من سرق شهداءنا؟ الصحة لا تعرف والهلال الأحمر "غير مخول" و"الطاسة ضايعة"
مر أسبوع على التفجيرات التي ضربت مدينة #جبلة وتسببت باستشهاد 118 مواطنا وإصابة 311 آخرين. جرح كبير خلفته التفجيرات في المدينة الوادعة، زاد من ألمه فقدان جثامين شهداء مازال ذووهم يبحثون عنهم حتى الآن.
الهلال الأحمر "غير مخولين بالتصريح "، و صحة_اللاذقية " تعرف ولا تعرف " وربما يكون الوصف قاسيا ، لكنها جثامين شهدائنا و" الطاسة ضايعة".
تابعنا ملف الجثامين المفقودة، حيث تم توثيق فقدان 4 جثامين لشهداء ارتقوا جراء التفجيرات. بعض المفقودين ذاع صيتهم بعد أن تناولتهم وسائل الإعلام، في حين ضاع أثر الباقين في زواريب المشافي وسيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر و تقاذف المسؤولية.
الممرضة كليمة_عزيز (أم مقداد) تضاربت المعلومات حولها ، ذوو المفقودة او الشهيدة (يختلف الوصف لفقدان المعلومات) يؤكدون عدم العثور عليها أو على جثمانها حتى الآن.
يقول زوج الممرضة (المفقودة) "أكد لي أكثر من 7 موظفين في مشفى جبلة الحكومي أنها كانت على قيد الحياة وكانت تمارس عملها بإسعاف الجرحى بعد الانفجار وتعمل على انقاذ أرواح كانت سندا لعوائلها خلال سنوات الحرب الخمس الماضية".
يروي زوج الممرضة ما نقله أصدقاء زوجته أنها كانت وأثناء عمليات الانقاذ تصرخ بالبحث عن ابنتها التي كانت برفقتها في المشفى فطمأنها أحد الزملاء أنها بخير، و أضاف" أصيبت أم مقداد أثناء الانفجار الذي استهدف قسم الاسعاف في المشفى الوطني و كانت تمشي على قدميها حين تم اسعافها".
وأضاف "حتى الآن لم نجدها"، ويتابع " هناك توافق في المواصفات مع جثمان الممرضة لأحد الجثامين الموجودة في الطب الشرعي في اللاذقية إلا أنها ليست لزوجتي.. هناك علامات أستطيع أن أتعرف عليها وليست موجودة في الجثمان الموجود".
وأشار زوج الممرضة إلى أنه قدم شكوى "ضد سيارات الهلال الأحمر العربي السوري كونهم كانوا الأكثرية الموجودة خلال نقل المصابين وقت الانفجار متهما اياهم بالعبثية وعدم تحمل المسؤولية تجاه ما حصل مع زوجته".
بدورها، قالت رئيسة قسم الطب_الشرعي في مديرية صحة اللاذقية الدكتوره منال جدع "عدد الجثامين والأشلاء الموجودة في القسم بلغت نحو 23 جثمان منها 6 جثامين واضحة المعالم ونحن بانتظار ذويهم للتعرف عليهم"، وأضافت "جميع الجثامين والأشلاء التي وصلت إلينا موثقة بالصور وبالأدلة الجنائية"، نافية الأرقام المهولة التي يحكى عنها في الشارع.
شهود عيان في مدينة جبلة وتحديدا في حي_العمارة قالوا أن إحدى سيارات الاسعاف التابعة للهلال الأحمر العربي السوري كانت تنقل مصابين وشهداء أثناء الانفجار.. كانت تسير بسرعة كبيرة تختلف عن غيرها من السيارت، في حين كانت تتبعها سيارة أخرى زرقاء وبيضاء اللون، يستقلها شابان يرتديان "كمامات" وان السيارتين توقفتا جانب جامع الحسين في الحي ليسألا عن طريق الاتوستراد.
وأضاف الشهود مستغربين أن هذه السيارة التي تحمل شعار الهلال الأحمر تعمل في مثل هذه الحالات ولا تعرف الطريق؟ بالاضافة إلى تساؤلات كثيرة أقلها لماذا تتبعها سيارة أخرى، ولماذا هي السيارة الوحيدة التي سلكت طريقا فرعيا حتى تصل إلى الاتوستراد؟ .. وكان ذلك بعد الساعة الواحدة ظهرا، قبل أن تختفي السيارتين.
بدوره، قال مدير صحة اللاذقية الدكتور عمار غنام " لا يمكن حتى الآن الحكم على وجود مفقودين بسبب وجود أشلاء في الطبابة الشرعية يجري التحقيق فيها لمعرفة أصحابها". الشهيد #علي_لولو انتشرت حكاية فقدان جثمانه بعد أن تم نقله من مشفى الحكمة، وأصدر المشفى بيانا أكد أنه تم تسليمه لسيارة تابعة للهلال الأحمر، بحضور مسؤولين من الشرطة ومديرية الصحة.
وأكد ذوو الشهيد أنهم تعرفوا على جثمانه في #مشفى_الحكمة في مدينة جبلة بعد الانفجار وعند عودتهم ظهرا لتشييع الشهيد فوجئوا بنقل الجثمان من المشفى إلى مشافي اللاذقية عبر سيارات الهلال الأحمر.
وأضاف والد الشهيد " أكد المشفى له تسليم الجثمان للهلال الأحمر بحضور الأمن ومديرة المشفى وأنه تم نقله إلى مشافي اللاذقية، تابعنا الأمر مع الهلال الأحمر الذي لم يقدم لنا اية معلومة، كما أننا لم نجد الجثمان في أي مشفى في جميع أنحاء محافظة_اللاذقية".
وأكد والد الشهيد "أنه سيتخذ الإجراءات القانونية ضد منظمة الهلال الأحمر العربي السوري محملا إياهم المسؤولية عن فقدان جثمان ولده" .
وحاولنا التواصل مع مسؤولي الهلال الأحمر للوقوف على وجهة نظرهم إلا أن #مديرفرع_الهلال في اللاذقية سامر اسطه، و منسق الكوارث مازن حسن رفضا الإدلاء بأي تصريح حول الموضوع بداعي انهما "غير مخولان بذلك".
مدير الصحة في اللاذقية عمار غنام، وعلى الرغم من ورود اسم مديريته في وثيقة مشفى الحكمة قال ان "موظفي الصحة كانوا متواجدين في جميع المشافي الخاصة والعامة لإسعاف الجرحى، وهم لا يعلمون إذا تم تسليم الجثمان أم لا"!! ونفى غنام وجود المديرية أثناء التسليم ( نافياً بذلك ما جاء في الوثيقة الرسمية ) ، وتابع "تسليم الجثامين يتم بموجب مهمة رسمية للسيارة من قبل إدارة المشفى".
كذلك الأمر بالنسبة للشهيد عمار طراف العسكري الذي كان يقضي اجازته، وكان ينتظر شقيقته في #كراجات_جبلة خلال وقوع التفجير، حيث لم يعثر على جثمانه حتى الآن، رغم تسجيله "شهيدا" في السجلات الرسمية.
حتى الآن، تبقى حكاية المفقودين "لغزا"، بين من ينتظر الوصول إلى نتائج في التحقيقات الجارية في الطبابة الشرعية لمعرفة عائدية الأشلاء، وبين من يرى في الأمر أبعاداً أخرى، ليبقى جرح المكلومين مفتوحا يتابع نزيفه بفقدان مزدوج لأحبتهم.
شذى بدّور
المصدر: الخبر
إضافة تعليق جديد