شريط مصور يكذب الرواية الروسية لنهاية حادث مدرسة بيسلان
أثبت شريط مصور -لم يسبق عرضة من قبل- أن النهاية المأساوية لحادثة مدرسة بيسلان عام 2004 كانت من صنع القوات الروسية الخاصة وليس بسبب انفجار وقع في الداخل كما قالت الرواية الرسمية.
فقد أشارت لجنة أمهات بيسلان أن الشريط الذي وصلها من مصدر مجهول يناقض ما ورد في محاضر تحقيقات قوى الأمن والقوات الخاصة الروسية والتي قالت إن حزاما ناسفا زرعه الانفصاليون الشيشان داخل المبنى كان وراء المجزرة التي جرت في مدرسة بيسلان بأوسيتيا الشمالية حيث سقط نحو 333 قتيلا نصفهم من الأطفال.
يذكر أن القوات الروسية الخاصة أغارت على القاعة الرياضية في المدرسة الابتدائية لوضع حد لأزمة الرهائن التي استمرت ثلاثة أيام من 1-3 سبتمبر/أيلول من العام 2004 بعد أن احتجزت مجموعة شيشانية مسلحة قرابة ألف شخص غالبيتهم من طلاب المدرسة وأولياء أمورهم ومدرسيهم.
وقالت رئيسة لجنة أمهات بيسلان سوزانا دودييفا إن الصور التي التقطت عبر كاميرا فيديو محمولة تؤكد قناعتها أن قوى الأمن هي التي أطلقت قنابل يدوية على جدران القاعة الرياضية حيث كان الرهائن محتجزين مما أسفر عن اشتعال النيران التي أحاطت بالمبنى بكامله.
وتساءلت دودييفا في تصريح لوسائل الإعلام عقب عرض الشريط في مركز ثقافي محلي في بيسلان عن السبب الذي دفع بقوات الأمن إلى إلقاء القنابل على الرغم من معرفتهم بوجود عدد كبير من الأطفال في الداخل.
وفي انتظار أن تقدم لجنة التحقيق الرسمية المكلفة بالحادث تقريرها النهائي، يرى أهالي الضحايا وجود أدلة رسمية تثبت تورط السلطات في التغطية على الحقائق ومحاولة تزويرها.
وفي هذا الإطار قالت دودييفا أن مكتب الادعاء العام تجاهل حتى الآن جميع التساؤلات الأخرى بشأن ملابسات الحادث متمسكا بالرواية الرسمية بأن المجموعة الشيشانية المسلحة هي التي تسببت بالانفجار داخل القاعة.
يذكر أن الفيلم المصور يظهر تتابع الأحداث لما جرى في 3 من سبتمبر/أيلول 2004 ابتداء من هروب عدد من الأطفال عند الساعة 12 ظهرا إلى خارج القاعة.بعد ذلك يصور الشريط عند الساعة الثالثة وثماني دقائق عصرا وقوع انفجارين تلاهما إطلاق نار كثيف مصحوب بسحب الدخان التي غطت سماء المنطقة.
ثم يتابع الشريط بلقطة ثالثة عند الساعة الخامسة و49 دقيقة، أي بعد انتهاء الهجوم، مجموعة من المحققين يعاينون عددا من الأحزمة الناسفة غير المنفجرة كانت ملقاة على طاولة داخل قاعة الرياضة.
وفي هذه الأثناء يسمع صوت أحد المحققين وهي يشكك أن تكون الحفرة في الجدار ناتجة عن انفجار وقع في الداخل وإنما بسبب انفجار وقع خارج القاعة، مشيرا إلى "أن أحداً ما أطلق النار على القاعة".
يشار إلى أن رواية لجنة أمهات بيسلان لما جرى في المدرسة يتطابق إلى حد كبير مع وصف يوري سافلييف أحد أعضاء لجنة التحقيق الرسمية والذي نشر العام الماضي تقريرا مصغرا قال فيه إن قنبلتين يدويتين ألقيتا من مبنى كانت تسيطرعليه قوات الأمن باتجاه قاعة الرياضة.
بيد أن اللجنة استبعدت في تقريرها الصادر في ديسمبر/كانون الأول الماضي هذه الرواية وبرأت القوات الأمنية من أي مسؤولية عن ما جرى.
المصدر: رويترز
إضافة تعليق جديد