قتيلان و15جريحاً في اشتباكات بين الأمن الموريتاني ومسلحين إسلاميين
انتهت فجر أمس عملية استمرت اثنتي عشرة ساعة من المواجهات بين وحدات من الشرطة والحرس والجيش الموريتاني من جهة وعناصر سلفية مسلحة من جهة أخرى بمقتل شخصين بينهما ضابط أمن وسلفي وجرح 15 عنصراً من الشرطة والحرس جروح ثمانية منهم على الأقل بالغة، بينما يرقد أحد السلفيين في العناية المركزة وهو في حالة صحية حرجة.
وانتهت العملية باقتحام وحدة من الدرك الموريتاني فجر أمس المنزل الذي كان تتحصن بداخله عناصر من السلفية، بمساندة وحدة خاصة من الحرس الرئاسي، قوات النخبة في الجيش الموريتاني. ولم يتم العثور على أحد داخل المنزل، بل بعض الذخيرة وقنابل لم تنفجر وبعض الأجهزة الالكترونية من بينها ساحبة وبعض الأغراض الشخصية. ويبدو أن العناصر التي كانت تتحصن داخل المنزل قد تمكنت من الهروب قبيل اقتحام المنزل الذي يقع في أقصى شمال العاصمة نواكشوط بمقاطعة “تفرغ زينة” وعلى بعد 400 متر من منزل رئيس الوزراء و200 متر من منزل الوزير الأمين العام للرئاسة ومنازل عشرات المسؤولين المهمين. وقدر الأمن عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الفرار من المنزل بثلاثة أشخاص ويعتقد أنهم استغلوا وجود مزارع “الحزام الأخضر” الواقعة قرب المنزل والذي يحد العاصمة من الشمال ويمنع عنها زحف الرمال.
وكان تبادل اطلاق النار قد تواصل بين قوات الشرطة والحرس من جهة والسلفيين المتحصنين داخل المنزل إلى منتصف الليل وذلك على بعد أقل من مائة متر من الحشود التي جاء أفرادها من عدة مقاطعات لمشاهدة الاشتباكات.
وأدت حصيلة الاشتباكات إلى مقتل شخصين على الأقل أحدهما ضابط أمن وهو المفتش محمد سالم ولد غله، وينحدر من منطقة “بوتلميت” (50 كلم شمال نواكشوط) وكان يعمل قائداً لسرية حفظ النظام رقم واحد بالعاصمة نواكشوط، أما القتيل الثاني فهو عنصر سلفي لم تكشف السلطات عن هويته. وكانت العملية بدأت في الساعة السادسة والنصف مساء الاثنين عندما اشتبهت وحدة من الشرطة كانت تتابع الناشط السلفي سيدي ولد سيدنا الهارب من مبنى المحكمة يوم الأربعاء الماضي، حيث لاحظت وجوده في سيارة بحي “لاس بالماس” في “تفرغ زينة”، ولدى اعتراض السيارة قام الأشخاص الذين كانوا بداخلها باطلاق النار الكثيف من رشاشات كلاشينكوف وتمكنوا من الفرار واستمرت الاشتباكات تحت المطاردة إلى أن تحصن السلفيون داخل أحد المنازل، قبل أن تتدخل وحدات من الحرس التي تبادلت إطلاق النار المتقطع مع المحاصرين.
وحاولت قوات الحرس عدة مرات مداهمة المنزل إلا أنها كانت تتراجع تحت وابل الرصاص الذي لاحظت “الخليج” أنه كان يسدد بدقة وينم عن كون صاحبه محترفاً وتلقى تدريبات عالية على مثل هذه الاشتباكات.
وأعلن عزيز ولد داهي وزير الوظيفة العمومية والناطق باسم الحكومة مساء أمس في مؤتمر صحافي بنواكشوط حصيلة المواجهات وأشار إلى قتيلين وعشرة جرحى. وأكد قتل أحد الإرهابيين وجرح آخر يرقد بالعناية المركزة ومصادرة كميات من الذخيرة والقنابل كانت بحوزة المتهمين.
وشدد على عزم الحكومة الموريتانية ملاحقة من سماهم بالإرهابيين المطلوبين وجلبهم للعدالة. وجدد تعهد الحكومة للمواطنين بتوفير الأمن والطمأنينة والاستقرار.
وعاد الرئيس سيدي ولد الشيخ عبدالله أمس جرحى قوات الأمن بالمستشفى الوطني حيث يعالج أكثر من عشرة جرحى بجروح خطيرة وأجريت لبعضهم عمليات جراحية. وتعهد للجرحى بأنهم سيلقون العناية الصحية اللازمة واصفاً عملهم بالمشرف للوطن.
وقالت مصادر أن وحدات من الجيش والأمن توجهت إلى الأحياء الواقعة شمال العاصمة نواكشوط (تيارت، دار النعيم) للبحث عن السلفيين الذين تمكنوا من الفرار الليلة قبل الماضية، وتدعم هذه الوحدات بطائرة استطلاع عسكرية وعشرات الأفراد من البوليس السري. وجاء انتشار وحدات الأمن والجيش في تلك المنطقة عقب العثور على السيارة التي يعتقد أن المشتبه فيهم فروا فيها وهي متوقفة بأحد تلك الأحياء.
وقال شهود عيان ومصادر إعلامية مطلعة إن المسلحين الذين اشتبكوا مع قوات الأمن عقب تعطل السيارة التي كانوا يمتطونها، استولوا على سيارة تعود للفنان الموريتاني المعروف حمادي ولد النانه، وقد استولوا عليها تحت تهديد السلاح وغادروا منطقة الاشتباك. وكان المسلحون قد اشتبكوا مع عناصر الأمن عند ملتقى طرق انواذيبو نواكشوط غربي العاصمة، وتمكنوا من الفرار قبل إحكام قوات الأمن الحصار عليهم، وهم يستقلون سيارة لا تحمل لوحة. وفي سياق متصل ذكرت مصادر مطلعة أن فريقاً أمنياً فرنسياً يوجد حالياً بموريتانيا للمساعدة في عمليات التعقب التي تقوم بها قوات الأمن لنشطاء سلفيين يعتقد أنهم يتحركون داخل العاصمة نواكشوط ويخشى من أن يكونوا بصدد تنفيذ هجمات مسلحة ضد بعض المصالح.
المصدر: الخليج
إضافة تعليق جديد