غسان سلامة يطلق «الصندوق العربي للثقافة والفنون»

15-09-2007

غسان سلامة يطلق «الصندوق العربي للثقافة والفنون»

أعلن وزير الثقافة اللبناني السابق غسان سلامة في القاهرة انطلاق «الصندوق العربي للثقافة والفنون» ومقره الرئيس في العاصمة الأردنية عمّان، ومهمته الأولى دعم الإبداع الأدبي وحرية التعبير في العالم العربي.

حل الوزير سلامة ضيفاً في أمسية عن «الإبداع العربي بين العمل الأهلي والدعم المؤسسي» لكنها بدت أشبه بمؤتمر صحافي لتدشين الصندوق. ظهر ذلك واضحاً عبر حضور نسمة الحسيني أحد أعضاء مجلس أمناء الصندوق ومدير مؤسسة «المورد الثقافي» في مصر التي قامت بتوزيع منشور لتعريف بالصندوق واستمارة التقدم بطلبات الدعم داعية الصحافيين الموجودين للمشاركة في ترويج انطلاق الصندوق. والهدف من تأسيس هذا الصندوق مواجهة التراجع العام في تمويل الأنشطة الفنية إضافة الى اضطراب المناخ السياسي في الشرق الأوسط.

فكرة الصندوق كما ذكر سلامة بدت من تلاقي اقتراحات بعض العاملين في الشأن الثقافي في العالم العربي حول الحاجة الى مصدر تمويل للأعمال الثقافية والفنية ذات الصفات المختلفة والمحددة، كأن يكون مصدراً مستقلاً عن الحكومات وعن المتبرع ذاته.

وأوضح أن الصندوق يتخذ أهميته من تشرذم الواقع السياسي العربي، واقتصار عمل وزارات الثقافة في الوطن العربي على بلدانها فقط. لذلك تصبح مهمته الخروج من التوتر والتناقض القائمين بين العطاءات ذات الطابع المحلي، ووحدة الثقافة العربية والاهتمام بما نشهد من سوق موحدة للكتاب وللإنتاج السينمائي وكذلك للفضائيات وحتى الاسطوانات.

وشدد على نشاطات الصندوق غير الربحية بقوله: «ليس للصندوق أولي شخصياً أي علاقة بمن تحولوا الى أصحاب ملايين بمجرد نشر كتاب. سيُردّ الجميل معنوياً الى الصندوق بمجرد نجاح العمل الذي قمنا بدعمه ولا ننتظر أي مقابل من طالبي الدعم».

أما شروط الدعم فقال ان لا اعتبارات سوى كفاءة المشروع واقتناع الهيئات التحكيمية به. لكن هذا لن يعني حيادية لجنة التحكيم لأنها ستوجه الاهتمام أكثر الى الأشخاص الذين لا تصل إليهم وزارات الثقافة في البلدان العربية أي المثقفين المبتدئين. وقد يضطر الصندوق في أحيان الى التعامل بقدر من التمثيل لأن هناك وزارات للثقافة لا تحتاج الى زيادة التمويل الثقافي.

وأكد أن الصندوق ليس مؤسسة فكرية أو أيديولوجية، ولن ينافس وزارات الثقافة والناشرين، لأنه لا يقوم بأي عمل ثقافي بنفسه، وتنحصر مهمته في كونه جهة مانحة وداعمة. وتخصص نسبة 20 في المئة من الدعم لمساعدة الفنون والمشاريع ذات الطابع المحلي.

وقال سلامة إن الصندوق يعتمد على آلية خاصة في التمويل، فزهاء 50 في المئة من مصادر تمويله هي من الأموال التي يمنحها أفراد عرب «الأثرياء الميسورون» مع عدم رفض أي مصدر آخر للتمويل سواء جاء من جهات حكومية أو من مانحين دوليين. وأشار الى أن هذه الآلية تحقق فضلاً عن استقلالية الصندوق قيامه بدور الوسيط بين المتبرع والمبدع بحيث ينخرط المتبرع تدريجاً في العمل الثقافي. وإضافة الى التمويل الآني الذي قد يبلغ مليون دولار على الأقل سنوياً، يؤسس الصندوق وديعة دائمة باسمه تضمن له الاستمرار ونجاح التجربة.

وتطرق سلامة الى أوضاع الثقافة العربية المتردية، وما عاناه شخصياً طوال ثلاث سنوات كوزير من ضآلة موازنة وزارة الثقافة اللبنانية والحجم الهائل للدين العام للبناني الذي تجاوز حينذاك 40 بليون دولار، وقال:»إن الصندوق يحاول استثمار الجهود المتمردة على المركزية التي تعانيها الدولة في علاقتها بالثقافة خصوصاً مع تراجع الدولة وتخليها عن وهم إمكان تأميم الثقافة». ورفض سلامة الحل البديل في خصخصة الثقافة داعياً الى إيجاد معادلة جديدة تقضي بتحويل الثقافة الى اقتصاد المتعة أو الترفيه ويمكن أن يجنى منها ربح معقول.

وما يجدر ذكره أن الوزير السابق غسان سلامة هو رئيس الصندوق الذي يضم 12 عضواً في مجلس الأمناء، ولجنة تحكيم مستقلة. ويجدد المجلس ثلث أعضائه كل ثلاث سنوات، وآخر موعد لتسلم طلبات الدعم 30 تشرين الأول (اكتوبر) المقبل.

إيمان علي

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...