مخيم اليرموك.. حرب الشوارع الضيقة
جميع المعلومات الواردة من المنطقة الجنوبية للعاصمة السورية قبل ثلاثة أيام، كانت تشير لتسوية وشيكة التنفيذ، معلومات أفادت بخروج المسلحين من مخيم اليرموك والحجر الأسود، إلا أن ثمة انقلاباً لدى المسلحين، حوّل التسوية إلى عملية عسكرية متكاملة.
مصادر إعلامية، أكدت أن عملية التسوية والتي كادت تكون منجزة، قد تم تعطيلها من قبل مسلحي داعش في اللحظات الأخيرة، وأكد المصدر أن الحافلات كانت جاهزة للدخول إلى المخيم والحجر الأسود، ومعلومات إضافية وردت من داخل اليرموك أفادت ببدء تسجيل المسلحين أسماءهم ضمن قوائم الخروج إلى شمال البلاد في إدلب أو جرابلس، او البقاء وتسوية الأوضاع، ونصت أيضا على إخراج عناصر داعش إلى البؤر المتبقية له في المناطق الشرقية على الحدود السورية العراقية.
المصدر أفاد أنه بالتنسيق مع الدولة السورية، دخلت اللجنة الروسية مرتين إلى مخيم اليرموك قبل انطلاق العمل العسكري. وتم الاتفاق على جميع خطوات التسوية، إلا انه وقبيل التنفيذ بساعة واحدة تقريباُ، انقلب المسلحون بكافة تشكيلاتهم على الاتفاق وخاصة داعش والنصرة، ما استدعى بدء العمل العسكري.
محاور القتال توزعت وفق تقسيمات عديدة، وتدور المعارك وفق آلية دقيقة جداً، تشهد عمليات معقدة بشكلها العام، ويعود هذا التعقيد في محاور المخيم ، إلى طبيعة الكتل البنائية المتداخلة بشكل معقد والتي تشكل شوارع متداخلة مع بعضها بشكل كبير، ما يجعلها مجموعة كبيرة جداً من الأزقة الضيقة.
وعلاوة على تفاصيل المخيم الضيقة، فقد تم حفر عدد كبير من الأنفاق، تجهيزاً لهذه المعركة، من قبل تنظيمي داعش والنصرة. ومن أهم العتاد العسكري الذي يمتلكه المسلحون، مرابض هاون، ورشاشات متوسطة وثقيلة، ومضاد طيران 23.5 و مضاد دروع آر بي جي.
ولا يخفى على أحد وجود حوالي 4 آلاف مدني في المخيم، وهم ممن رفضوا الخروج من مخيمهم، تمسكا به وبرمزيته التي حولها التكفيريون إلى بؤرة سوداء تعج بالخراب جنوب العاصمة. وهؤلاء المدنيون رغم نجاح بعضهم في الخروج من المخيم مع انطلاق العملية العسكرية الأخيرة، إلا أن داعش والنصرة أعاقت خروج البقية.
خليل موسى- موقع المنار
إضافة تعليق جديد