مسلمون كوسوفيون يصلون للعذراء في دير أرثوذكسي صربي

18-08-2011

مسلمون كوسوفيون يصلون للعذراء في دير أرثوذكسي صربي

بعيداً من التوترات العادية ما بين الصرب والألبان، تستقبل راهبات دير بوليتين الارثوذكسي في كوسوفو أعداداً كبيرة من الزائرين المسلمين الذين يقصدون المكان بهدف الصلاة للعذراء مريم، في وقت يتعلمن الألبانية للتواصل مع زوارهن.
يتوافد المسلمون من ارجاء كوسوفو، وهم مؤمنون بأن تمثالاً يعود الى القرن الرابع عشر للعذراء مريم مع الطفل يسوع، ويطلق عليه اسم "عذراء سوكوليتسا"، يساعد الازواج العاجزين عن الانجاب ويسمح بشفاء الأطفال الصم والبكم. وتؤكد رئيسة الدير الأم ماكاريا (67 عاماً) ان "أبوابنا مفتوحة دائماً لهم. اذا كانوا يعتقدون بأن عذراء سوكوليتسا قادرة على مساعدتهم، فأهلاً وسهلاً بهم".الدير الأرثوذكسي في بوليتين في كوسوفو. (و.ص.ف.)
الأم ماكاريا التي ترتدي الاسود، تماماً كما تفعل الراهبات الأرثوذكسيات عادة، توضح انه "عندما يسألوننا كيف يتوجب عليهم اداة الصلاة، نسألهم ان يقوموا بذلك بلغتهم وكما هم معتادون. نتركهم يبجلون الله، كما نبجل نحن الهنا".
في شمال كوسوفو يقع دير سوكوليتسا في الجبال المطلة على مدينة كوسوفكا ميتروفيتسا التي تشهد توترات دائمة بين الصرب المسيحيين الأرثوذكس والألبان المسلمين، كما هي الحال في كل الاقليم.
ويشكل الدير نموذجاً للتعايش السلمي بين الطائفتين، فهو يقع قرب قرية بوليتين التي يأهلها ألبان كوسوفو المسلمون، والراهبات على وفاق تام معهم. وقد وضع تمثال العذراء مريم مع الطفل يسوع في كنيسة صغيرة في الدير، وزّين بعقود وأساور ذهب ولؤلؤ قدمها اشخاص تعبيراً عن شكرهم وامتنانهم. ويقول مصطفى كلمندي (67 عاماً) وهو متقاعد ويعيش في القرية المجاورة، بالنسبة اليه "هي (عذراء سوكوليتسا) لا تشفي أهلهم فحسب، انما ايضاً أهلنا".
هذا الانفتاح ليس جديداً في هذا الدير الذي شيّد في العصور الوسطى، وتمّ ترميمه أخيراً، ويعتبر أحد أبرز الامثلة على الهندسة الارثوذكسية في القرون الوسطى في كوسوفو. وكان حرص على البقاء حيادياً في عز الصراع في كوسوفو بين العامين 1998 و 1999، والذي تواجهت خلاله القوات الصربية والمسلحون من ألبان كوسوفو. ويخبر كلمندي، القروي المسلم، ان "الأم ماكاريا أنقذت حياة ابنه بسري مرتين من المسلحين الصرب". ويتذكر ان "الحرب خلفت الفوضى... لكنها (الأم ماكاريا) لم تسمح للقوات الصربية بالتمركز في الدير، حتى عندما كانت المعارك تشتد في المنطقة".
ويروي أيضاً قرويون كيف اصطحبت الأم ماكاريا امرأة من بوليتين لتلد في مستشفى يشرف عليه صرب من كوسوفسكا ميتروفيتسا، رغم اشتداد المعارك. ويلفت بسيم بوليتيني، وهو احد الجيران، الى ان "الأمر شكل خطراً عليها يومذاك، حتى لو كانت  راهبة".

المصدر: النهار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...