هل تسببت أمريكا في إعصار ميلتون عبر التلاعب بالطقس؟.. إليك ما يقوله العلم!

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة موجة من المنشورات والتغريدات التي تتهم الحكومة الأمريكية بالتلاعب بالطقس، عقب اجتياح إعصار “ميلتون” لفلوريدا وعدة ولايات في الجنوب الشرقي.

وبرزت نظريات تشير إلى أن الحكومة استخدمت تقنيات مثل “استمطار السحب” للتسبب بالإعصار، مستندة إلى شائعات قديمة رُوّجت خلال جائحة كوفيد-19 أو حول اللقاحات.

وفقاً لما يتداوله مستخدمو تلك المنصات، فإن تقنيات استمطار السحب تتضمن التلاعب بالغيوم لتحفيز هطول الأمطار، وهي طريقة تُستخدم في الدول ذات المناخ الجاف.

في مواجهة هذه الاتهامات، علّق الرئيس الأمريكي جو بايدن على ما يُروج من نظريات، واصفاً تلك المزاعم بأنها “سخيفة للغاية”، قائلاً: “هذا هراء يجب أن يتوقف”.

جاء رد بايدن عقب اتهامات مماثلة من النائبة الجمهورية مارجوري تايلور غرين، التي زعمت أن الحكومة الأمريكية قادرة على التحكم بالطقس.

ماذا يقول العلماء؟

من جانبه، أوضح الخبراء أن مثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة. وقالت جيل تريبانييه، الخبيرة في الظواهر الجوية بجامعة ولاية لويزيانا، إن “تقنيات استمطار السحب تُستخدم عندما يكون هناك نقص في الهباء الجوي أو بخار الماء في الجو، ولكنها لا تؤدي إلى إعاصير”.

وأكدت أن الإعصار يتشكل طبيعياً فوق مناطق مثل خليج المكسيك.

أما الباحثة سوزانا كامارغو من مرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا، فقد شددت على أن التكنولوجيا الحالية لا تتيح للبشر القدرة على التحكم أو تعديل الأعاصير.

وأوضحت أن الأعاصير تبدأ كظاهرة طبيعية عندما تتشكل موجات استوائية، وتدفع الرياح هذه الأنظمة عبر المحيط الأطلسي نحو الأمريكتين، حيث يتسبب الهواء الدافئ الرطب في تكوين العواصف التي قد تتحول إلى إعصار كامل إذا توافرت الظروف المناسبة.

تجدر الإشارة إلى أن إعصار “ميلتون” اشتد بشكل ملحوظ أثناء تحركه فوق خليج المكسيك، حيث كانت درجات حرارة سطح البحر أعلى من المعتاد بنحو 1-2 درجة مئوية.

ووفقاً للمركز الوطني للأعاصير، فإن سرعة الرياح زادت بشكل كبير من 150 كم/ساعة إلى 280 كم/ساعة في غضون 12 ساعة فقط، مما عزز قوته بشكل غير متوقع.

باختصار، لا يوجد دليل علمي يدعم الادعاءات حول تلاعب الحكومة الأمريكية بالطقس، إذ تبقى الأعاصير ظواهر طبيعية متأثرة بعوامل مناخية وبحرية لا يمكن للبشر السيطرة عليها في الوقت الحالي.

عربي 21