لحود: سوريا ساعدت في بناء الجيش اللبناني عندما امتنع الجميع
قال الرئيس اللبناني إميل لحود انه على اتصال دائم بالرئيس بشار الأسد، مؤكداً انه مع المعارضة «لأنها تقوم بما يخدم الخط الاستراتيجي الذي أقتنع به». وأضاف: «أنا أتحدى أن يكون قد أملى علي أحد في سورية أو غيرها مواقفي، وبعضهم لا يصدق ذلك لأنه معتاد على تلقي الأوامر. والخط الذي أؤمن به هو خط لبنان القوي القادر على الوقوف في وجه اسرائيل الى حين تحقيق السلام العادل في المنطقة وإذا لم أكن كذلك أكون خائناً».
وكشف لحود في حديث الى محطة «العالم» الفضائية الإيرانية ان سورية هي التي ساعدته في بناء الجيش اللبناني «من خلال مده بالسلاح والعتاد في وقت امتنع الجميع عن ذلك مثل الفرنسيين والأميركيين وغيرهم ولم يطلب السوريون شيئاً في المقابل. وهذا ما جعلنا نتقارب بالفعل وتربطنا علاقة أخوة من الند للند».
واعتبر ان الذين ارتكبوا جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري «أرادوا ان يغيروا الخط الذي نؤمن به، وقد أنجح بعض السياسيين هذا الهدف من حيث لم يدر ربما».
وأشار لحود الى ان «بعضهم عوضاً من أن يعمل على التوافق بين اللبنانيين بعد انسحاب السوريين، ذهب الى أميركا وفرنسا وهذا ما نعتبره خطأ». وسأل: «هل من مصلحة أميركا ان تثار المشاكل في لبنان؟». وقال: «إذا اعتقدوا انهم بهذه الطريقة سيعمدون الى تقسيم المنطقة في ظل قيام اضطرابات في العراق وسورية وفلسطين ولبنان فهم مخطئون. ونحن لن نسمح بحصول هذا الأمر في لبنان لأن المقاومة والجيش قلباهما على لبنان أما الأميركي فيرى ان اثارة المشاكل في لبنان تريح إسرائيل».
وقال لحود ان «بعض من في الداخل طالب بنزع سلاح المقاومة في الوقت الذي كانت إسرائيل في ذروة عدوانها ضد لبنان، وهذا البعض سبق من في الخارج في مطالبته بمثل هذه الخطوة».
واعتبر ان الدعم العربي الذي رحب به «يجب أن يكون لإقناع بعض القيادات اللبنانية بحل القضايا اللبنانية بين بعضهم البعض وعدم الاستعانة بالخارج أو الاستقواء به»، معتبراً أن «من الخطأ ان تكرر إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية وفرنسا دعمها لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة لأن ذلك ليس لمصلحة الرئيس السنيورة في حين ان سورية لم تقل يوماً انها ضد هذه الحكومة أو تلك».
ودعا لحود السنيورة الى «أن يعود الى ضميره ويعمل ما فيه مصلحة لبنان، وعلينا كلبنانيين أن نحل أمورنا بمعزل عن الخارج»، معتبراً ان البطريرك الماروني نصرالله صفير «هو بطريرك كل الشرق وليس الموارنة وله مسؤوليته لما يمثله بالنسبة الى الكنيسة والمسيحيين في لبنان والشرق».
ودعا «قوى 14 آذار الى التعلم من دروس الماضي خصوصاً في العامين 1982 و1983»، كما دعا النائب ميشال عون الى «أن يبقى على ما هو عليه من صلابة وجدية خصوصاً أنه يقرب اللبنانيين من بعضهم البعض كما فعل حين أقر ورقة التفاهم مع المقاومة»، معلناً تأييده له للوصول الى رئاسة الجمهورية. وأشاد لحود بمواقف الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله مكبراً موقفه بعد استشهاد ابنه حين زاره للتعزية وقال له: «نحن جميعاً فدى لبنان، وعندها أيقنت ان هذا الرجل مستعد للتخلي عن كل ما لديه من أجل وطنه وهذا ما لا نجده إلا نادراً لدى السياسيين في لبنان والمنطقة».
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد