عن "انجيل حواء" مجهول النسب
فايز مقدسي: انجيل حواء انجيل قديم يعود للقرن الاول للميلاد و نجهل من كتبه و نجهل لماذا اطلق عليه اسم حواء، و هي قبل المسيح بالاف السنين حسب الكتب المقدسة .هذا لانجيل ُفقد منذ زمن طويل و لم يبق منه سوى صفحة فيها بعض العبارات التي نقلها واحد من اباء الكنيسة و اسمه / ايبفانيس/ القبرصي الذي ولد سنة 315 في فلسطسن و عاش في قبرص و مات غرقا في البحر سنة 403للميلاد.
و يبدو ان ذلك الانجيل كان معروفا منذ زمن طويل و حتى القرن الرابع للميلاد على الاقل طالما ان /ايبفانيس/ تمكن من قراءته و اقتباس بعض فقراته في واحد من كتبه التي انتقد فيها الغنوصيين السوريين / جماعة المعرفة/ الذين كتبوا العديد من الاناجيل التي لم تعترف بها الكنيسة الرسمية و اذكر منها انجيل توما و انجيل فيليبس و انجيل مريم. وهي اناجيل سورية المنشأ و مكتوبة باللغة السورية ( السريانية )التي ترجمت فيما بعد الى اليونانية. ثم اختفت كليا لتعود فكتشف عنها الارض و بعد قرون طويلة في منطقة نجع حمادي في مصر في النصف الاول من القرن الماضي دون العثور على انجيل حواء الذي نتكلم عنه و الذي لم يبق منه و كما سبق التلميح سوى الصفحة التي اقتبسها / ايبفانس القبرصي في مجال تعليقه و نقده لهذا الانجيل الذي تم حرقه ربما فيما بعد من قبل الكنيسة الرسمية او انه لايزال مطمورا في مكان ما حتى تكشف الارض عنه او ربما بين وثائق قديمة مخفية في مكان ما لم يعثر عليها احد حتى اليوم.
يقول الاب المذكور في معرض نقده للكتاب انه من المستحيل ان يكون هناك انجيل كتبته حواء و هي اسبق من عصر المسيح و لم تشهد شيئا و لم تسمع كلام او بشارة المسيح و ان الكلام المنقول عنها في هذا الانجيل انما هو تحريف و تزوير وضعه احد السوريين الغنوصيين الذين حاربوا في الكنيسة الناشئة انذاك كل ما هو يهودي و رفضوا اعتبار يسوع يهودي و رفضوا كل كتب التوراة التي تبنتها الكنيسة انذاك و اعتبرتها عهد قديم بالنسبة الى المسيحية التي هي عهد جديد . كما ان الغنوصيين السوريين رفضوا فكرة ان يكون الله هو اله اليهود و اعتبروه الها فاسدا يكره البشر و ينتقم منهم و لذلك فرض شريعة موسى القاسية في نقده لانجيل حواء يدون / ايبفانس/ في كتابه صفحة من هذا الانجيل نقرأ فيها هذه العبارات الوحيدة المتبقية من انجيل حواء حيث تقول حواء / و عند الغنوصيين هي تمثل عشتار السيدة العظمى/ انها كانت واقفة على قمة جبل شاهق عندما تراءى لها ما يشبه مخلوقا عظيما اكبر من الجبل و رأسه يلمس السماء في هيئة نورانية تحجب وجهه و خاطبها قائلا:
ايتها المرأة
انا انت
و انتِ انا
اينما كنت انتِ فانا اكون
و انا كائن في كل شئ
و من اين ماشئتِ
فانت على مثالي و صورتي
و في تماثلك معي و شبهك لي
انما انت تشبهين نفسك
......................................................................................
هذا هو المقطع الوحيد المتبقي حتى اليوم من ذلك الانجيل الغامض الذي يرسم للمرأة صورة مختلفة و يعطيها صورة الهية كاملة و يجعلها توأم الله و على مثاله .و يجعل الله في هذه الحالة يحمل و في نفس الوقت عنصر المذكر و عنصر المؤنث حيث تكتمل الطبيعة و تكون في هذا التلاقي الذي لا تقوم للعالم قائمة بدون اتحاده في وحدة صعب ان نخترق اسرارها و الغازها، و لقد انتقد / ايبفانس / هذا الانجيل و رأى فيه دعوة صريحة للحب الجسدي- الجنسي الحر و رفضه على هذا النحو ..غير ان البعض من المفكرين رأى ان هذا المقطع الذي يحمل دلالات جنسية حيث يتحد المذكر / الرجل بالمؤنث /المرأة انما يجب فهمه على نحو روحي و صوفي نراه في اتحاد عناصر الطبيعة . و ان /ايبفانس / لم يستطع ان ينفذ الى ما في هذا الانجيل من اشارات و الغاز و لغة سرية باطنية و انه اكتفى بقراءة سطحية و حرفية لما هو ظاهر و لم ينتبه الى ان النصوص السرية حافلة دائما بلغة الباطن التي يجب اختراق الغازها و فك رموزها لنكتشف ما تريد ان تقوله حقيقة
المقطع من انجيل حواء الدي ترجمته هنا عن الفرنسية موجود في كتاب ضخم من جزءين بالفرنسية يحمل عنوان
الكتابات السرية المسيحية Ecrits Epocyphes Chrétiens
إضافة تعليق جديد