ليبيا: عشرات القتلى باشتباكات قبلية في ذكرى الثورة

18-02-2012

ليبيا: عشرات القتلى باشتباكات قبلية في ذكرى الثورة

خرج الليبيون، يوم أمس، إلى الشوارع للاحتفال بالذكرى الأولى للثورة التي أطاحت العقيد معمر القذافي، لكن كثراً منهم اشتكوا من انعدام الأمن والنظام في البلد الذي يستعد لإجراء أول انتخابات حرة، في وقت ذكرت مصادر أمنية في جنوبي شرقي ليبيا أن العشرات قتلوا خلال هذا الأسبوع في اشتباكات عنيفة بين قبيلتين في هذه المنطقة.
وتجمعت حشود ترفع الأعلام في ساحة الشهداء في طرابلس وفي ساحة الحرية في مدينة بنغازي مهد الانتفاضة. واضطر المجتمعون إلى المرور عبر نقاط تفتيش إضافية أقامتها السلطات لمنع مؤيدي القذافي من تعطيل الاحتفالات بذكرى انطلاق الثورة.
وبدأت الاحتفالات ليل أول أمس عندما خرج رجال ونساء وأطفال إلى شوارع طرابلس وبنغازي وبلدات أخرى ولوّحوا بالأعلام ورددوا الهتافات.
وقالت طالبة هندسة في طرابلس تدعى سارة، وتبلغ من العمر 22 عاما، إنه «رغم المشاكل التي ما زالت قائمة في البلاد، إلا أنه يوم رائع، ونريد أن نحتفل... فقط انظر إلى ما حققناه خلال هذا العام المنصرم».
وتحسنت الأوضاع بالنسبة لكثيرين منذ الانتفاضة التي استمرت ثمانية أشهر والتي دعمها حلف شمال الأطلسي، لكن المشاكل الأمنية والسياسية تتزايد قبل الانتخابات المقررة في حزيران المقبل.
ومع سعي المجلس الوطني الانتقالي الليبي لبناء دولة ديموقراطية، فإنه يكافح لفرض سيطرته على بلد يزخر بالسلاح، كما يعمل على تشكيل قوة شرطة وقوة جيش فاعلتين.
واستغلت ميليشيات مسلحة جيدا الفراغ لتنشئ بؤراً أمنية محلية. وكثيرا ما يشتبك المقاتلون بسبب نزاعات حول من يسيطر على الأحياء. ويقول المقاتلون إنهم يؤيدون المجلس لكنهم لا يطيعون إلا قادتهم.
ويقول أستاذ الهندسة في جامعة طرابلس عز الدين عقيل إن انعدام الأمان يمكن أن يقوّض الانتخابات. وأضاف أن الإنجاز الأكبر للانتفاضة هو إنهاء نظام القذافي، ووضع نهاية لفساد أسرته. وتابع أن الانتخابات تعكس سعي الليبيين لبناء الدولة والدستور. وتابع أن ضعف المؤسسات السياسية في الدولة ربما يؤدي إلى مشاكل خطيرة في ليبيا قد يكون من الصعب السيطرة عليها.
وإلى جانب فرض النظام يجب على الحكومة الليبية إعادة إعمار البنية التحتية القديمة والمتهالكة وتعزيز الأنظمة الصحية والقضائية والتعليمية الضعيفة في البلد المنتج للنفط.
ولم ينظم الحكام الجدد لليبيا احتفالات رسمية على مستوى البلاد لمناسبة الذكرى الأولى للثورة، وذلك احتراما لذكرى من قتلوا في الصراع الذي انتهى بإلقاء القبض على القذافي وقتله في 20 تشرين الأول الماضي.
لكن رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل توجه بخطاب متلفز إلى المواطنين توعد فيه بالرد على أي شخص يهدد استقرار البلاد.
وقال عبد الجليل إن «ليبيا متسامحة مع الجميع، وخاصة أولئك الذين لم تتلوث أيديهم بدماء الليبيين، ولم يوغلوا في سرقة المال العام»، محذرا أي شخص يحاول زعزعة استقرار ليبيا من «عواقب وخيمة».
في هذا الوقت، ذكرت مصادر قبلية في أقصى جنوب شرق ليبيا أن عشرات الأشخاص قتلوا منذ الأسبوع الماضي في اشتباكات اندلعت بين قبيلتين متناحرتين للسيطرة على أراض.
واندلعت أعمال العنف في مطلع الأسبوع الماضي في مدينة الكفرة النائية، واستمرت منذ ذلك الوقت، وهو ما يسلط الضوء على صعوبة فرض القانون في الدولة الصحراوية التي تتناثر فيها الكثافة السكانية.
وقال مسؤول أمني من قبيلة الزوي إن مسلحين محليين من القبيلة اشتبكوا مع مقاتلين من جماعة التبو العرقية بقيادة عيسى عبد المجيد الذي يتهمونه بمهاجمة الكفرة بدعم من مرتزقة من تشاد.
وقال عبد الباري إدريس المسؤول الأمني في قبيلة الزوي إن الوضع لا يزال معقدا. وأضاف أن «جماعة التبو هاجمت المدينة بقذائف المورتر ونيران قناصة»، لافتاً إلى أن التبو حصلوا على تعزيزات من بلدات صحراوية أخرى.
وقال محمد أبو لبن من قبيلة التبو، والذي يمثل جماعة من مواطني الكفرة، إن عدد القتلى من قبيلته وصل إلى 55 شخصاً، بالإضافة إلى أكثر من 100 أصيبوا بجروح.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...