كلما أفلسو ازدادو تشددا: معارضة الخارج تريد كامل السلطة ومعارضة الداخل ملتبسة في المواقف والتصريحات
أعلنت «الهيئة السياسية» في «الائتلاف» المعارض أمس موافقتها على وثيقة التسوية السياسية التي تم التوافق عليها بين وفدي الائتلاف و«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» المعارضة في مقر الاتحاد الأوروبي في العاصمة البلجيكية بروكسل الأسبوع الماضي. ولا زال المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق يعقد اجتماعات مكثفة للتوصل إلى موقف موحد بشأن نتائج لقاء بروكسل وسيتم إعلانه قريباً.
وكان وفدا الائتلاف والتنسيق بحسب بيان للائتلاف نشره على موقعه الإلكتروني، قد أعلنا عن توصلهما لما سمياه «خريطة طريق لإنقاذ سورية» تضم المبادئ الأساسية للتسوية السياسية من خلال رؤية مشتركة تمهد لاستئناف العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة، وتؤكد على «تغيير النظام السياسي بشكل جذري وشامل».
وتدعو الوثيقة إلى تنفيذ «بيان جنيف1» بدءاً بتشكيل «هيئة الحكم الانتقالية» التي تمارس كامل السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية، بما فيها كافة سلطات وصلاحيات رئيس الجمهورية على وزارات وهيئات ومؤسسات الدولة، والتي تشمل الجيش والقوات المسلحة وأجهزة وفروع الاستخبارات والأمن والشرطة.
وأول من أمس، هاجم عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق منذر خدام عبر صفحته على «فيسبوك» الائتلاف المعارض، وقال إن «الخلافات بين هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والائتلاف عميقة جداً تتعلق أساسا بالنهج السياسي، ومقاربة كل منهما للأزمة السورية، وكذلك باستقلالية الإرادة السياسية». وأضاف: «لقد راهن الائتلاف منذ البداية على الخيار العسكري، ولا يزال يراهن، وطالب بالتدخل العسكري الأجنبي في سورية، ودعا إلى إنشاء مناطق عازلة فيها، ويقدم نفسه متوهماً على أنه الممثل الشرعي والوحيد للشعب السوري، وغيرها كثير».
وأشار إلى أن» الحوار مع الائتلاف هو حوار الضرورة إذ لا تزال الدول النافذة والمؤثرة في الأزمة السورية، والداعمة له، تعده طرفاً أساسياً في مسار جنيف التفاوضي».
لكن نائب رئيس الائتلاف هشام مروة أكد أن مباحثات بروكسل سادتها الأجواء الإيجابية بين الطرفين، مؤكداً على أن «الخلاف مع هيئة التنسيق سيكون جزءاً من الماضي».
كما نفى الرئيس السابق للائتلاف المعارض هادي البحرة الذي شارك في اجتماع بروكسل بين الائتلاف وهيئة التنسيق وجود خلافات في الائتلاف حول مبدأ ونتائج الاجتماع، وشدد على حرص الائتلاف على أن تكون هيئة التنسيق تنظيماً قوياً متماسكاً، وشدد على توافق الائتلاف والهيئة على عدم وجود أي دور للرئيس بشار الأسد والمؤسسات الأمنية في المرحلة الانتقالية وفي المستقبل.
ويستمر اجتماع الهيئة السياسية لمدة أربعة أيام ويستقبل في يومه الثاني سفراء دول أصدقاء سورية، في حين تبحث الهيئة السياسية في اليوم الثالث آخر التطورات السياسية على الساحة وخاصة التحركات العسكرية التركية ونتائج الاتفاق النووي الإيراني، أما اليوم الرابع والأخير فسيتم خلاله التحضير لأجندات اجتماع الهيئة العامة للائتلاف الوطني الذي سيعقد في نهاية شهر تموز الحالي وسيتم خلاله انتخاب هيئة رئاسية جديدة للائتلاف.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد