ماذا تطعمون أطفالكم وماذا تجنون؟
إبنك غير موفق في المدرسة، ومعلمته تشكو من بطئه في الاستيعاب. أنت قد تتحمّلين جزءاً من المسؤولية. إجلسي لدقائق وراجعي نفسك. فكري عندما كان في الثالثة من عمره، ماذا كنت تطعمينه؟
إذا كنت تطعمينه الأغذية المصنعة أو الغنية بالدسم والسكر، فتأكدي أنك أنت المسؤولة عن تراجع قدراته العقلية، أما إذا كنت تطعمينه الباستا والفواكه والخضار والسلطات فلا حول ولا قوة. ويبدو أن تأثير النظام الغذائي في عمر مبكر كبير لدرجة أن الباحثين في جامعة بريستول البريطانية قالوا إن الأولاد الذين يتناولون غذاء «صحياً» ترتفع درجة ذكائهم.
وأكد العلماء أن النظام الغذائي الصحي هو أمر أساسي في حياة الطفل خاصة في بدايتها أي عندما يكون دماغه في طور النمو. وينمو الدماغ بشكل سريع خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل. ويرتبط نمو دماغ الطفل بالقدرات العقلية «فالدماغ في هذه الفترة ينمو بالشكل الأمثل إذا كان الغذاء صحياً».
راقب العلماء الحالة الصحية لـ14 ألف طفل لمدة طويلة، وسألوا الأهل عن نوع ووتيرة الطعام والشراب التي استهلكها الأطفال عندما كانوا في الثالثة والرابعة والسابعة والثامنة والنصف. وتمّ تصنيفهم بنظام قياس يبدأ من -2 للأكثر صحة حتى 10 للأقل صحة. وقام العلماء بقياس درجة الذكاء لأربعة آلاف طفل في الثامنة والنصف من عمرهم.
وبعدما أخذوا بالاعتبار العوامل المحتملة التي من شأنها أن تؤثر في النتيجة، قال العلماء إن الأولاد الذين تناولوا الأطعمة المصنعة في الثالثة من عمرهم كان معدل ذكائهم منخفضاً بشكل واضح في الثامنة والنصف. والنتيجة كانت نفسها سواء تحسن نوع الغذاء في وقت لاحق أم لا، وكلما زاد نظام القياس بدرجة انخفض معدل الذكاء بـ1,67 درجة. أما النظام الغذائي الصحي فارتبط بمعدل ذكاء عالٍ في عمر الثامنة والنصف وكلما زاد نظام القياس بدرجة ارتفع معدل الذكاء بـ1,2 درجة.
لكن النظام الغذائي بين عمري أربع وٍسبع سنوات، فلم يكن له تأثير على معدل الذكاء. وأشار العلماء في هذه الدراسة إلى أن دراستهم تناغمت مع الدراسات السابقة التي تربط بين النظام الغذائي في السن المبكر والسلوك الدراسي في وقت لاحق.
المصدر: السفير نقلاً عن الـ«دايلي تلغراف»
إضافة تعليق جديد