كيري يهدّد بمهلة نهائية لأطراف النزاع في جنوب السودان
كثرت التحذيرات، خلال اليومين الأخيرين، من أن تدهور الأوضاع في جنوب السودان قد يصل إلى حدّ كارثة على كافة المستويات، وخصوصاً وسط غياب وفد حركة التمرد في جنوب السودان عن اليوم الثاني من محادثات السلام، الرامية إلى إيجاد حلّ سياسي للنزاع في البلاد ولإنهاء الصراع الدائر بين المتمردين والحكومة.
وغاب أمس وفد حركة التمرد في جنوب السودان عن اليوم الثاني من محادثات السلام في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحسب مسؤولي الوساطة الأفريقية.
وعلى هامش قمة الولايات المتحدة - أفريقيا المنعقدة في واشنطن، حذّر وزير الخارجية الأميركي جون كيري، من أن المجتمع الدولي يستعد لإعطاء مهلة نهائية لأطراف النزاع في دولة جنوب السودان، لكي يضعوا فوراً حداً للحرب الأهلية التي تمزّق هذا البلد منذ نهاية عام 2013.
واجتمع كيري مع رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعماء كل من إثيوبيا وكينيا وجيبوتي وأوغندا، الأعضاء في الهيئة الحكومية لتنمية شرق أفريقيا (ايغاد)، التي تتولى الوساطة في هذا النزاع. وقال إن «هناك إجماعاً على أن تتوقف الحرب وأن تتوقف الآن».
وأضاف الوزير الأميركي، الذي زار جنوب السودان في أيار، أن قادة الدول الأعضاء في «ايغاد»، «مستعدون لإعطاء مهلة نهائية لكي يعود الأطراف إلى طاولة المفاوضات».
وأكد أن وفداً من «مجلس الأمن الدولي سيزور (المنطقة)، الأسبوع المقبل، للقول بوضوح إنه ليس هناك أي بديل لخطة السلام الموضوعة على الطاولة» من قبل «ايغاد».
من جهته، رأى رئيس جنوب السودان سلفا كير، أن مشار لا يسيطر على القوات التي تحت قيادته. وعبّر عن تأييده لوقف لإطلاق النار، لكنه قال: «نحن نجد صعوبة من جانب المتمردين».
وبعد ساعات، أصدرت الهيئة الحكومة للتنمية لدول شرق افريقيا (إيغاد)، بياناً يؤكد أن ممثلي مشار تخلفوا عن حضور أحدث جولة من المحادثات والتي بدأت في اليوم السابق. وحثتهم على العودة، محذرة من انهيار مفاوضات «أصحاب المصلحة»، بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان.
وذكرت الهيئة في بيان أن المفاوضات بين الجانبين على شفير الانهيار، بعدما رفضت المعارضة مواصلة التفاوض، بعد يوم واحد من استئناف المفاوضات.
ودعا بيان الوساطة، الحركة الشعبية المعارضة بقيادة ريك مشار للوفاء بالتزامها والرجوع فوراً إلى الطاولة المستديرة التي تواصل جلساتها في سبيل إيجاد الحل لأزمة جنوب السودان.
ودعا البيان كلاً من شعب جنوب السودان والدول الأعضاء في الهيئة والشركاء الدوليين، إلى حث الحركة الشعبية المعارضة على العودة إلى عملية السلام الجارية.
على خط موازٍ، رأى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام إدموند موليه، أن جنوب السودان «على شفا كارثة إنسانية وصراع داخلي من صنع الإنسان».
وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي عن الأوضاع في جنوب السودان، قال موليه إن «الوضع على الأرض غير مستقر»، محذراً من «خطورة استفحال» حالة الاستقطاب بين طرفي الصراع، وداعياً إلى «سرعة تحقيق المصالحة» بين الجانبين.
وأضاف أن «بعثة الأمم المتحدة لجنوب السودان تستضيف أكثر من 95 ألف نازح في مواقعها في بانتيو وملكال (شمال) وجوبا (جنوب)»، مؤكداً أنه «مع وجود هذا العدد الكبير من الأشخاص فترة طويلة في هذه المواقع التي لم تبن لهذا الغرض، أصبحت الظروف الحياتية صعبة للغاية».
إلى ذلك، أعلنت وكالات إغاثة أن جنوب السودان قد يتجه إلى أسوأ مجاعة منذ منتصف عقد الثمانينيات.
وقدر المبعوث الأميركي الخاص إلى جنوب السودان دونالد بوث، أن نحو 40 في المئة تقريباً من السكان في حاجة إلى مساعدة إنسانية طارئة. وقال إنه قد تحدث مجاعة في أجزاء من جنوب السودان في الأشهر الستة المقبلة أو نحو ذلك.
وأعلنت الأمم المتحدة أن خمسة من مواطني دولة جنوب السودان على الأقل يعملون في منظمة إغاثية في شمال شرق هذا البلد قتلوا، الثلاثاء، على أيدي ميليشيا محلية سبق أن قتلت قبل يوم واحد، عاملاً آخر في منظمة انسانية، منددة بـ«جرائم إتنية الطابع».
المصدر: الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد