مالـي: الإسـلاميون ينتقمـون مـن تـراث تمبكتـو الحضـاري
يبدو أن بعد شعورهم باقتراب سقوط المدينة التراثية، قرر الإسلاميون عدم مغادرة تمبكتو سالمة، فأحرقوا مكتبة تحتوي آلاف المخطوطات التاريخية. وهذه الخطوة ليست جديدة عليهم، فقد كانوا أحرقوا سابقاً مخطوطات ودمروا أضرحة أولياء في المدينة المدرجة على لائحة التراث العالمي، على اعتبار أنها منافية للشريعة الإسلامية.
وقال رئيس بلدية تمبكتو هال عثمان أمس، إن المقاتلين أشعلوا النيران في معهد «أحمد بابا» الذي تموله جنوب إفريقيا ويحتوي على آلاف المخطوطات التي لا تقدر بثمن أثناء فرارهم من المدينة القديمة مع اقتراب القوات الفرنسية والمالية. وأوضح أن الحادث حصل قبل أربعة أيام إلا أنه علم به من مسؤول الاتصالات التابع للبلدية والذي كان قد تحرك في جنوبي المدينة قبل يوم.
ومعهد «أحمد بابا» واحد من عدة مكتبات في المدينة تحتوي على وثائق أثرية يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر. ويحتوي المعهد على أكثر من 20 ألف مخطوطة بعضها كان محفوظاً في سراديب تحت الأرض. ولم تحدد نسبة الأضرار الناتجة عن الحريق حتى الآن.
وتمبكتو الواقعة في شمال شرقي مالي، التي شكلت مركزاً ثقافياً إسلامياً، فضلاً عن كونها مدينة مزدهرة على طريق القوافل التجارية عند مشارف الصحراء الكبرى، سقطت في أيدي الجماعات الإسلامية في حزيران العام 2012.
والمدينة التي كان يطلق عليها «مدينة الأولياء الصالحين الـ333» و«جوهرة الصحراء»، أدرجت على لائحة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو) في العام 1988.
وتشتهر تمبكتو التي أصبحت منارة ثقافية وروحية للإسلام في أفريقيا في القرنين الـ15 والـ16، بعشرات آلاف المخطوطات التي يعود بعضها إلى ما قبل الإسلام. وتضم المدينة مساجد تاريخية أبرزها «جينغاريبر» و«سنكوري» و«سيدي يحيى». وقد اختارتها الـ«يونيسكو» «عاصمة افريقية للثقافة الإسلامية» في العام 2005.
وانتقم الإسلاميون من المدينة عبر تدمير أضرحة الأولياء الذين يعتبرهم سكان تمبكتو حماة المدينة، لكن الإسلاميين يرون في ذلك شكلا من «عبادة الأوثان».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد