"فايسبوك" يطلق خدمة الأولمبياد الاجتماعية
أظهر بحث أجرته مؤسسة "Oriella" المتخصصة بالإعلام الجديد، أن 55% من أصل ستمئة صحافي شاركوا في البث يقومون بالاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل "فايسبوك"، و"توتير"، للبحث عن قصصهم الصحافية الجديدة، وأن 43% يستعينون بمواقع التواصل الاجتماعي للتحقق من صحة المواضيع التي ينشغلون بالتحقيق فيها. وكانت النسبة الأكبر من الصحافيين الذين يلجأون الى هذه المواقع، هم في بريطانيا حيث وصلت نسبتهم الى 72% من الذين شملهم البحث، ويملك 52% منهم حسابات مهنية على "فايسبوك"، و46% حسابات على موقع "توتير"، للتواصل مع قراء صحفهم أو وسائل إعلامهم المتنوعة الأخرى.
لا تعد الأرقام التي قدمها البحث مفاجأة كبيرة، خاصة بالنسبة الى وسائل الإعلام الغربية، لا سيما أن معظم المؤسسات والشخصيات الرسمية أو الشهيرة هناك أصبحت تملك حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يجعل متابعات الصحافة التقليدية لأحداث معينة دائما متأخرة، عن زمن نشرها على الصفحات الخاصة والرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي. فإذا كان سياسي أو ممثلة شهيرة يرغبان بنفي تهمة ما، فإنهما يبدآن بهذه المواقع قبل أن يتجها الى الصحافة، وأحيانا ينتهي الأمر عند الإعلان فقط عبر هذه المواقع، ما يدفع وسائل الإعلام الى القيام بمتابعة دورية لما ينشر عبرها.
هذا كله لا يعني أن الصحافة الورقية أو التي تنشر عبر الانترنت في طريقها الى الزوال، فلا يوجد بديل اليوم يحل بدل الصحافة الاستقصائية الشديدة الأهمية والصحافة الإحترافية بشكل عام، والتي تذهب أبعد بكثير من نقل تصريحات تنشر أولا على مواقع التواصل الإجتماعي أو المواقع الشخصية على شبكة الانترنت. لكن هناك بالتأكيد تحديا جديدا للصحافة، يهزّ كثيرا من جوهرها الأساسي، والذي يمثل فيه نقل الخبر الجديد أحد أركانه. فالصحافة التقليدية لم تعد المصدر الأساسي للأخبار، الأمر الذي يزيد من تهديد النموذج الاقتصادي الذي كانت تسير عليه، ما دفع العديد من خبراء الإعلام وشخصيات مدنية أوروبية لدعوة دولهم للتدخل بإنقاذ الصحافة عبر دعمها المادي خوفا من انهيارها بسبب تضاؤل موارد الإعلانات، لتواصل دورها المهم بالنقد والتشكيك والتحقيق، وهي المهمة التي لن تنتهي.
من جانبها تواصل مواقع التواصل الاجتماعي توسيع وتخصيص خدمات خاصة لمنافسة الصحافة بشقها الخبري. فموقع "فايسبوك" أطلق منذ أيام خدمة "اكتشف لندن 2012" (Explore London 2012)، التي تجمع في صفحة واحدة الكثير من الصفحات الخاصة والعامة على "فايسبوك" لرياضيين، فرق رياضية، محطات تلفزيونية ستغطي الأولمبياد المقبل، والذي ينطلق هذا الصيف في العاصمة الانكليزية لندن.
هذه الخدمة الجديدة ستوفر الكثير من الوقت للراغبين بمتابعة تعليقات شخصيات رياضية ومؤسسات متخصصة على مجريات الحدث الرياضي الأول في العالم. فبدلا من البحث عن تعليق خاص لخبير أميركي على مباراة تنس، يمكن الآن عبر الخدمة الجديدة قراءة هذا التعليق وغيره في صفحة واحدة. ولن تشكل هذه الخدمة الجديدة أهمية فقط للمتابع العادي، فصحافي وصحافيات الرياضية في كل مكان في العالم سيمرون على هذه الصفحة، إذا رغبوا بتوفير الكثير من الوقت في متابعتهم المقبلة للأولمبياد.
محمد موسى
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد