نتائج استطلاع حول الإحباط لدى الفلسطينين
كشف استطلاع للرأي أمس ان مستويات الاحباط بين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة قد وصلت الى درجات غير مسبوقة جراء تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية.
وجاء في الاستطلاع الذي أجرته شركة "نير ايست كونسالتنغ" ومقرها مدينة رام الله ان مستوى الفقر بلغ 68 بالمئة في الاراضي الفلسطينية (78 بالمئة في غزة و62 بالمئة في الضفة الغربية). وأظهر الاستطلاع ان 77 بالمئة من الفلسطينيين يشعرون بالإحباط. ومن بين هؤلاء، 55 بالمئة "محبطون جدا و 22 بالمئة "محبطون". واذا ما استثنيت نسبة 14 بالمئة من الذين يقعون في الوسط، فإن نسبة المحبطين الفلسطينيين ترتفع الى 86 بالمئة.
وأجري الاستطلاع في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، وشمل عينة عشوائية من نحو 800 شخص بواسطة الهاتف في الفترة مابين 22 و 23 ايلول الجاري.
لكن الخبير النفسي أحمد أبو طواحينه، وهو نائب مدير برنامج الصحة النفسية في غزة، يعتبر ان نتائج الاستطلاع "متواضعة مقارنة مع الوضع الحقيقي على الارض".
وقال ابو طواحينه إن "درجة الاحباط غير مسبوقة ولم نشهد لها مثيلا منذ نكبة عام 1948". وأضاف "ان ما يجري اليوم هو كارثة كبرى". وقال "الوضع خطير للغاية: الوضع الاقتصادي متدهور والوضع السياسي يقترب من حالة اقتتال داخلي، وهناك تخوف كبير من التحول الى صومال ثانية، وعلى صناع القرار القيام بمبادرات سريعة لتجنب ذلك".
ويشير الاستطلاع الى زيادة كبيرة في نسبة المحبطين مقارنة مع 56 بالمئة في استطلاع مماثل اجري في ايلول الماضي.
كما أظهر ان نسبة الفلسطينيين الذين لا يثقون بالفصائل الفلسطينية بلغت 50 بالمئة.
وتبدو الامور سواء بالنسبة لمؤيدي القوى السياسية، إذ أظهر الاستطلاع ان 75 بالمئة من مؤيدي فتح محبطون جدا، في حين قال 73 بالمئة من مؤيدي حماس انهم يشتركون في ذات الشعور.
وبلغت نسبة التأييد لحماس 17 بالمئة بتراجع 18 نقطة عن استطلاع أجرته المؤسسة في ايار الماضي فيما بلغت نسبة التأييد لفتح 25 بالمئة بتراجع 16 نقطة عن ايار.
وقد عبر 83 بالمئة من الاشخاص الذين لا يثقون بحماس او فتح عن احباط اكبر مع نسبة بلغت 38 بالمئة.
وتبين كذلك ان نسبة المحبطين في صفوف اللاجئين كانت اعلى (60 بالمئة) من تلك عند غيراللاجئين (51 بالمئة).
وترتفع نسبة المحبطين في المدن (81 بالمئة) مقارنة مع القرى (67 بالمئة)، ولكنها تتساوى بين الذكور والاناث تقريبا، 78 بالمئة و 76 بالمئة.
وتشهد الاراضي الفلسطينية ظروقا قاسية غير مسبوقة مع الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض منذ تولي حماس رئاسة الحكومة في آذار الماضي.
ولم يتلق موظفو الحكومة (نحو 165 ألفا) رواتبهم منذ ستة اشهر بسبب الحصار المالي المفروض على الحكومة.
وحذر الاستطلاع انه "يمكن لهذه النظرة السوداوية لدى الفلسطينيين ان تتحول من مشاعر الى أفعال من إحباط الى عدوانية".
وقال إن "الأوقات العصيبة على الصعيد الاقتصادي، والحقائق القاسية على الصعيد السياسي، لا تقدم صورة ناصعة عن المستقبل، لاسيما وان هذه النظرة السوداوية لدى الفلسطينيين لن تتغير، مادامت الاوضاع في الاراضي الفلسطينية على ما هي عليه". وتأتي نتائج الاستطلاع غداة الاعلان عن دراسة مسحية أخرى أفادت ان موظفي السلطة الفلسطينية غير قادرين على الاحتمال أكثر دون تلقي رواتبهم.
وجاء في المسح الذي أعدته مؤسسة "بورتلاند ترست" بالتعاون مع جمعية الاقتصاديين الفلسطينيين، ان 65 بالمئة من الموظفين من أصل حوالي 165 ألفاً "لم يعد بمقدورهم التحمل أكثر من الشهر الحالي" شهر ايلول الجاري.
المصدر: أ ف ب
إضافة تعليق جديد