للمرة 18 تأجيل انتخاب رئيس للبنان
أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري عقب خلوة جمعته مع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن تأجيل جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى أجل غير مسمى، مجدداً الدعوة لمبادرته الحوارية للوصول إلى تسوية، رابطاً تحديد موعد جديد بتسوية تنضج على طاولة الحوار. وأشارت مصادر متابعة ل “الخليج” إلى أن بري وجنبلاط تباحثا في إمكان التوصل لاستيعاب الاحتقان السائد كي لا ينعكس على الشارع كما حصل في محطات سابقة، وكي لا يأخذ أشكالا طائفية ومذهبية، وهذا لا يتم كما أكد بري إلا عبر الحوار، إلا أن بعض نواب الأكثرية الذين شاركوا في اللقاءات الجانبية مع بري، وبوجود النائبين بيار دكاش وميشال المر، قالوا إنه لا جدوى من الحوار طالما لم يتم انتخاب رئيس أولاً إلا ان بري رد بأنه دعا إلى حلقات الحوار قبل 25 سبتمبر/ أيلول الماضي كي لا تصل الأمور إلى ما وصلت إليه. حتى إنه غمز من قناة البعض ممن يحاورون “إسرائيل” ويمنعون حوار اللبنانيين فيما بينهم، فما كان من بعض النواب إلا ان دعوه لانتخاب الرئيس فوراً من خلال مشاركة كتلته فرد بالرفض قائلاً إنه لا بد من التوافق لانتخاب الرئيس على الأقل بإعلان النوايا داخل الحوار، مستحضراً النموذج البلجيكي الذي استلزم 11 شهراً للوصول إلى تسوية وغامزاً من قناة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي تعهد بتنفيذ بنود الحوار التي تم التوافق حولها وجعل النائب غسان تويني الذي كان حاضراً شاهداً.
وكان بري فتح أبواب المجلس الذي استضاف 90 نائباً من الموالاة والمعارضة إلا انه عقب عدم اكتمال النصاب الدستوري وهو الثلثان، عقد مؤتمراً رأى فيه أن التسوية تبدأ بإعلان نوايا حول نسب المشاركة في الحكومة وقانون الانتخاب الجديد، قبل أن يصار إلى رفع الاعتصام من وسط بيروت وانتخاب العماد سليمان رئيساً للجمهورية ضمن السلة الكاملة. وقال: لم يعد يجدي سوى ما نقوم به كلبنانيين، فهل نتقي الله في وطننا أو نستمر في الخطأ والخطيئة؟ موضحاً أنه لا أحد يستطيع “فرض حل من الشرق أو الغرب يضر بالشراكة”.
وأكد بري “إذا حصل التوافق على الحوار نجلس في الحوار ونعين جلسة انتخاب الرئيس، أما في حال رفض الحوار فسأعين جلسة جديدة بعد ثلاثة أيام كحد أقصى”، مشدداً على أن المجلس مقفل ضد الحكومة اللاشرعية حسب قوله ولكن ليس أمام جلسات انتخاب رئيس الجمهورية وكاشفاً عن أن اللجان ستباشر عملها من الآن فصاعداً وسيبدأ أمناء سر المجلس العمل منذ الغد.
واعتبر المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل ان المجلس النيابي مفتوح لانتخاب رئيس لكن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي من قبل الكتل النيابية. أما الحوار فلا أعتقد أن عاقلاً يرفض مثل هذه الدعوة، فيما أكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة (حزب الله) النائب حسين الحاج حسن جهوزية المعارضة لانتخاب رئيس وفق السلة المتكاملة التي تتضمن تأليف حكومة وطنية واقرار قانون انتخاب، معتبراً أن توافد النواب إلى ساحة النجمة دليل على أن رئيس المجلس نبيه بري لم يقفل البرلمان.
واعتبر الرئيس الأسبق عمر كرامي أن “لبنان في حاجة إلى أن يرفع الجميع يدهم عنه من أجل أن يتحقق الاستقلال الحقيقي والسيادة الحقيقية”، وقال: “نحن نرى كيف تصدر الأوامر إلى جماعة الاستقلال والسيادة نهاراً وجهاراً ويتقيدون بها، ويتحدثون عن الاستقلال”. ووصف عضو اللقاء الديمقراطي وزير الاتصالات مروان حمادة دعوة بري للحوار بأنها “مهزلة” مشيراً إلى “أنها ليست دعوة للحوار بل لفرض شروط لانتخاب رئيس”، معتبراً “أن هذه الدعوة مخالفة لجميع مواد الدستور”.
وأعلن عضو كتلة المستقبل وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان المبادرة العربية لا تقول بتلازم تطبيق بنودها الثلاثة، مشيراً إلى أن الاتفاق على الحكومة يجب أن يتم بحضور رئيس.
من جانبه رأى رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع ان دعوة بري إلى الجلسة (أمس) كانت “جوفاء”، معتبراً “أن كلام بري كان ناعماً في الظاهر وخشناً في الباطن”. وأكد ان أي حوار يجب أن يتضمن بحث سلاح المقاومة وترسيم الحدود.
ووصف عضو كتلة المستقبل النائب عزام دندشي، ما حصل أمس في مجلس النواب “باللاجلسة وبالمسرحية الاستعراضية الكوميدية، المضحكة المبكية في آن معاً”، معتبراً “أن نواب 14 آذار نزلوا كما العادة في كل مرة إلى المجلس النيابي استجابة لمطالب ناخبيهم.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد