موسكو: الجميع يحارب الجميع في سورية وتخوف من تكرار الميليشيات لاستخدام الكيماوي
اعتبر مدير ديوان الرئاسة الروسية سيرغي إيفانوف في حوار أجرته معه وسائل إعلام روسية ونشر الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول أنه يمكن دعوة "المعارضة السورية العاقلة" إلى مؤتمر "جنيف-2" وبدء الحوار. وقال إيفانوف إن "الغرب بدأ يدرك أنه يجب تصنيف المعارضة ووقف محاولات إقناع "القاعدة" وغيرها من المتطرفين بالحديث عن "جنيف-2". وينبغي عدم تسليحهم".
وأضاف: "إذا قام الغرب بتسليح ما يسمى الجيش الشعبي السوري المكون من السوريين الذين يقاتلون ضد الأسد، فلا توجد أية أسس أن نعتقد أن "القاعدة" لن تستولى ببساطة على سلاحهم". ويرى إيفانوف أن الحرب في سورية لم تعد بين الحكومة والمعارضة.
وقال مدير ديوان الرئاسة الروسية إن "المعارضة تتكون من خمس فصائل مستقلة عن بعضها البعض وتكره بعضها البعض. الجميع يحارب الجميع في سورية".
ودعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية إلى أن تبعث بإشارة إلى المعارضة السورية بشأن عدم جواز القيام بأي استفزازات قد تقوّض عملية تطبيق الاتفاقات الروسية ـــ الأميركية حول الكيميائي السوري، والقرار الأممي في هذا الشأن.وقال لافروف، في تصريح إلى صحيفة «كوميرسانت» الروسية، «لدينا أسس للاعتقاد بأن الحكومة السورية لن تسمح بأي تعثر في عملية تطبيق القرار الأممي، وعلى كل حال نحن سنحثّها على عدم السماح بذلك»، مضيفاً «أن التعثرات التي قد تكون نتيجة للاستفزازات، فإن الدور الرئيسي يعود هنا إلى الشركاء الغربيين وحلفائهم في الخليج العربي وفي المنطقة بشكل عام الذين يتعاطفون مع المعارضة». وأشار الوزير الروسي إلى أن المعارضين الذين يخضعون لتأثير اللاعبين الخارجيين، يجب أن يكون من الممكن إرشادهم، ويجب بعث إشارة إليهم لكي لا يقدموا على تقويض هذه العملية.
وأعرب عن خشية موسكو من أن تحاول المعارضة السورية مجدداً استخدام الكيميائي، مشيراً إلى أن «لدينا شكوكاً جدية في أن تلك المحاولات (أي استخدام الكيميائي من قبل المعارضة السورية) ستستمر».وفي سياق متصل، أعلن لافروف أنه يجب استخدام مختبرات متنقلة خاصة لإتلاف المواد السامة ـــ وهي متوافرة لدى الولايات المتحدة وبعض الدول الأخرى ـــ في عملية إتلاف السلاح السوري. وفي إطار متصل، أعلن لافروف «أن طلائع فريق مؤلف من 10 – 12 مفتشاً من منظمة حظر السلاح الكيميائي ستزور سوريا في القريب العاجل». وأضاف «إنهم يجب أن يحددوا أولاً موقعاً للتموضع والعمل ويقيموا اتصالات مع الحكومة السورية التي أوفدت مسؤولاً سيقدم لهم المساعدة الضرورية».وأعاد لافروف التأكيد أن القرار 2118 لا يقضي باستخدام القوة، ولا ينبغي أن تكون هنالك أي ازدواجية في تفسير الوثيقة.
كذلك قال لافروف إن بلاده ترغب في إحياء خطط لعقد مؤتمر بشأن إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
ولفت إلى أنّه: «سنسعى لعقد هذا المؤتمر. من المهم في ظل الوضع الراهن أن نجعل عدم امتلاك هذه الأسلحة مسألة شاملة في هذه المنطقة الملتهبة».وأضاف: «أحجم شركاؤنا الأميركيون عن ذلك وتجنّبوه».
من جهة أخرى، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أن بعض الدول الأوروبية تعتزم المشاركة في مؤتمر «جنيف 2»، مرجّحاً أن يعقد المؤتمر في منتصف تشرين الثاني المقبل.
ودعا فابيوس في حديث إلى إذاعة «فرانس إنتر» إلى إيجاد حل بين ممثلي الحكومة والمعارضة المعتدلة في سوريا «لكي لا يستفيد الإرهابيون المتطرفون من العملية الانتقالية».وأضاف «المهم هو أن نجد اتفاقاً نبحث عنه منذ مدة طويلة، وأن نتجنّب أي استخدام للفيتو. الأسبوع الماضي كان مهماً جداً في الأمم المتحدة. نعمل على إطلاق مناقشات بحضور الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن ودول أخرى ربما. ونصبو إلى التوصل إلى اتفاق على حكومة انتقالية موحدة تكفل حقوق مختلف الأقليات».
من جهة ثانية، أعلن الاتحاد الأوروبي أنه غير مستعد في الوقت الراهن لإرسال خبراء كيميائيين إلى سوريا، لكنه تعهد بتقديم دعم مالي وتقني لعملية تدمير الأسلحة الكيميائية السورية.
وكالات
إضافة تعليق جديد