاثة السابقة من شأنه أن يضع في قائمة أولوياته قناعة عمل أساسية هي: لندع القطاع الخاص يعمل، ولنعمل نحن في القطاع العام، ولنتكامل ونتلاق عند غاية واحدة تنشد إنتاج دراما سورية منافسة.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد