نار وزرع وضرع وخرطوم بدو فياغرا
الجمل : ليس مشهداً في فيلم كوميدي درجة عاشرة ،وإنما مأساة أقرب الى الكوميديا البلهاء، ذهب ضحيتها تسع بقرات ، حين اندلع حريق في حظيرة مواطن من أهالي بلدة حطلة في محافظة دير الزور ، وكان فيها تسع بقرات هولندية، وبعد حين ومين واتصالات هرول فوج الإطفاء الى موقع الحريق ، وما أن امتشق رجال الأطفاء خرطوم المياه حتى انفجر نتيجة ضغط المياه واهتراء الخرطوم ، ومكث المطفئون ينتظرون وصول سيارة أخرى خرطومها شغال وحديث، والبقرات مازلن يحترقن في الحظيرة ، ومع وصول السيارة الثانية الحديثة المزودة برشاش حديث ، دبت النخوة في نفوس أبطال الأطفاء وسارعوا الى الرشاش ليقضوا على الحريق الذي أكل الأخضر واليابس ، لكن الرشاش كان مثل مسدس البربلو عند لزومه يخزي، وانكسر صباب الرشاش فوراً ، وأخفقت محاولة انقاذ البقرات واستمر الحريق، و "تيتي تي "
وفحولة الإطفاء مصابة بعجز شبه تام ليست فقط في دير لزور بل تكاد تشمل باقي المحافظات التي تتعرض هذه الأيام لموسم حرائق نموذجي ففي منطقة إعزاز في ريف حلب التهمت سلسلة من أربعة حرائق ، عشرة هكتارات من حقول القمح و سيارة شاحنة محملة بـ 45 طن من القمح، في قرية شمارق، وهكتارين قدر انتاجهما بـ 50 كيس من القمح القاسي في قرية جارز ، وأربعة هكتارات أخرى في قرية سيجراز وعربة جرار زراعي محملة بالقمح . وجميع الحرائق كانت بسبب رمي عقب سيجارة في موسم التحاريق، حيث تكون النيران متربصة بانتظار شرارة صغيرة لتندلع، كما حدث لدى تطاير شرار نار من عادم حصادة أشعلت حريقاً التهم 120 دونماً من القمح في قرية حوير العيسى، ولولا نهر قويق الذي فصل بين الأراضي الزراعية حيث شب الحريق وبين أراض أخرى لكانت المسافات المتضررة أضعاف مضاعفة ، لأن سرعة الرياح كانت عالية ، على عكس سرعة رجال الإطفاء التي كانت أبطء من البطيئة ، وهم يقطعون المسافات الطويلة بين مدينة حلب و قرها، حيث أن لا إطفاء إلا في مدينة حلب.
الجمل
إضافة تعليق جديد