هدنة لإجلاء المدنيين وأسر المسلحين عن مخيم نهر البارد

أوقف الجيش اللبناني الجمعة "مؤقتاً" عملياته ضد مسلحي جماعة "فتح الإسلام"، الذين يتحصنون في مخيم "نهر البارد" للاجئين الفلسطينيين، شمالي بيروت، للسماح للمدنيين ولعائلات المسلحين، بمغادرة المخيم، الذي يشهد مواجهات استمرت نحو ثلاثة أشهر بين الجانبين.
وتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في المخيم، الذي يقع بالقرب من مدينة "طرابلس"، بين الجيش اللبناني ومسلحي الجماعة، التي يشتبه في أنها على علاقة بتنظيم القاعدة، بوساطة مسؤولين في "رابطة علماء فلسطين."
وقال عضو الرابطة الشيخ محمد الحاج، إنه تلقى اتصالاً من المتحدث باسم فتح الإسلام، أبو سليم طه، طلب من التوسط لدى قادة الجيش اللبناني، للتوصل إلى "هدنة مؤقتة"، لإتاحة الفرصة للمدنيين، ومعظمهم من ذوي المسلحين، لمغادرة المخيم.
وأكد مسؤول عسكري بالجيش اللبناني، طلب عدم ذكر اسمه، أن الجيش اتخذ الإجراءات اللازمة لوقف إطلاق النار، وبدأ إجلاء المدنيين ونقلهم إلى حافلات ومنها إلى خارج المخيم، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس.
وأشارت تقارير بالعاصمة بيروت، إلى أن نحو 41 طفلاً، وحوالي 22 امرأة، بينهم زوجة قائد الجماعة شاكر العبسي، وأرملة أبو هريرة الرجل الثاني في التنظيم، الذي قتل بداية الشهر الجاري، كانوا من بين مغادري المخيم.
واعتبرت مواجهات نهر البارد، التي بدأت في 20 مايو/ أيار الماضي، أسوأ موجة عنف يشهدها لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية.
وكان الجيش اللبناني قد أعلن في وقت سابق من الأسبوع الماضي، مقتل اثنين من جنوده أثناء مواجهات مع عناصر فتح الإسلام، مما يرفع خسائره البشرية إلى 138 قتيلاً، منذ اندلاع المواجهات.
كما أكد قائد الجيش اللبناني، العماد ميشال سليمان، أن نحو 70 من مقاتلي "فتح الإسلام" مازالوا يرابضون داخل المخيم، بجانب 100 امرأة وطفل، مقارنة بأعدادهم التي قدرت بنحو 360 مقاتلاً، عند بدء المواجهات.
وفي تطور سابق خلال أغسطس/ آب الجاري، أدرجت الإدارة الأمريكية  حركة "فتح الإسلام" ضمن لائحة "المنظمات الإرهابية الأجنبية".
يتضمن القرار تجميد أرصدة الحركة في الولايات المتحدة، وحظر دخول أعضائها للأراضي الأمريكية، كما يحظر على المواطنين الأمريكيين، أو الخاضعين للقانون الأمريكي، تقديم الدعم للمنظمة.

المصدر: CNN