مصر: قتلى واعتقالات في «حرب الخبز»
أصبح لحرب الخبز في مصر ضحايا ومجرمون، فيما انتظرت صحف مقرّبة من الحكومة المصرية حتى يوم أمس لتنشر أخباراً عن محاكمات ١٢ ألفاً من تجاّر الدقيق ومهربيه وأصحاب المخابز.
ويُعَدُّ 12 ألفاً من المتهمين في هذه القضية، رقماً ضخماً جداً يشير إلى حملة كبيرة تقوم بها أجهزة الأمن، تذكِّر بحملات سياسية كبيرة وأخرى في زمن الحرب مع إسرائيل.
وبدا أن أجهزة الدولة تحاول إعطاء الشعور بأنها في حال طوارئ للقضاء على مهربّي الدقيق لتخلي مسؤوليتها من الأزمة التي أعادت طوابير الخبز إلى مصر بعد ربع قرن من اختفائها.
واستخدمت الصحف المقربة من السلطة تعبير «مافيا التهريب» في سياق خبر اعتقال ١٠ من المتهمين بتضخم ثرواتهم بسبب تهريب الدقيق المدعوم. وتهمة هؤلاء هو بيع حصص الدقيق المدعوم إلى المخابز السياحية، ما يحدث أزمة في الخبز المدعوم.
وتأتي هذه الحملات ذات الطابع «الحربي» متزامنة مع أخبار تساقط القتلى في طوابير الخبز يومياً: توفي أول من أمس شخص جديد في مدينة قنا (جنوب مصر) بعدما أصيب بنوبة قلبية (عمره ٤٩ سنة).
كما أصيبت ٣ سيدات في الإسماعيلية (إحدى مدن قناة السويس) خلال معركة على أولوية الوقوف في طابور الخبز. ومع ارتفاع أعداد قتلى الخبز، تواصل أجهزة تابعة للجيش في مصر (جهاز الخدمة المدنية) إنتاج مليون ونصف مليون رغيف، كما توزع مخابز تابعة لوزارة الداخلية نحو مليون رغيف، لكن الأزمة لا تزال قائمة وتحوّلت إلى «فوبيا» جعلت المزارعين يبيعون سنابل القمح الخضراء قبل نضجها بغرض استخدامها في أغراض طبية.
وعلمت «الأخبار» أن صراعاً سياسياً بين أجنحة في الحزب الوطني الحاكم يحتدم على هامش أزمة الخبز. فالأجنحة القديمة ترى أن الأزمة من صنع «رجال جمال حسني مبارك»، والسياسات التي يريدون فرضها من دون النظر إلى البعد الاجتماعي، وهو ما ترى المجموعة الجديدة بأنها المحاولة الأخيرة لتحقيق إصلاح اقتصادي وإمرار سياسة إلغاء الدعم. ويتردد بين الجناح الاقتصادي للمجموعة، أنه إذا مرّت الأزمة الحالية «وبلع» الناس زيادات الأسعار في الخبز وخلافه فستكون هذه أضخم ضربة لسياسات مجموعة جمال مبارك التي تواجه برفض من المجموعة القديمة.
وفي مواجهة الغضب الشعبي، استخدمت المجموعة الجديدة آلية استدعاء رجال أعمال مقربين لضخ أموال خيرية. وشوهد أول من أمس في العاصمة رجل أعمال وعضو مجلس شعب يوزع في مقاره كل حصة الخبز الخارجة من مخابز جهاز التنمية الوطنية.
المصدر: الأخبار
إضافة تعليق جديد