صلاة مشتركة للطوائف المسيحية من أجل إحلال السلام في سورية
أقامت الطوائف المسيحية في سورية أمس صلاة مشتركة من أجل إحلال السلام في سورية والرحمة والراحة لأرواح الشهداء وإعادة جميع المخطوفين وعلى نية الإفراج عن المطرانين بولس يازجي متروبوليت حلب والإسكندرون وتوابعهما للروم الأرثوذكس ويوحنا ابراهيم متروبوليت حلب للسريان الأرثوذكس اللذين اختطفتهما مجموعة إرهابية مسلحة في ريف حلب.
وخلال القداس قرأ المطران جان قواق مدير الديوان البطريركي في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس بيانا صادرا عن بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وبطريركية انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس قال فيه:" نأسف لعملية خطف المطرانين يازجي وابراهيم كما لأي عملية مشابهة تطال مواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم ونود أن نسجل للرأي العام المحلي والعالمي أن المسيحيين في هذه الديار هم جزء عضوي من نسيج الشعوب التي ينتمون إليها وهم يتألمون مع كل متألم ويعملون كسعاة خير لرفع الظلم عن أي مظلوم متخذين من تعليم إنجيلهم القدوة بأن المحبة هي أساس تعامل الناس بعضهم مع بعض والمواقف الرسمية التي صدرت عن المقامات الروحية في الكنائس على اختلافها هي خير دليل على ذلك كما تأتي المهمة التي كان يقوم بها المطرانان المخطوفان في هذا السياق".
وأضاف البيان:" إن المسيحيين في هذا المشرق يأسفون لما تتعرض له بلدانهم من عنف يباعد بين أبناء الوطن الواحد ويعرض حياة الآمنين لأخطار عدة يشكل الخطف أحد أفظع أوجهها لما فيه من عبثية واستباحة لحياة العزل.. ونحن إذ نناشد الخاطفين احترام حياة الأخوين المخطوفين ندعو الجميع للكف عن كل الأعمال التي من شأنها أن تزرع الشقاق الطائفي أو المذهبي بين أبناء الوطن الواحد".
وأعرب البيان عن تفهم القلق الذي يثقل نفوس المسيحيين من جراء حوادث الاختطاف هذه داعيا إياهم إلى التصبر والتشبث بمقتضيات إيمانهم والاتكال على الله وقال:" إن الدفاع عن أرضنا يكون أولا بالثبات فيها وبالعمل على جعلها أرض محبة وتعايش وندرك أيضا أن مواطنينا من كل الطوائف يعانون الألم نفسه من جراء أعمال مماثلة ونصلي لكي يقويهم الله في محنهم ونشد على أيديهم كي نرفع جميعا الصوت عاليا لرفض كل أنواع العنف الذي يمزق أجساد أوطاننا ويدمي قلوبنا".
وأضاف البيان:" إنه في هذه المناسبة الأليمة لا يسعنا إلا أن ندعو العالم بأسره كي يسعى جاهدا إلى إنهاء المأساة الجارية في سورية الحبيبة حتى تعود روضة محبة وأمان وتعايش فلا تأتي المعادلات السياسية على حساب إنسان هذه الديار كما ندعو الكنائس المسيحية في العالم كي تقف أمام الأحداث الجارية وقفة صلبة تشهد لإيمانها بفعل المحبة في العالم فتتخذ خطوات من شأنها ترجمة رفضهم لكل أنواع العنف التي يتعرض لها إنسان المشرق اليوم".
وقال البيان:" إننا نغتنم الفرصة لنناشد شركاءنا في المواطنة من المذاهب الإسلامية كافة كي نتضافر وإياهم فنعلن ونعمل على رفض المتاجرة بالإنسان كسلعة سواء كان ذلك عبر جعله درعا بشريا في القتال أو سلعة مقايضة مالية أو سياسية".
وتابع البيان:" نتوجه أخيرا إلى الخاطفين لنقول لهم إن من تم اختطافهما هما رسولا محبة في العالم يشهد لهما عملهما الديني والاجتماعي والوطني لذلك ندعوهم إلى التعامل مع هذه الحادثة المؤلمة بعيدا عن أي تشنج لا يخدم في النهاية إلا أعداء الوطن".
