مستقبل بريطانيا والاتحاد الأوروبي ينتظر 23 حزيران
دعت مجلة «دير شبيغل» الألمانية أمس السبت البريطانيين إلى التصويت من أجل البقاء في الاتحاد الأوروبي، وكتبت في عدد خاص صدر جزء كبير منه بالإنكليزية عبارة «بليز دونت غو» (من فضلكم لا تذهبوا).
ونشرت المجلة علم الاتحاد على غلافها، شارحة: «لماذا تحتاج ألمانيا إلى البريطانيين»، وذلك في 23 صفحة بالألمانية والإنكليزية.
وكتب رئيسا تحرير المجلة كلاوس برينكبومر وفلوريان هارمز في مقال افتتاحي «الخيار يتراوح بين لحظة عزة، ومستقبل جديد نبنيه معاً»، وأوضحا: «إذا كانت بريطانيا ذكية، فستبقى عضواً في الاتحاد الأوروبي لأنها ستدرك أن مستقبل الغرب على المحك»، مشيرين إلى «لحظة تاريخية» في الاستفتاء البريطاني في 23 حزيران.
وتابعا: إذا كانت بريطانيا ذكية، فستدرك أنها ليست قوة عظمى بمفردها، وأنها ستفقد الكثير إذا صوتت من أجل الخروج في استفتاء 23 حزيران، ولن تكسب سوى لحظة وجيزة تشعرها بالفخر».
وفي مقابلة مع «دير شبيغل» نشرت مقتطفات منها الجمعة، حذر وزير المال الألماني فولفغانغ شويبله المملكة المتحدة من أن «الداخل هو الداخل، والخارج هو الخارج»، ومن ثم فإن البلاد لن تستفيد بعد خروجها من الاتحاد من فوائد السوق الأوروبية الموحدة. وقال الوزير الذي سافر إلى لندن للدفاع عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي: إن «خروجها، سيكون خسارة كبيرة لأوروبا».
وفي السياق ذاته أعلنت وكالة فيتش للتصنيف العالمي الجمعة أنها ستبقي على التصنيف الائتماني لبريطانيا «ايه ايه+» كما هو لكنها حذرت من أنه سيخفض في حال التصويت على خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي.
وقالت فيتش: إن بريطانيا تستحق ثاني أفضل تصنيف في العالم بفضل اقتصادها الثري والمتنوع والمرن وإدارتها السياسية المتينة، إضافة إلى قوة عملتها الجنيه الإسترليني في العالم. وتابعت الوكالة: إن تصنيفها الحالي مع توقعات «مستقرة» إنما هو بناء على افتراض أن البلاد ستظل في أوروبا. لكنها حذرت من أن التصنيف سيخفض في حال التصويت في الاستفتاء المقرر في 23 حزيران على خروج البلاد.
وأضافت فيتش: إن «التصويت لمغادرة الاتحاد الأوروبي سينعكس تقديراً سلبياً معتدلاً على بريطانيا وسيؤثر في النمو على المدى المتوسط وآفاق الاستثمارات ووضعها في الخارج ومستقبل أسكتلندا لاحقاً». وتابعت الوكالة إنها ستراجع تصنيف بريطانيا بعيد الاستفتاء في حال أتى لمصلحة مؤيدي الخروج.
بدورهم أعلن 13 من كبار العلماء البريطانيين تأييدهم حملة بقاء بلادهم في الاتحاد الأوروبي أمس.
وقال العلماء، وبينهم بيتر هيغز الذي اكتشف «بوزون هيغز» الذي يفسر كيف تكتسب المادة كتلة، وعالم الوراثيات بول نورس: إن إحدى تبعات مغادرة الكتلة الأوروبية ستكون خسارة تمويل الأبحاث.
وكتبوا في الرسالة التي نشرتها صحيفة «ديلي تلغراف» أن «احتمالات خسارة تمويل الاتحاد الأوروبي للأبحاث خطر كبير على العلوم في المملكة المتحدة»، وأضافوا: إن «العلوم تتغذى على تلاقح الأفكار، وتزدهر في بيئات تجتمع فيها الأدمغة الذكية وتقل الحواجز وتبقى منفتحة على التبادل والتعاون الحرّين، الاتحاد الأوروبي يوفر هذه البيئة والعلماء يثمنون ذلك بشكل كبير».
ويبدو السباق بين معسكري المغادرة والبقاء حامياً مع اقتراب موعد 23 حزيران المقرر لتنظيم الاستفتاء.
والجمعة أدى استطلاع لمؤسسة «أو آر بي» جرى على الإنترنت لمصلحة صحيفة «ذي إندبندنت» إلى هبوط الجنيه الإسترليني بعدما كشف أن 55% من البريطانيين يفضلون مغادرة الاتحاد الأوروبي و45% البقاء فيه. كما أشار متوسط الاستطلاعات الستة الأخيرة بحسب حسابات أكاديميين في مشروع «وات يوكاي ثينكس» إلى تعادل المعسكرين.
أ ف ب
إضافة تعليق جديد