علاقة تغير المناخ بالظواهر الجوية
نبّه كبار علماء البيئة إلى أن العلاقة بين تغير المناخ والظواهر الجوية الأخيرة التي تجاوزت الحدود المعروفة لا يمكن تجاهلها بعد الآن.
وقالت إندبندنت إن العلماء بصدد إنهاء عشرين عاما من إحجامهم عن ربط تغير المناخ بالطقس المتقلب، مثل العواصف الشديدة والفيضانات وموجات الجفاف التي غالبا ما تملأ نشرات الأخبار، كجزء من تحول جذري عن موقف ملتبس سابق يراه كثيرون الآن وضعا يتعذر الدفاع عنه على نحو متزايد.
وقد شكل باحثون من بريطانيا والولايات المتحدة وأجزاء أخرى من العالم تحالفا دوليا جديدا يهدف إلى التحقيق في الظواهر الجوية الاستثنائية لمعرفة ما إذا كان بالإمكان عزوها إلى الاحترار العالمي الذي تسببه انبعاثات غازات الدفيئة.
ويعتقد الباحثون أن الأمر لم يعد مقبولا ظاهريا لمجرد زعم أن الطقس المتقلب يتلاءم مع تغير المناخ. وبدلا من ذلك يعتزمون تقييم كل حدث غير عادي من حيث احتمال تفاقمه أو حدوثه بسبب زيادة درجة الحرارة العالمية على مدار القرن الماضي.
ومن المرجح أن تكون هذه الخطوة مثيرة للجدل لأن ما يعرف بعلم "إسناد المناخ" ما زال في مراحله الأولى من التطوير، وكذلك من المحتمل أن تُهاجم هذه الخطوة من قبل المتشككين في المناخ الذين يشككون في أي ارتباط بين الانبعاثات الصناعية من ثاني أكسيد الكربون وارتفاع متوسط درجات الحرارة العالمية.
غازات الدفيئة
وأشارت الصحيفة إلى أن عددا كبيرا من علماء المناخ الآن مستعدون لتبني موقف أكثر عدوانية، مجادلين بأن المناخ قد تغير بالفعل بما يكفي للتأثير في احتمالية وقوع حدث جوي متطرف، سواء كان إعصارا شديدا أو فيضانا كبيرا أو جفافا مدمرا.
وهذا ما جعل المنظمات والهيئات المختصة تكثف جهودها وتتعاون مع بعضها لإجراء تحقيقات مفصلة عن الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الفيضان الهائل في باكستان العام الماضي، لمعرفة ما إذا كان بالإمكان اكتشاف دليل على تغير المناخ كسبب محتمل.
وخلص بعض الخبراء إلى وجود أدلة قوية على وجود زيادة في موجات السخونة والفيضانات وموجات الجفاف وسقوط الأمطار الغزيرة وزيادة مفرطة في درجات الحرارة.
ونوهت الصحيفة إلى دراسات أجريت بالفعل على موجات السخونة في أوروبا عام 2003 التي مات فيها نحو 35 ألف شخص بأمراض متعلقة بالحرارة، وكذلك فيضانات بريطانيا المدمرة عام 2000 التي كلفت شركات التأمين مطالبات بنحو ملياريْ دولار ودمرت 10 آلاف منزل عقب أكثر خريف رطوبة في إنجلترا وويلز منذ بدء السجلات عام 1766.
وفي كلتا الحاليتن وجد العلماء أن مساهمة غازات الدفيئة -التي هي من صنع الإنسان- في الاحترار العالمي زادت كثيرا من خطر تكرار مثل هذه الأحداث المتطرفة.
وفي تقرير لإحدى شركات التأمين البارزة في ميونخ تبين أن عام 2010 كان أسوأ عام للكوارث الطبيعية، حيث كان تسعة أعشار هذه الكوارث متعلقا بالطقس المتطرف، مثل فيضانات باكستان وشرق أستراليا وموجة السخونة في روسيا التي يقدر أنها قتلت ما لا يقل عن 56 ألف شخص، وهو ما يجعلها أفتك كارثة طبيعية في تاريخ البلد.
وختمت الصحيفة بما قاله معد تقرير شركة التأمين المذكورة إن هذا التوجه الطويل الأجل لم يعد بالإمكان تفسيره بتقلبات المناخ الطبيعية وحدها، فالاحتمال هو أن تغير المناخ يساهم في رفع حرارة محيطات العالم.
المصدر: الجزيرة نقلاً عن إندبندنت
إضافة تعليق جديد