فرنسا تحت تهديد مرتفع جداً وقاتل القس الفرنسي حاول التوجه إلى سوريا مرتين
فيما لا تزال الحكومة الفرنسية برئاسة مانويل فالس، تواجه ارتدادات الهجوم الدامي الذي استهدف مدينة نيس في 14 تموز الحالي، بعد الكشف عن ثغرات أمنية ومطالبة وزير الداخلية برنار كازنوف بالاستقالة، تبنى تنظيم «داعش» أمس، هجوماً جديداً استهدف الكنيسة الفرنسية، عبر ذبح «أحد جنوده» بحسب البيان الصادر عنه قساً في كنسية سانت اتيان دو روفريه شمال غرب فرنسا.
وفي تفاصيل الهجوم، اقتحم رجلان متسلحان بالسكاكين كنيسة في سانت اتيان دو روفريه خلال القداس، واحتجزا خمسة اشخاص، ثم قاما بذبح كاهن الكنيسة جاك هامل البالغ من العمر 84 عاماً وجرحا رهينة ثانية، قبل أن تتمكن القوات الخاصة في الشرطة من قتلهما.
وجاء في بيان لوكالة «أعماق» التابعة للتنظيم الإرهابي أن «منفذي هجوم كنيسة نورماندي في فرنسا هما جنديان من الدولة الاسلامية»، وأنهما «نفذا العملية استجابة لنداءات استهداف دول التحالف الصليبي».
وتفقد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي الغى رحلة مقررة اليوم إلى براغ، مكان الهجوم الذي وصفه بأنه «جريمة إرهابية دنيئة»، وأكد أن المنفذين الاثنين قالا إنهما ينتميان الى «داعش»، وأن خطر المتشددين الإسلاميين على اوروبا لم يكن يوماً بمثل هذه الخطورة، داعياً إلى جبهة واحدة ضد الإرهاب، فيما أعرب فالس عن «الصدمة من الاعتداء الهمجي» على الكنيسة، معتبراً ان «الإرهاب يستهدف هوية فرنسا، علمانيتها، ويستهدف رموزاً، بالأمس 14 تموز (العيد الوطني الفرنسي، واليوم الكنيسة)»، لافتاً إلى أن الهجوم ضد كنيسة ليس الاول، ومذكراً بهجوم نفذ ضد كنيسة في منطقة فيلجويف العام الماضي.
وقالت مصادر متابعة للتحقيق إن أحد المهاجمَين «معروف من اجهزة مكافحة الارهاب»، مشيرة إلى أنه حاول في العام 2015 التوجه الى سوريا لكنه عاد من تركيا وأوقف للتحقيق معه بشبهة الانتماء الى عصابة على ارتباط بمنظمة ارهابية، ووضع قيد التوقيف الاحتياطي قبل ان يفرج عنه ويبقى تحت المراقبة. وذكرت صحيفة «لوموند» أن اسمه «عادل ك»، من مواليد 1997، وأنه حاول مرتين التوجه إلى سوريا، في آذار 2015 ثم بعد ثلاثة اشهر وسجن لاحقاً لمدة عشرة أشهر.
ويأتي هذا التطور بينما تعيش فرنسا حال تأهب بعد اسبوعين على الاعتداء الذي تبناه «داعش» ونفذه تونسي بشاحنة في مدينة نيس جنوب فرنسا، وقتل خلاله دهساً 84 شخصاً وأصيب اكثر من 350 آخرين كانوا يحتفلون بالعيد الوطني الفرنسي.
-وتوجه الرئيس هولاند إلى مواطنيه، قائلاً إن «عليهم أن يعلموا أنهم تحت الخطر، وإننا لسنا البلد الوحيد الواقع تحت هذا التهديد... نحن أمام اختبار، لأن التهديد مرتفع جداً وسيبقى كذلك. نحن بمواجهة مجموعة أعلنت الحرب علينا وسنخوض هذه الحرب»، مؤكداً أن «فرنسا كلها مستهدفة». وعبّر رئيس الحكومة، مانويل فالس، عن «الرعب بوجه هذا الاعتداء البربري». وأعقب كلام فالس تصريح للمتحدث باسم الحكومة، ستيفان لو فول، أكد فيه «أن الوحدة الوطنية هي الرد الوحيد على اعتداءات كهذا». يشار إلى أن مسؤولين فرنسيين كانوا يتخوفون من خطة لمهاجمة أماكن دينية منذ سنة، ولا سيما بعد إحباط خطة للهجوم على كنيسة كاثوليكية في إحدى ضواحي باريس في نيسان 2015.
ورغم مشاعر الحزن، لم تمتنع المعارضة اليمينية من توجيه الانتقادات إلى الحكومة. وكانت أبرز المواقف على لسان نيكولا ساركوزي الذي دعا الحكومة إلى وضع مقترحات حزب «الجمهوريين» قيد الدرس «من دون تأخير». بدوره، طالب الجمهوري، إريك سيوتي، بطرد «الغرباء المصنفين خطرين لدى أجهزة الدولة مباشرة، ووقف تدفق المهاجرين». وفي جانب اليمين المتطرف، رأت رئيسة حزب «الجبهة الوطنية»، مارين لوبان، أن «المسؤولية على من يحكموننا منذ 30 عاماً هائلة، من المزعج رؤيتهم يثرثرون». وتعرضت رئيسة «الحزب الديموقراطي المسيحي»، كريستين بوتان، لانتقادات بعد دعوتها إلى الصلاة «لشهدائنا الأوائل في القرن الواحد والعشرين».
دولياً، أدان البيت الأبيض «بأشد العبارات» الاعتداء، وعرض المساعدة في التحقيق بهذا الهجوم. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، نيد برايس، في بيان، إن «فرنسا والولايات المتحدة لديهما التزام مشترك لحماية الحرية الدينية لكل الأديان، والعنف الذي وقع اليوم لن يزعزع هذا الالتزام».
وكالات
إضافة تعليق جديد