صناعة الشرقيات أمام «مطب» قانون استيراد المواد الخام

03-02-2013

صناعة الشرقيات أمام «مطب» قانون استيراد المواد الخام

المتعارف عليه أن الورثة التي يتركها الأب لأبنائه تتمثل بالأموال والعقارات والشركات والسيارات ولكن هناك ورثة كبيرة لا تقدر بثمن لقيمتها المعنوية أولاً ولأهميتها بالسوق الدمشقية والإقبال الكبير من المواطنين عامة والسياح العرب والأجانب بشكل خاص على شراء هذه القطع الشرقية القيمة ذات المنظر الراقي كما أكد لنا أحد العاملين بهذه المهنة وأضاف إنه ورث المهنة جداً عن جد أي إن هناك 8 من أجداده عملوا بصناعة السيوف الدمشقية قبله واعتبره فناً راقياً لا يمكن لأي أحد أن يقوم به ووعد بتوريث هذه المهنة لأبنائه كما فعل أبوه وأجداده ليحافظ على هذه الصناعة وللاستفادة المادية منها لأنها مدخول أسرته الوحيد.
كثيرة هي الصناعات الدمشقية الشرقية وتكاد تصل إلى مائة صناعة تقريباً وأبرز هذه الصناعات (السيوف الدمشقية- الموزاييك- الصدفيات- السجاد اليدوي- النحاسيات والفضيات- الأراكيل- التحف والمناظر المنزلية وغيرها الكثير) وهذا الصناعات بدأت منذ القديم بدمشق وقد ازدهرت وتطورت بالعصر العثماني وما زلت تتألق وتتطور منذ ذلك الوقت إلى الآن لتصبح جزءاً لا يتجزء من التراث الدمشقي وتلعب هذه الصناعات دوراً مهماً بسياحة البلد وتطوره وهذا الحديث كان قبل هذه الأزمة التي تمر على البلد لأن السياحة والطلب على القطع الدمشقية قليل جداً بهذه الأيام كما صرح جميع تجار ومهنيو هذه الحرف اليدوية الدمشقية لجريدة الوطن على أمل أن تعود كما كانت سابقاً وأفضل.

يد عاملة
الصناعات الشرقية كثيرة منها الممتاز والراقي حيث إن صناعة القطعة الواحدة منه تستغرق وقتاً طويلاً, وهناك قطع دمشقية صغيرة تعتمد على الكم بالدرجة الأولى والنوع بالدرجة الثانية كصناعة الموزاييك والصدف ولا بد من وجود عدد كبير من العاملين فصناعة الصدف مثلاً تبدأ من المادة الخام التي تحتاج للعمل الكثير قبل أن تصبح جاهزة للزخرفة والإبداعات بصناعة الإكسسوارات التي توجد بكل بيت حتى إنها أصبحت تستخدم كالحلي من قبل الفتيات كالأطواق والخواتم والقلادات وهذا ما حدثنا به الصناعي والتاجر غياث عزيز أوغلي عن حاجته الدائمة وعلى مدار العام لليد العاملة لتطوير صناعته ما سيجعلها كثيرة بالسوق ما سيؤدي إلى انخفاض ثمنها لأن نقص اليد العاملة بظل هذه الظروف جعل هذه الصناعة تتراجع كثيراً وهذا أمر مؤسف كما أكد أوغلي لأن الصناعة الدمشقية رمز من رموز مدينة دمشق على مر التاريخ.

جمرك وسماسرة
قال غياث عزيز أوغلي أن المشاكل الجمركية التي كانت سابقاً وزادت في الوقت الحالي على استيراد المواد الخام اللازمة لصناعة الصدف والموزاييك كثيرة جداً تظلم المواطن بالدرجة الأولى والحكومة بالدرجة الثانية لأن قانون الاستيراد يخدم بالدرجة الأولى (الترانزيتيت) المخلص الجمركي فوق حقه وذلك على حساب الدولة حيث إن الرسوم السنوية الموضوعة على المستورد الصغير نفسها موضوعة على المستورد الكبير أي إن التاجر الذي يستورد حاوية واحدة يدفع نفس رسوم التاجر الذي يستورد مثات الحاويات ولكن السمسار كما سماه أوغلي أي المخلص الجمركي المستفيد الأكبر بكلتا الحالتين ويدخل عليه مال أكثر من الدولة نفسها بطرق قانونية وغير قانونية والتاجر يحسب كل ما يكلفه من رسوم استيراد وحصة المخلص الجمركي من رأس المال ما سيجعل القطعة بعد نهاية صنعها غالية الثمن ولذلك طلب أوغلي من الحكومة إعادة دراسة قانون الاستيراد ووضع حد للسماسرة والأهم أن تستورد المواد الخام من دون رسوم لينخفض سعرها قبل وضعها بالسوق ليستفيد المواطن بالدرجة الأولى والأخيرة.

طلب وأمنية
لأن الحكومة لا تهتم بهذه المهنة على الرغم من وجود اتحاد للحرفيين طلب أغلب العاملين بهذه المهنة اهتماماً أكثر من الحكومة ومساعدة الحرفيين للمحافظة على التراث الدمشقي الأصيل لكي لا يترك أصحاب الأيادي الفنية ورشهم وبالتالي اندثار هذه الصناعات وأهم من كل هذه إعادة دراسة قانون الاستيراد غير العادل للمواطن والدولة.

محمد نزار المقداد

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...