مشرّف يتخلى عن قيادة الجيش
في حفل أقيم في مقر قيادة الجيش الباكستاني في مدينة "روالبندي" قرب العاصمة الباكستانية صباح الأربعاء، ودّع الرئيس الباكستاني برويز مشرف القيادة بعد 8 سنوات من الحكم العسكري، استعدادا لأداء اليمين الدستورية الخميس وبدء فترة رئاسية جديدة مدتها خمس سنوات.
ومن المقرر أن يخلف الجنرال أشفق كياني، الرئيس الباكستاني في قيادة المؤسسة العسكرية.
وشكر مشرّف مرتدياً زيه العسكري للمرة الأخيرة بعد 46 عاما فيه، "منظمي الحفل والجنرال كياني وكل الضباط الذين منحوني هذا الشرف.. الجيش هو حياتي."
وأضاف مشرّف "اليوم أكملت 46 عاما في هذه البذلة.. وأنهي ذلك اليوم.. الجيش هو حياتي وشغفي.. حتى غد سيتغير الوضع ولن أكون في هذا الزي."
وكان مشرّف قد بدأ الثلاثاء جولة تستمر حتى اليوم الأربعاء على مقار قيادة الجيش في مدينة "روالبندي" القريبة من العاصمة إسلام أباد، أقيمت خلالها مراسم وداعية له، تخللها تحية العلم وعرضاً عشسكرياً.
وكان المتحدث الرئاسي، الجنرال رشيد قريشي، كان قال في وقت سابق إن الرئيس أعلن عن موعد تخليه عن قيادة الجيش رسمياً، بعد قليل من إبلاغه من قبل الحكومة الاتحادية الاثنين، بأنها وافقت على نتيجة الانتخابات الرئاسية، التي جرت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، والتي أسفرت عن فوزه بفترة ثالثة.
يُشار إلى أن الجنرال أشفق كياني الذي يدين ببزوغ نجمه لمشرّف، كان قد استقال مؤخرا من منصبه كقائد وكالة الاستخبارات الباكستانية، وفق ما أكده المتحدث العسكري المقدّم بصير حيدر مالك الثلاثاء.
يُذكر أيضاً أن كياني كان من كبار مساعدي رئيسة الوزراء السابقة، بنظير بوتو.
وكان الرئيس الباكستاني، الذي أعلن حالة الطوارئ في البلاد بداية نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، قد أعلن مراراً أنه سيتخلى عن بزته العسكرية في حالة إذا ما أُعيد انتخابه رئيساً لباكستان، إلا أن مراقبين أعربوا عن خشيتهم من أن يكون تلك التصريحات على سبيل "المراوغة"، كما فعل في السابق.
جاءت تلك التقارير في إطار التعليق على أنباء ترشيح مشرف للجنرال كياني (55 عاماً) ليتولى قيادة الجيش البالغ قوامه 600 ألف عنصر، عندما يخلع الأول زيه العسكري.
وفي الثالث من الشهر الجاري، أعلن الرئيس الباكستاني حالة الطوارئ، بعد اجتماع مع كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين في مقر إقامته براولبندي، حيث قرر تعطيل العمل بالدستور، كما تمّ فرض الحكم العسكري.
تزامن هذا الإعلان من قبل المتحدث الرئاسي الباكستاني، مع تقديم رئيس الوزراء الأسبق، وزعيم حزب "الرابطة الإسلامية الباكستانية"، نواز شريف، أوراق ترشيحه للانتخابات البرلمانية المقررة في يناير/ كانون الثاني القادم، بعد يوم واحد من عودته إلى باكستان، منهياً أكثر من سبع سنوات قضاها بالمنفى.
واستبعد شريف أن يقود حكومة باكستانية جديدة تحت رئاسة الرئيس برويز مشرف، قائلاً: "أنا لست مرشحاً لمنصب رئاسة الوزراء في ظل النظام العسكري"، في إشارة إلى الجنرال مشرف، الذي ما زال مصراً على التمسك بمنصبه العسكري كقائد للجيش.
المصدر: CNN
إضافة تعليق جديد