مصر: تظاهرة باهتة في «جمعة الشريعة»

10-11-2012

مصر: تظاهرة باهتة في «جمعة الشريعة»

شارك بضعة آلاف من الإسلاميين في مصر، أمس، في تظاهرة بميدان التحرير، بؤرة الثورة التي أسقطت الرئيس حسني مبارك، مطالبين بتطبيق الشريعة.
ويريد المتظاهرون أن تنص مسودة دستور جديد تكتبها جمعية تأسيسية على تطبيق الشريعة، لكن الجمعية تتجه للاحتفاظ بنص في الدستور الذي عُلِّق العمل به بعد سقوط مبارك العام الماضي يقول إن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع.
وقال طارق الزمر، العضو القيادي في الجماعة الإسلامية، والذي قضى نحو 29 عاما في السجن لإدانته في قضية اغتيال الرئيس أنور السادات في العام 1981، «جئنا للمطالبة بأن تكون الشريعة الإسلامية مطبّقة».
وأضاف «نطالب بحذف كلمة مبادئ» من مسودة الدستور.اسلاميون يتظاهرون في ميدان التحرير أمس (رويترز)
وأعلن «حزب الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي، و«حزب النور» السلفي إنهما لن يشاركا في المظاهرة، بالرغم من أنهما كانا من بين القوى المؤيدة لها.
ويهيمن الحزبان وأنصار لهما على الجمعية التأسيسية التي يقول عشرات الأعضاء الليبراليين والعلمانيين فيها إنهم غير راضين عن صياغة مواد المسودة، ملمّحين إلى إمكانية انسحابهم منها.
ويبدو أن إعلان «الإخوان» و«حزب النور» عن عدم المشاركة في التظاهرة قد استهدف الحفاظ على الجمعية التأسيسية لتكمل كتابة المسودة المحدد للانتهاء منها مهلة أقصاها 12 كانون الأول.
وقال الزمر، وهو مسؤول المكتب السياسي لـ«حزب البناء والتنمية» (الذراع السياسية لـ«الجماعة الإسلامية») إن «هذه الأحزاب (الحرية والعدالة والنور) لها حسابات سياسية وتتغاضى داخل الجمعية التأسيسية عن تطبيق الشريعة ولن نحرجها أمام الشعب».
وأضاف «فعالياتنا ستستمر في شوارع القاهرة خلال الفترة المقبلة إلا إذا رضينا بمسـودة الدستـور. وسننظم مسـيرات ووقفات احتجاجية أمام مجلس الشورى»، حيث تنعقد الجمعية التأسيسية.
وشارك في تظاهرة الأمس «حزب الأصالة» السلفي، و«حزب العمل الجديد» وأنصار للقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل.
وقال أبو إسماعيل في كلمة ألقاها في التحرير إن إسلاميين يمكن أن يعتصموا في الميدان بعد تظاهرات يمكن أن تنظم يوم الجمعة المقبل، تأكيداً على مطلب تطبيق الشريعة.
وهتف متظاهرون «بالروح بالدم نفديك يا إسلام» و«عيش.. حرية.. شريعة إسلامية»، معدلين شعار الانتفاضة «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية».
ورفع المتظاهرون ومعظمهم ملتحون رايات سوداء وحمراء وبيضاء كتب عليها «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وهو العلم الذي تعتمده العديد من خلايا تنظيم «القاعدة». وهتفوا بعد صلاة الجمعة في بداية تظاهرهم «الشعب يريد تطبيق شرع الله»، و«إسلامية إسلامية رغم أنف العلمانية».
ويقول بعض المطالبين بتطبيق الشريعة إن تأييدهم لمرسي سينتهي إذا لم يلب الدستور الجديد مطلبهم.
وقال محمد الصغير، خطيب الجمعة الذي ينتمي إلى «حزب البناء والتنمية»، والذي كان عضوا في مجلس الشعب الذي حل هذا العام بحكم من المحكمة الدستورية العليا، إن «الشعب سيظل يهتف: الشعب يريد إسقاط النظام ولن يقبل بنظام رأسه إسلامي ودعامته مباركية»، في إشارة إلى بقاء مسؤولين من عهد مبارك في الحكومة التي شكلها مرسي. وأضاف «لن نقبل بخلط اللبن بالخمر».
وقال خطيب الجمعة في مسجد الخليل إبراهيم في حي المعادي في جنوب القاهرة قبل مسيرة توجهت إلى ميدان التحرير، «من يتوقع أن الشريعة الإسلامية ستطبق من خلال الديموقراطية فهو واهم»، فيما قال القيادي السلفي حافظ سلامة في كلمة ألقاها عبر واحدة من ثلاث منصات أقامها المتظاهرون «يزعجنا جداً جداً جداً من محمد مرسي أنه عاهد الله كثيرا على تطبيق شرع الله لكنه نكث نكث نكث بعهده». وأضاف «لم ولن نتهاون في ديننا... إما الحكم بشرع الله وكتابه أو شهادة في سبيل الله».
وهتف متظاهرون «يا دكتور مرسي الشريعة فوق الكرسي» في إشارة إلى رأي لهم يتمثل في أن تطبيق الشريعة يجب أن يشغله أكثر من الرئاسة.
ويطالب المتظاهرون أيضا بأن يتقدم النائب العام المستشار عبد المجيد محمود باستقالته.
وقال أبو إسماعيل في كلمته التي سبقت انتهاء المظاهرة «أن يهددوا الشعب فلا كان القضاء ولا كان القضاة... هذا النائب العام الذي يجتمعون من أجل حمايته لا بد أن يرحل».
وقلل الصغير من شأن الليبراليين والعلمانيين قائلا «الليبراليون والعلمانيون لا يصلون لبضعة آلاف». وأضاف أن مواقفهم هي «خطط مرسلة عبر الإيميلات» مشيرا إلى اتهامات يوجهها المتظاهرون لليبراليين والعلمانيين بتلقي توجيهات من الغرب.

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...