صفقة استلام أكياس نفايات طبية مشكوك بصلاحيتها

رغم رفضها مرتين من مكتب النفايات الطبية بمديرية صحة السويداء لسوء وخلل في تصنيعها إلا أن الواقع الفعلي لأكياس النفايات الطبية لم يشكل أي حافز إقناع لدى مديرية الصحة لرفض صفقة الأكياس تلك والمثير للاستغراب أن مديرية الصحة استبعدت من لجنة خبرة الأكياس مكتب النفايات الطبية المعني الأساسي بالقضية علما أن تلك الأكياس غير صالحة لتجميع النفايات وتؤكدها المراسلات الخطية والكتب الرسمية لمكتب النفايات الطبية حول واقع تلك الأكياس والتي تم الاطلاع عليها ولم نحصل على نسخة منها بسبب تعليمات مديرية الصحة
 و تتلخص تفاصيل القضية أنه في بداية العام الحالي وتحديدا في الشهر الثاني تم توريد نحو 5 أطنان من الأكياس الصفراء لزوم النفايات الطبية السائلة والصلبة في مديرية صحة السويداء بقياس 70×70 وقياس 50×50 من المتعهد (إياد. ا. ع) إلا أنه بعد تجربتها عملياً تبين أن هذه الأكياس مملوءة بالعيوب وتتسرب منها الدماء والسوائل بشكل غير طبيعي ولا تتوافق مع طبيعة النفايات الخطرة الأمر الذي دفع بمكتب النفايات الطبية إلى رفض استلام هذه الأكياس فما كان من مديرية صحة السويداء إلا أن قامت بالاستعانة بخبرة محايدة من مديرية البيئة في السويداء وكانت النتائج مثيرة للدهشة وخاصة أن الخبرة تم إجراؤها على 10 أكياس فقط من أصل عشرات الآلاف ليأتي التقرير وبعد ثبوت تسرب وعيب في أحد الأكياس العشرة جاء تقرير الخبرة بأن نسبة الأكياس غير الصالحة للاستعمال تشكل 10% من الكميات الموردة إلى المديرية علما أن نسبة 1% لا يمكن قبولها مع مواد خطرة كالنفايات الطبية! وهذا ما أثار حفيظة مدير مكتب النفايات الطبية المهندس أكرم غانم الذي أكد ما تم طرحه ونقاشه مع تأكيده عدم قدرته على إعطاء أي تصريح رسمي حول القضية إلا بكتاب رسمي من مدير الصحة الذي طلب إلى مكتب النفايات عدم الإدلاء بأي تصريح حول تلك الصفقة.
و هنا لابد من القول إنه ما دام أهل مكة أدرى بشعابها فلماذا قامت مديرية الصحة بالتدخل بالعمل الفني والتقني لمكتب النفايات الطبية الذي أكد عدم صلاحية هذه الأكياس بعد إجراء الفحص على عينة تجاوز عددها 50 كيساً من تلك الأكياس؟ سؤال لابد من طرحه وننتظر نتائج التحقيق حول الآلية التي بناء عليها تم قبول الكمية من تلك الأكياس المشكوك في جودتها.

عبير صيموعة

المصدر: الوطن