في ظل حكم «النصرة» نازحو إدلب يرفضون العودة إليها
على الرغم من مضي نحو ثلاثة أشهر على سيطرة «جيش الفتح» بقيادة فرع القاعدة في سورية- جبهة النصرة على إدلب إلا أن معظم مهجري المحافظة في دول الجوار وخاصة في تركيا رفضوا العودة إليها نظراً للصيت السيئ الذي تحظى به «النصرة» حيال معاملة السكان وانتهاج أسلوب القمع والتشدد في تطبيق تعاليمها المنافية لأعراف السكان ودينهم .
واستقصينا آراء العديد من الأهالي في قرى وبلدات ومدن متفرقة من المحافظة عن أحوال معيشتهم وأعداد السكان الذين وفدوا إليها بعد سيطرة المجموعات الإسلامية المتشددة عليها، وأكد معظمهم أن لا حركة قدوم نهائياً باستثناء حالات فردية ولفترات محددة ومؤقتة بهدف الاطمئنان على مساكنهم وأرزاقهم.
وأوضح الأهالي، أنه لا يمكن العيش في ظل حكم «النصرة» وشقيقاتها ويشهد على ذلك انتشار القتل والثأر والقصاص وقمع المظاهرات والتناحر على الجاه والسلطة والنفوذ بين فصائل الإسلاميين لإظهار قوة كل فريق وتفرده في حكم مناطق معينة، الأمر الذي جعل الحياة لا تطاق. وأشار عمر (محامي) إلى أنه لا يستطيع ممارسة عمله لهيمنة المحاكم «الشرعية» لفرع القاعدة على العمل القضائي كما أن معظم الموظفين ممن خضعوا لإرادة «النصرة» بالعودة إلى وظائفهم لم يقبضوا ليرة واحدة مقابل ذلك، ولذلك نصح عمر أقاربه وجيرانه في تركيا بعدم العودة إلى ديارهم في إدلب.
محمد (اختصاصي في صيانة أجهزة الخلوي) بين، أن جميع أقاربه وجيرانه في الريحانية ومرسين وغازي عنتاب رفضوا العودة إلى إدلب وآثروا العيش بعيداً عن هيمنة «النصرة» على مقاليد الحياة كافة، ولفت إلى أن السوريين المنحدرين من محافظة إدلب في الولايات التركية باتوا ضيوفاً دائمين فيها ما دام فرع القاعدة الآمر الناهي في مناطقهم التي تفتقر إلى فرص العمل والحياة الكريمة اللائقة التي عهدوها قبل أن تحل الأزمة بكاهلها ومفرزاتها عليها.
وبين سمير (عامل بناء)، أنه يفضل مع عائلته البقاء في مخيم اللاجئين بولاية هاتاي التركية على العودة إلى قريته في جبل الزاوية خشية التعرض لمساءلة «النصرة» ومضايقاتها بعد ما سمع الكثير عن عمليات القتل والاعتقال والفوضى والسرقات التي تعم المحافظة.
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد