قاعدة وادي حوران السرية.. اللغز الأمريكي لإدارة وتوجيه “داعش”؟
حتى اللحظة لم تستطع أي جهة عسكرية أو استخباراتية فك اللغز الأمريكي والإجابة عن سؤال: أين ذهب مقاتلو “داعش” بعد هزيمتهم في العراق وسورية وانهيار “دولتهم المزعومة” نهاية العام 2017، وكيف ذابت حشودهم وآثارهم وعرباتهم العسكرية وسياراتهم والأموال والكنوز التي نهبوها بعد أن كان عددهم يقدّر بعشرات الآلاف؟.
كثُرت التكهنات والتحليلات والتي لم يثبت صحتها خلال العامين الماضيين بأن الولايات المتحدة نقلت هؤلاء المقاتلين، أو بالأصح ما تبقى منهم، إلى ليبيا أو أفغانستان أو تسللوا إلى بلدان أخرى أو عادوا سراً إلى بلدانهم الأصلية، غير أن معلومات تكشفت مؤخراً ورجحت أن هؤلاء تم نقلهم بالفعل إلى وادي حوران وعلى دفعات، براً وجواً، حيث تتوضع هناك قاعدة عسكرية سرية تديرها المخابرات الأمريكية وتتولى نقل الإرهابيين بين سورية والعراق.
يعرف كثير من الباحثين الاستراتيجيين، وخاصة العراقيين منهم، أن وادي حوران الذي يبلغ طوله نحو ٣٥٠ كم، ولهُ التواءات كثيرة، يبدأ من الحدود العراقية السعودية جنوب مجنا وشمال عرعر، وينتهي بنهر الفرات قرب حديثة، ويمتاز بطبيعة جغرافية وعرة جداً، كان الأكثر خطورة في المعركة مع “داعش”، فهو أحد أكبر الأودية في العراق، أرضه وعرة وواسعة إلى درجة إذا سار رتل عسكري كبير فيه سيختفي، حيث يحتوي على صحراء واسعة وتلال وكهوف ووديان وجروف مختلفة الارتفاعات. وبحسب أنباء سربتها مصادر عراقية أن قرابة ٢٥٠٠-٣٠٠٠ مقاتل من داعش يتمركزون اليوم في الوادي، ويستغلون العواصف الغبارية والظروف الجوية الصعبة والصحراء المترامية التي يعرفون تفاصيلها وإحداثياتها، فضلاً عن ظلام الليل، لشن هجمات مباغتة وتنفيذ عمليات إرهابية في سورية والعراق بغطاء من القوات الأمريكية.
ونقلت مصادر عراقية مختلفة معلومات متقاطعة تؤكد أنه إبان الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 بدأت الإدارة الامريكية بناء قاعدة سرية في وهاد وادي حوران بالعراق، وعلى مدار 10 سنوات تم تشييد قاعدة متكاملة داخل أرض الوادي، وبعد اتفاقية انسحاب القوات الأمريكية من العراق عام 2011 والتي سمحت للولايات المتحدة بالبقاء في العراق مدة أطول بشكل آخر، أصبحت قاعدة وداي حوران تحتوي على معدات عسكرية كاملة وأجهزة تنصت وقوات عسكرية، وتعد اليوم إحدى القواعد السرية التي لم تفصح عنها الإدارة الأمريكية.
وألمحت المصادر نفسها، رغم نفي جهات حكومية عراقية بعض هذه المعلومات، إلى أن القوات الأمريكية منعت وعرقلت أكثر من مرة عمليات استهداف مقاتلي “داعش” في منطقة وادي حوران، مشيرة إلى أن القوات الأمريكية تعلم أن وادي حوران يضم مئات الإرهابيين من جنسيات مختلفة، معظمهم انتحاريون.
وكان الأمين العام لحركة النجباء الشيخ أكرم الكعبي، اتهم الأمريكيين أواخر عام 2017 بمنع تحليق الطيران العراقي فوق تلك المنطقة، محذراً من انتشار تنظيم “داعش” الإرهابي في الصحراء الغربية بالأنبار، وأنه يتلقى الدعم من أجهزة مخابرات عربية وأميركية.
وذكرت المصادر أن “داعش” أعلنت سيطرتها الكاملة على وادي حوران في حزيران من عام 2014، مؤكدة بالقول: منذ 2003 ووادي حوران يعتبر من أخطر مناطق العراق أمنياً بسبب وعورة تضاريسه وعزلته في عمق الصحراء وبعده عن المراكز الحضرية والطرق الممهدة. وحدثت في الوادي العديد من المعارك بين القوات الأمنية والمسلحين وأخطر هذه الاشتباكات المسلحة ماحدث يوم 20 كانون الأول 2013 وأسفر عن مقتل 24 من عناصر الجيش العراقي من بينهم قائد الفرقة السابعة العميد محمد الكروي ومساعده العقيد نومان محمد وعقيد آخر يعمل مديراً لاستخبارات محافظة الأنبار إضافة إلى ثمانية ضباط وثلاثة عشر جندياً آخرين. وفي 22 حزيران 2014 هاجمت “داعش” مدينة الرطبة انطلاقاً من وادي حوران مستخدمة خمسين سيارة مسلحة وسيطرت على المدينة بعد اشتباكات متقطعة مع القوات الأمنية.
أُطلقت على وادي حوران تسميات عدة، فمنهم من قال إنه وادي الموت، وآخرون شبّهوه بمثلث برمودا الأمريكي الذي يتوسط الحدود العراقية الأردنية السورية ويهيمن على الطرقات الصحراوية التي تتفرع من المنطقة وإليها، غير أنه ومهما تعدّدت التسميات فإن الوادي سيبقى اللغز الذي تختفي في وهاده الأسرار المجهولة لإدارة وتوجيه إرهابيي “داعش”، ولاسيما أنه وحتى اللحظة –كما أسلفنا- لم تستطع أي جهة عسكرية أو استخباراتية فك اللغز الأمريكي وتأكيد أين اختفت حشود الإرهابيين الذين ابتلعتهم صحراء وادي حوران بعد هزيمتهم عام 2017؟.
جهينة نيوز
إضافة تعليق جديد