عمل الأطفال المشردين يدق ناقوس الخطر
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة عمالة الأطفال المصادف 12 من حزيران أقامت بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس- دائرة العلاقات المسكونية والتنمية نشاطاً خاصاً بدعم اللعب وحماية حقوق الطفل وذلك في حديقة العروبة باللاذقية بمشاركة 75 طفلاً من أطفال الأسر المهجرة المتسربين من منازلهم نظراً للظروف الراهنة التي سلبت طفولتهم وساحات لعبهم وأجبرتهم على ترك مقاعد دراستهم حتى أضحى ملعبهم سوق العمل الذي يخوضونه بأعمال معظمها مجهدة من أعمال زراعية، أو مسح سيارات وبيع وما إلى ذلك الأمر الذي يشكل تهديدا فعليا لمستقبلهم ومستقبل سورية الذي يفترض أن يكون هؤلاء الأطفال دعامته.
حول الهدف من هذا النشاط ومدى تفاعل الأطفال معه والنتائج المرتقبة أوضح المتطوع سمير اسكاف أن ظاهرة عمالة الأطفال المتسربين من المدارس تشكل آثاراً كارثية وتدق ناقوس الخطر ما يتطلب وقفة حقيقية من الجميع للعمل الجاد لمكافحة هذه الظاهرة وإعادة هؤلاء الأطفال إلى طفولتهم ومقاعد دراستهم وساحات لعبهم ويبعث الأمل فيهم من جديد، ما دفع دائرة العلاقات المسكونية والتنمية للحد من هذه الظاهرة والوصول إلى يوم تنتفي فيه عمالة الأطفال وهو سعي يواجهه تحديات كبيرة تتمثل في الواقع الذي خلفته الأزمة معيشياً وضيق الحال وخاصة للأسر المهجرة التي لا تتمكن نسبة كبيرة منها من إرسال أبنائها إلى المدرسة وتحمل النفقات، لذلك تطلق دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس صرخة قوية لإنقاذ الأطفال والعودة بهم لحياة طبيعية مكوناتها الدراسة واللعب.
وهذا النشاط هو عمل رمزي مساعد على إيصال صرختنا وصرخة هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم، كما أن الفعالية هي عبارة عن بادرة احتفالية ضد عمالة الأطفال تستهدف أولاد العائلات المهجرة المتسربين من مدارسهم والمنقطعين عن الدراسة منذ ثلاثة أعوام، وقد تم التوصل إليهم من خلال عملنا في الإغاثة والتنمية ففي الإغاثة تتوافد الأسر المهجرة لتسجيل أنفسها لدينا ومن خلال التسجيل نعلم تفاصيل العائلة والأطفال الموجودين، وبناء على الإحصائية المتوافرة لدينا التقينا أكثر من 75 طفلا جمعناهم منذ أكثر من أسبوعين ضمن مدرسة أنشأناها لتعليمهم صيفاً والتركيز على اللعب والتعارف فيما بينهم، ومن خلال النشاطات المقامة لاحظنا وجود تفاعل كبير من قبلهم مع كل الأنشطة وكذلك على الصعيد الدراسي يوجد تقدم كبير يظهر بالاهتمام الذي يبدو من قبلهم ونتوقع من خلال تواصلنا معهم طوال فصل الصيف تحقيق نتائج جيدة لأن التواصل لا يقتصر عليهم فقط بل أيضاً على ذويهم.
نهى شيخ سليمان
المصدر: الوطن
إضافة تعليق جديد