واختتم البيان بالقول:" إننا نتضرع إلى الله في هذه المواسم المباركة كي تنتهي هذه المأساة بسرعة وتعود الطمأنينة إلى نفوس الجميع وتنعم بلادنا بما تستحق من ازدهار وسلام".
وأكد المشاركون في الصلاة المشتركة حتمية انتصار سورية على أعدائها مشددين على استمرار التعايش المشترك بين أبناء الشعب السوري ورفض كل محاولات التفرقة التي يسعى إليها أعداء السوريين.
وفي حديث للتلفزيون العربي السوري جدد المطران لوقا الخوري المعاون البطريركي في كنيسة انطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس ثقته بالانتصار على الشر والأعداء وعلى كل من يريد خراب سورية مؤكدا أن هذا ما عبرت عنه الصلاة المشتركة الذي أقيمت في سورية بمناسبة أحد الشعانين ودعا المطران الخوري العالم لأخذ موقف من شأنه أن يعيد المطرانين وجميع المخطوفين مشددا على أن "غايتنا هي العيش مع كل أخوتنا بسلام وأمن دون خوف من الموت لأن يسوع المسيح لم يخف الموت".
وقال المطران الخوري:" أقمنا القداديس اليوم في كل كنائسنا وصلينا وتمنينا أن يكون الرب مع من افتقدناهم وهم.. المطرانان يازجي وإبراهيم والكهنة الاثنان اللذان ذهبا ليفرجا أسرهما ولكنهما أسرا أيضا وغيبا عنا في هذه الأعياد المباركة التي نمر بها أعياد آلام وعذاب الرب يسوع وقيامته من بين الأموات وهو عيد كبير بالنسبة للمسيحيين".
وعبر المعاون البطريركي في كنيسة انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس عن الحزن الكبير لغياب المطارنة المختطفين مؤكدا "أن الناس تحب المطارنة لأنهم رجال دين لا يسعون إلا للسلام والعطاء والتضحية من أجل الآخر فهم يحبون الإنسان لأنه إنسان وهذه هي تعليمات يسوع المسيح وأن القيامة المجيدة تعبير عن محبة المسيحين للإنسان الآخر وفداء له".
وافتتح الصلاة المشتركة للطوائف المسيحية في سورية التي أقيمت مساء أمس في كنيسة الصليب بدمشق المطران إسحاق بركات من بطريركية الروم الأرثوذكس وقرأ القراءة الأولى القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الإنجيلية الوطنية في دمشق ومن الإنجيل المقدس قرأ المطران جوزيف العبسي مطران من بطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك كما شهد القداس حضور المطران لوقا الخوري والمطران موسى الخوري النائب البطريركي لبطريركية انطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس والأسقف نقولا بعلبكي من بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس إضافة إلى مطارنة السريان الأرثوذكس بدمشق والسريان الكاثوليك والأرمن الكاثوليك والأرمن الأرثوذكس ولفيف كبير من الكهنة والمصلين.
وفي طرطوس أكد أبناء الطوائف المسيحية أن فرحة العيد لا تكتمل ما دامت سورية جريحة راجين من الله أن تعود سورية آمنة مستقرة وجبلا يؤوي كل المستضعفين مقتصرين في عيدهم على الصلوات والقداديس.
من جهته استنكر المطران سابا إسبر مطران جبل العرب وحوران للروم الأرثوذكس اختطاف المطرانين وجميع الأعمال الإرهابية التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق أبناء الوطن.
ودعا المطران سابا خلال احتفالية أقامتها المطرانية أمس بمناسبة عيد الشعانين واقتصرت على إقامة الصلوات الجميع إلى تحكيم عقولهم وضمائرهم وبذل كل الجهود من أجل إيقاف العنف والقتل والإرهاب في سورية وإحلال السلام عبر الحوار والحل السياسي. وشدد المطران سابا على أهمية تعزيز الوحدة الوطنية بين جميع أبناء الوطن ونشر المحبة والتآخي والتسامح والدفاع عن الحق والإنسان والأفكار والقيم الدينية السمحاء داعيا الذين ضلوا الطريق للرجوع إلى الدين الحق مؤكدا أن "الأعمال الإرهابية للمجموعات المسلحة لا تمت للإنسانية والأديان السماوية بأي صلة وهي تدمير للإنسان والوطن والشعب".
إضافة تعليق جديد