فيضانات السودان تهدد 99 جزيرة بالشمال و5 ولايات بالجنوب

حذرت وزارة الصحة السودانية من ظهور حالات من الكوليرا والإسهال المائي الحاد نتيجة الفيضانات والأمطار الغزيرة التي ضربت انحاء عديدة من مدن السودان المختلفة، أعلن امس عن وفاة خمسة أشخاص نتيجة هطول أمطار في جنوب كردفان. كما دمرت الزراعة الآلية والتقليدية بولاية الوحدة وكونت حكومة الجنوب لجنة أزمة عليا بعدما اجتاح الفيضان خمس ولايات،بينما كشفت هيئة الأرصاد الجوية عن عدم امتلاك جهاز رادار مجهز لاستخلاص المعلومات عن كميات الأمطار.

 وحذّرت وزارة الصحة الاتحادية من أن البلاد مهددة بظهور حالات من الكوليرا والاسهال المائي الحاد في حال عدم التزام وزارة المالية الاتحادية والوزارات الولائية بتوفير ميزانية تسيير قدرت بمليوني جنيه. وكشف الناطق الرسمي باسم لجنة الطوارئ الصحية د.الفاتح مالك في تصريح صحافي عن أن كلورة المياه انحصرت في المدن المتوفرة لها شبكات من المياه والمناطق المتأثرة بالسيول والفيضانات.

وتوقع ملاك ظهور حالات من الإسهال المائي الحاد في كل المناطق التي تعتمد في شربها على المياه السطحية، وأكد أن الوضع يقتضي استمرار الأنشطة التي من شأنها منع حدوث إسهال مائي حاد وعلى رأسها كلورة المياه، وتسعى الوزارة  لتوفير  الكلور عبر الاتصال بالمنظمات وتوقع أن تتسارع الجهود وتتم الاستجابة لتوفير ميزانية التسيير لاحتواء الأمر قبل حدوث أوبئة.

وفي جنوب كردفان أدى هطول الأمطار أمس إلى وفاة 5 أشخاص وانهيار 150 منزلا طبقا لتقرير صادر عن جمعية الهلال الأحمر السوداني. وأوضح التقرير أن السيول والفيضانات تهدد 99 جزيرة بنهر النيل وأن 650 أسرة بجزر كجي وأسرى وفرفتي بالولاية تضررت من الخريف، وكشف التقرير عن ترحيل سكان جزر كرقوس وارتل وبسوي فيما لم يتم ترحيل 99 جزيرة بأبي حمد وحدد التقرير ارتفاع عدد المنازل المنهارة بالولايات إلى 83561 بزيادة 7984 منزلا حتى يوم أمس.

وقالت الآلية الإعلامية بالدفاع المدني أن مدينة الدبة بالشمالية تأثرت بأمطار غزيرة انهارت على إثرها بعض المنازل وأشارت إلى أن معدلات الأمطار تراوحت بين 85 و12 مليمتراً و125 و130 مليمتراً.

ووردت تقارير تفيد بحدوث فيضانات في خمس ولايات جنوبية  هي أعالي النيل والوحدة وجونقلى وحديثاً في شمال بحر الغزال والبحيرات.

ففي شمال بحر الغزال حدثت فيضانات في مقاطعة وسط أويل وسجل فريق التقييم المكون من عدة وكالات 412 من الأسر المتأثرة كما تأكد حدوث فيضانات في ولاية البحيرات أدت إلى تضرر في المساكن والمحاصيل وجرفت طرقا في مقاطعة شرق رمبيك. ويقدر عدد الأسر المتأثرة ب 241 أسرة وثمة مؤشرات إلى أن هذا العدد سيرتفع إذا استمرت الأمطار.

وفي ولاية جونقلى فاض نهر أكوبو متجاوزاً ضفتيه بالقرب من بلدة بوشالا وغمر منطقة السوق ومناطق السكن الرئيسية مما أجبر السكان على إخلاء منازلهم واللجوء إلى المدارس ومعسكرات المنظمات الطوعية وأمسى بعضهم يعيش تحت الأشجار ولا توجد مراحيض في المنطقة وتحيط المياه القذرة بمعظم المنازل، ولم تعد تعمل سوى ثلاث مضخات من أصل 15 مضخة في المقاطعة، ما يجعل الماء الصالح للشرب وصحة البيئة أمرين مقلقين.

وفي ولاية الوحدة، أدت الأمطار الي تدمير الزراعة الآلية والتقليدية بالولاية، وقال فاولو فوتانق رئيس اتحاد مزارعي الولاية إن الأمطار أدت لنفوق المواشي وانهيار المنازل وتسببت في الإسهالات والأمراض الصدرية وناشد اللجنة العليا لدرء الخريف لنجدتهم. وبناء على معلومات من برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأغذية والزراعة، أثرت الأمطار المبكرة في محصولي الذرة والذرة الشامية المناسبين للموسم الطويل، الأمر الذي يتوقع أن يؤدي إلى فجوة غذائية.

وأوصت منظمة الأغذية والزراعة بزراعة ذرة تتناسب مع الموسم القصير في سبتمبر/ أيلول، وسيكون برنامج الغذاء العالمي في حاجة إلى توزيع غذاء مكمل، ووزعت منظمة الهجرة الدولية طعاماً من برنامج الغذاء العالمي في محطات الطريق كما وزعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر عناصر غير غذائية. 

واستجابة للوضع الذي استجد بسبب الفيضان كونت حكومة جنوب السودان لجنة أزمة على مستوى جوبا ومستوى الولايات من أجل دعم الأنشطة الإنسانية في المناطق المتأثرة بالفيضانات ومن أجل حشد العاملين والدعم.

الى ذلك،كشف مسؤول بهيئة الإرصاد الجوية عن عدم امتلاك الهيئة جهاز رادار مجهزاً لاستخلاص المعلومات عن كميات الأمطار وقال خبير الارصاد الجوية بالهيئة القومية محمد إبراهيم إن الهيئة تقوم بإرسال كل المعلومات لجهات الاختصاص حتى تقوم بأداء واجبها كاملا وأن الهيئة تفتقد جهاز الرادار لذلك تعمل بشبكة ستلايت تعطي الصورة كل ربع ساعة رغم أن جهاز الرادار يعطي كمية الأمطار التي تحملها السحابة وعمقها وزمن هطولها، وأضاف أن هناك عدم وعي واهتمام بالطقس من قبل المواطنين إلا عندما تحدث كارثة مطالبا أجهزة الإعلام المختلفة بالاهتمام أكثر بالمناخ والطقس.

المصدر: الخليج