كتاب وفنانون عراقيون من كل المذاهب يكتبون "جروح في شجر النخيل "
قد تبدو فكرة هذا الكتاب غريبة والأغرب أن يقوم على نشره اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فمن غير المعهود أن تمول اللجنة كتاباً لا يتطرق إلى الأمور المتعلقة بالعمل الإنساني أو باحترام القانون الدولي، غير أنه جرياً على غير العادة وفي محاولة منها لتعزيز جهودها الرامية إلى لفت انتباه السلطات والأطراف المعنية إلى واجباتها حسب قانون الحرب ارتأت منح منبر للعراقيين لإسماع صوتهم فوق صخب العنف.
شارك في تأليف هذا الكتاب الذي قدم له الكاتب والأديب اللبناني مجموعة من الكتاب والفنانين العراقيين من مختلف المذاهب والأعراق جمعت بينهم محنة الوطن. وقد عبر عمن شارك في الكتاب بأسلوبه عما عاشه وعاناه وشاهده، فهذا شاب انتزع من بين يدي والدته إلى حيث لا أحد يدري وتلك امرأة مازالت في انتظار رجلها الذي خرج من عمله.. وولد غادر مدرسته وامتهن التسول ليعيل من بقي من عائلته واللائحة لا تنتهي.
والملفت للنظر في الشهادات التي يقدمها الكتاب من خلال مجموعة المشاركين فيه أنها لا تتصل بالسياسة وإنما فقط تحكي عما يمكن تسميته بحفلة مجون وجنون تضرب هذا البلد وشعبه من عقود ولا تزال. وعلى ذلك فالكتاب ليس هدفه التشويق والإثارة وتزجية الوقت وقصصه ليست مشاهد وحكايات مثيرة وإنما الأمل كل الأمل في أن يحرك ساكناً.
*الكتاب: جروح.. في شجر النخل
*الناشر:اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتعاون مع رياض الريس للكتب والنشر بيروت ـ 2007
*الصفحات: 263 من القطع المتوسط
إضافة تعليق جديد