لافروف: المتغيّبون سيخاطرون بفقدان تأثيرهم وكيري يدعم جهود موسكو لجمع المعارضة والسلطة

15-01-2015

لافروف: المتغيّبون سيخاطرون بفقدان تأثيرهم وكيري يدعم جهود موسكو لجمع المعارضة والسلطة

تلقت جهود السلطات الروسية لجمع ممثلين عن السلطات السورية والمعارضة على أراضيها، دفعة سياسية أمس، مع إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري تأييده للتحرك الروسي، وهو أمر قد يعزز الضغوط على المعارضين الرافضين للمشاركة في المؤتمر نهاية كانون الثاني الحالي، والذين حذرهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أنهم سيخاطرون بفقدان تأثيرهم في جهود السلام إذا لم يشاركوا فيه.
في هذا الوقت، ربط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بين الهجمات في باريس وعدم ضرب سوريا في العام 2013. وقال، من على متن حاملة الطائرات «شارل ديغول» التي ستتوجه إلى الخليج، «ما زلت أبدي أسفي، لأن المجتمع الدولي لم يتحرّك في الوقت المناسب لوقف المجازر في سوريا، ومنع المتطرفين من توسيع سيطرتهم أكثر».
وأضاف «كان ذلك خصوصاً نهاية آب العام 2013 وبداية شهر أيلول عندما كان يتعيّن على المجتمع الدولي أن يتحرك. فرنسا كانت على استعداد، الأوامر أُعطيت، القوات متأهبة. لقد تم تفضيل طريق أخرى. وها نحن نرى نتائجها».
وأمام تغيّر رأي الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قرر الحصول على موافقة الكونغرس قبل شنّ أي ضربة لسوريا، اضطرت باريس وقتها للعدول عن تدخل عسكري، بعد اتهام السلطات السورية بشن هجوم بأسلحة كيميائية على غوطة دمشق.
وقال لافروف، في مؤتمر صحافي في موسكو، «لن أستخلص نتائج بعيدة المدى، ولن أتكهّن. لنرَ مَن سيكون مستعداً للقدوم إلى موسكو، ومَن سيحضر إلى موسكو».
وأضاف «من خلال تواصلنا مع فصائل المعارضة المختلفة والدول التي تعمل هذه الفصائل على أراضيها، وفي مقدمتها سوريا بالطبع، نشعر أن ثمة إدراكاً لأهمية مثل هذا الاجتماع وضرورته»، لكنه حذر «مَن يقرّر عدم المشاركة في هذا الحدث من أنه سيخسر مواقعه في عملية محادثات السلام ككل، ولذلك نعوّل على مستوى عالٍ، وتشكيل مناسب للمشاركين» في المؤتمر.
وكان «الائتلاف الوطني السوري» و «تيار بناء الدولة» ومعارضون مستقلون أعلنوا رفضهم المشاركة في المؤتمر، فيما تعقد «هيئة التنسيق» اجتماعاً السبت المقبل لاتخاذ القرار بالمشاركة من عدمه.
وقال نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، في بيان، إن «روسيا وجهت حوالى 30 دعوة تقريباً للمعارضة السورية للمشاركة في اللقاء الذي سيعقد في موسكو بين 26 و29 كانون الثاني». وأضاف «نحن ننتظر أن يأتوا، لأن اللقاء مفيد لهم للتواصل مع بعضهم البعض، ومع السلطات السورية الرسمية لتحويل المواجهة العنيفة إلى مجال العمل السياسي».
كيري
 وأعرب كيري، خلال لقائه المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا في جنيف، عن تأييده للمساعي التي تقودها موسكو لإجراء محادثات بين المعارضة والسلطة لإنهاء النزاع.
وقال إن «الولايات المتحدة قلقة بشكل خاص بشأن الكارثة المستمرة في سوريا، التي شردت نحو ثلاثة أرباع سكانها». وأضاف أن «دي ميستورا يشارك في جهود معقدة للغاية، ولكن مهمة، لمحاولة دفع عملية (السلام) في سوريا، بدءاً من التركيز على حلب».
وتابع كيري «حان الوقت لكي يضع الرئيس الأسد، نظام الأسد الشعب أولاً، وأن يفكر في عواقب أعماله التي تستقطب المزيد والمزيد من الإرهابيين إلى سوريا، مبدئياً بسبب جهودهم للإطاحة بالأسد. لذلك فإننا نأمل أن تكون الجهود الروسية مفيدة». وأعرب عن أمله «في أن يكون لجهود الأمم المتحدة التي يقودها المبعوث الخاص دي ميستورا تأثير»، مؤكداً أن دي ميستورا «سيتوجه إلى دمشق الأسبوع المقبل».
وقال دي ميستورا، من جهته، «لقد أكد (كيري) لي أن الاهتمام بالقضية السورية لا يزال كبيراً. هذه هي السنة الرابعة، وعلينا أن نجد حلاً سياسياً». وأعلن أنه سيواصل العمل لتطبيق خطة «تجميد القتال في حلب». وقال «سأواصل الضغط من أجل حلب، لأن حلب أصبحت أيقونة لما يمكن أن يبعث بإشارة جيدة. بكلمات أخرى، يجب أن يتوقف القصف والبراميل، وإدخال بعض المساعدات الإنسانية، وهو أمر سيعطي الشعب السوري بعض الأمل. كما تعرف فإننا نسمع الشعب السوري يقول كفى، ويجب ألا نتخلى عنهم، وسنواصل الضغط مع الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) في هذا الاتجاه».
من جهة أخرى، قال مصدر معارض في حمص،  إنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في حي الوعر، كخطوة أولى في عملية المصالحة التي يشهدها الحي، موضحاً أنه من المقرر الاتفاق على التفاصيل اللاحقة المتعلقة بإخراج المسلحين في حال نجحت الهدنة، من آخر معاقل الفصائل المسلحة في مدينة حمص.
وقال الوسيط الأب ميشال نعمان «نأمل حدوث انفراج قريب جداً في ما يخص مصالحة الوعر، وما زلنا نعمل على إحلال اتفاق ينهي الوضع المسلح في هذا الحي وعودته إلى السيادة السورية». ويعتبر هذا الاتفاق جزءاً من سلسلة الاتفاقات والمحاولات السابقة التي شهدها الحي، الذي يضم نحو 300 ألف نسمة، وتسيطر عليه مجموعة فصائل مسلحة، لإخراج المسلحين منه وتحييده عن القتال.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...