مؤتمر تجديد الفكر القومي يناقش جدلية النفط وأمريكا
بحث “مؤتمر تجديد الفكر القومي والمصير العربي” امس في دمشق، موضوع “العرب في الاستراتيجية الأمريكية من الهيمنة الى التفكيك”، حيث أكد الدكتور عبد الله الأشعل (مصر) الذي ترأس الجلسة، أن اهتمام الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط هو الاتحاد السوفييتي السابق، وذلك بهدف منعه في حينه من تمديد نفوذه، واعتبر ان هذا الاهتمام قائم بسبب الموقع الاستراتيجي للوطن العربي اضافة الى النفط و”اسرائيل”، وهي العوامل التي يقوم عليها المشروع الأمريكي في المنطقة.
وقال الاشعل ان الولايات المتحدة استثمرت غياب الرؤية العربية الموحدة، بسبب تعدد الدول ما أفقد العرب القدرة على ان يكون لهم منظور واحد لمواجهة المشروع الهادف الى جعل المنطقة مفتوحة امام مطامع “اسرائيل”.
وطالب الباحث حمزة برقاوي (فلسطين) بالابتعاد عن اليأس والتشاؤم والتسلح بالارادة أمام المخاطر والتحديات التي تحدق بالمنطقة العربية، وقال ان الصراع مستمر وهو يحتاج الى العزيمة، واذا لم يكن بقدرتنا ان ننتصر فعلينا على الاقل ان نوقف حالة التدهور التى نعيشها من خلال الالتفاف الى المصالح العربية ووقف التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقال الدكتور رياض داوودي (سوريا) ان المنطقة العربية ستبقى في وضع قلق وغير مستقر ومفتوحة على كافة الاحتمالات، الا ان تاريخ المنطقة العربية يجب ان تقرره شعوبها وليس غزاتها وهذه الشعوب عربية الانتماء. وأوضح أن المفاوضات بين العرب و”إسرائيل” كان من المفترض ان تحسم خلال مدة زمنية معقولة بعد مدريد، لكنها دخلت في متاهات كثيرة نتيجة مناورات “اسرائيل” في ممارسة لعبة المسارات وإطلاقها للضغط على هذا المسار او ذاك، رغم الجهد الكبير الذي بذلته سوريا لتوحيد هذه المسارات وجعلها تدور في مكان وزمان واحد.
وكان المؤتمر ناقش الخميس في اليوم الثالث لأعماله قضية الوطن العربي في الايديولوجيا الصهيونية، وأكد الدكتور عصام نعمان (لبنان) رئيس الجلسة أن الحركة الصهيونية مظهر من مظاهر الأمركة والهيمنة الدولية، مشيراً إلى أن صحوة الشعوب المضطهدة أفرزت حركة مقاومة مدنية وميدانية متصاعدة للاحتلال وللهيمنة، لاسيما في ظل نشوء قضايا جديدة مثل لبنان والعراق والسودان، الى جانب القضية الفلسطينية كقضية مركزية في الحياة السياسية العربية، وتعثر الحركة القومية العربية وما يتطلبه ذلك من اهتمام ومشاركة في المواجهة لدى قوى المقاومة والممانعة. أما الدكتور وليد محمد علي المدير العام لمركز “باحث” للدراسات في لبنان، فقد عرض الوضع الذي عاشه الوطن العربي في العقد الأخير من القرن العشرين، وأشار إلى أنه كان يعاني حالة تخلف شديد في الوقت الذي كانت فيه أوروبا تمر في مرحلة القفزات العلمية والحضارية والانتقال من مرحلة الحروب بين دولها الى مرحلة التنافس على تقاسم العالم عبر احتلال واستعمار الشعوب الأخرى. وأضاف أن دوائر توليد الفكر وصناعة القرار في الدول الاستعمارية رأت في تلك الفترة أن مصالحها تكمن في منع الوطن العربي من امتلاك عوامل التقدم وأن لا سبيل الى ذلك الا بمنع وحدته واستمرار تجزئته واستندوا في ذلك الى حالة التخلف والتجزئة التي كان يعيشها الوطن العربي الا أنهم ادركوا ان هذه الحالة الشاذة لا يمكن ان تستمر طويلا فكان قرارهم بزراعة حاجز بشري في قلب الوطن العربي فلسطين كثكنة عسكرية تتولى مهمة منع الامة العربية من التمرد على السيطرة الاستعمارية وتحقيق الوحدة أو التقدم. وأكد أنه لا يمكن تحقيق أي تقدم حقيقي لأي دولة من دول الوطن العربي إلا عبر خطوات وحدوية تكاملية لكنها لم تعد ممكنة دون عملية تقدم شاملة تؤدي إلى وعي عميق بأهمية الاقدام على تلك الخطوات الوحدوية وان الكيان الصهيوني يحاول اعاقة الوحدة والتقدم مضيفاً أن الايديولوجيا الصهيونية تهدف الى تشويه صورة العرب لتجعل فكرة استهدافهم بل وابادتهم فكرة مقبولة وتبرير كل اجرام بحقهم أو اعتداء عليهم.
وأشار إلى أن اصرار الايديولوجيين الصهاينة على استخدام مصطلح الشرق ثم الشرق الاوسط للدلالة على الوطن العربي لانهم لا يريدون أن يروه كفضاء واحد ويريدون تقسيمه على أسس اثنية وطائفية كضمانة وحيدة لاستمرار الكيان الصهيوني وسطوته.
وأكد ان المقاومة للمشروع الصهيوني قد نجحت في هز أسس وركائز هذا المشروع وكشفت طبيعته العنصرية الإجرامية الفاسدة مطالبا بوضع استراتيجية للمقاومة الثقافية تقوم بمهمة نقد وتفكيك المشروع الصهيوني وكشف زيف اساطيره والعمل على تظهير الطبيعة الانسانية لمشروع المقاومة المسلحة.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد